أصبح التأمين الصحي بمحلية ود بندة كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.. تردٍ في الخدمات ونقص في الكوادر الصحية، إضافة الى عدم تأهيل معظمها، فمعظم الاقسام متوقفة عن العمل الاشعة، الموجات الصوتية، الاسنان، رسم القلب بسبب عدم وجود الكادر الذي يقوم بتشغيلها في وقت تغول فيه التأمين الصحي على مستشفي ود بندة وأصبح مستشفي ود بندة الريفي للتأمين الصحي. بالوضع الراهن أفقد التأمين الصحي المنطقة مزايا وخدمات وزارة الصحة المتمثلة في الدواء المجاني وعلاج الاطفال دون الخامسة والعمليات القيصرية، بالاضافة الى دعم المنظمات الخيرية والانسانية لانها تعتبر التأمين الصحي شركة خاصة، ولجميع هذه الاشكالات أصبح لسان حال المواطن في المحلية أن لا للتأمين الصحي نعم لعودة مستشفى ود بندة الي وزارة الصحة، وعلي التأمين تأجير مقر آخر له لتقديم خدمته للموظفين والعاملين بالدولة. «الصحافة» التي وقفت على الاوضاع استمعت الى عدد من مواطني المنطقة للحديث حول المستشفى. ويقول المحامي ياسر جماع من ود بندة: «نحن نؤيد فكرة التأمين الصحي بوصفها اضافة تكافلية في المجتمع، ولكن لا ينبغي ان يكون خصماً على دور وزارة الصحة الممثلة في المستشفى وكوادرها، والتأمين الصحي في ود بندة تغول على المستشفي وساهم في تشريد كوادر وزارة الصحة خاصة الممرضين، وأفقدنا نحن بوصفنا مواطنين الدواء المجاني، وصيدلية التأمين الصحي تعمل في تجارة الدواء، وهي خاصة للمؤمن عليهم، وهؤلاء لا يتجاوزون ربع سكان المدينة». ويمضي ياسر جماع في القول إلى ان معظم الادوية الاساسية غير متوفرة، ووجود التأمين الصحي بالمستشفى أفقد الدولة الرقابة على الدواء خاصة ادوية الطوارئ، ودائماً التأمين الصحي لا يعمل يومي الجمعة والسبت، ونفس كوادر التأمين تعمل يومي الجمعة والسبت ولكن لحسابها الخاص، ولا يوجد صيدلي بالتأمين الصحي. فيما يقول الموظف بمحلية ود بندة محمد صالح موسي رابح إن التأمين الصحي يقدم خدمات جليلة للمؤمنين وغيرهم، ولكن يلاحظ أن بعضاً من العاملين غير مؤهلين اكاديمياً، ويعاني المواطن في استرداد المبالغ من التأمين الصحي، داعياً ادارة التأمين الصحي لتحسين بيئة العمل لأنها تخصم من رواتب المؤمن عليهم خدمات التأمين الصحي مقدماً. محيي الدين احمد لازم رئيس نقابة عمال التعليم بمحلية ود بندة قال في حديثه ل «الصحافة»: «إن العاملين في التعليم أكثر شريحة مشتركة في التأمين الصحي، واعدت نقابة التعليم بالمحلية تقريراً للهيئة النقابية الولائية طالبت فيه بتحسين الاداء للتأمين الصحي، وعقد مؤتمر لمناقشة قضايا التأمين الصحي وإشكالاته منذ عام 2010م، وحتى الآن لم يحدث أي شيء، ومنذ ذاك الوقت لم يشهد التأمين الصحي أي تطوير في خدماته، وهنالك خمس إداريات بالمحلية، وطالبت نقابة التعليم بفتح خمسة مراكز علاجية في ود بندة، الزرنخ، أرمل، دردوق، صقع الجمل، وفي بعض الاداريات الخدمة غير متوفرة أصلاً، والخدمة التي تقدم في المراكز ضعيفة جداً ولا توازي الاستقطاع من المعلم، والفحص المتوفر هو فحص الدم والبول فقط». فيما يرى حسن وداعة الله من اللجان الشعبية بإدارية ود بندة أن المواطن غير راضٍ عن أداء التأمين الصحي، ويطالب بأن يخرج التأمين الصحي من مستشفى ود بندة ويرجع المستشفى الى وزارة الصحة، وهي بدورها تقوم بتوفير الكادر الصحي وادوية الطوارئ. عبد الرحمن أحمد الرش رئيس اللجنة الشعبية حي القبة ود بندة يقول ل «الصحافة»: «إن التأمين الصحي دخل المحلية عبر الشباك، ولم يكن برغبة المواطنين الذي رفضوا الأمر لتعديه على المستشفى، والتأمين الصحي لا توجد له أية خدمات للمواطن، ونسبة المشتركين بسيطة وتمثل العاملين في الدولة وبعض الأسر الفقيرة التي تدخل عبر الزكاة والمالية، والآن يطالب أهل المنطقة باخلاء المستشفى من التأمين الصحي وارجاعه الى الوزارة لتصلهم عبرها الخدمات المجانية وعلاج الاطفال وادوية الطوارئ والعمليات القيصرية». وللوقوف على دور التأمين الصحي التقت «الصحافة» بالدكتور صلاح عثمان المدير الطبي للتأمين الصحي بمحلية ود بندة للوقوف على الأمر، لكنه اعتذر عن الادلاء بأي حديث، وقال انه غير مفوض للحديث للصحف إلا بعد أخذ الإذن من رئاسة القطاع الغربي بالنهود.