المتابع لمجريات الأمور بأديس أبابا يلحظ التهكم و الاستهجان الذي قابله المؤتمر الوطنى و اعلامه و زبانيته من دفع الحركة الشعبية شمال لطلب الحكم الذاتى لمنطقتى النيل الأزرق و جنوب كردفان!و قد أنبرت كل من أقلام و شاشات المؤتمرالوطنى للاستخفاف و الاستهزاء بهذا المطلب تارة من أن الواقع لا يسند هذا المطلب بأعتبار أن الحركة الشعبية شمال لا تملك من القوة ما يؤهلها لهذا الطلب و أحيانا يقولون أن الحركة الشعبية شمال ليست مفوضة من قبل الشعب السودانى حتى تفاوض نيابة عنه حتى تطالب بحل شامل لكل السودان ! أولا ينبغى أن يعى المؤتمر الوطنى و من دار في فلكه أن قضايا الشعوب لا تقاس بالقوة المادية و قوة السلاح و العتاد و ما تملكه على الأرض , نحن في النيل الأزرق و في كردفان و في دارفور شعب يملك ارادة و نؤمن بقضيتنا في حقنا في هذا السودان الواحد و لنا تاريخ و أرث كبير ورثناه جد عن أب أقل ما نطالب به هو الحكم الذاتى لاننا نرى فيه جبر لما لحق بنا من ضرر تاريخى يشهد به الدانى و القاصى فمنذ الاستعمار كانت مناطقنا مقصدا لجلب المال و الرجال و بعد الاستقلال كانت و ما زالت أراضينا هى البقرة الحلوب التى تدر لغير أهل بيتها , و ما بين الاستعمار و الاستقلال و فشل النخب السودانية في ادارة تنوع الدولة السودانية أصبحنا نخطو للوراء , فلا تنمية و لا صوت و لا حق يعترف به للمشاركة في الحياة العامة و لا أحترام للعهود و المواثيق الدولية في حماية حقوقنا و هويتنا و مواردنا , بل كرامتنا .و ازداد الأمر سوء مع مجىء سياسة التمكين و المشروع الحضاري و سياسة الأرض المحروقة لتقتلعنا من أرضنا لنصبح سكانا في الكهوف و المعسكرات و الخيام ما بين لاجئين و نازحين و مشردين , ثانياالجيل الذى غادر وطنه ظلما و غدرا لن يرضى بطلب الحكم الذاتى اذا رفض هذا المطلب الان , و لنا في مشكلة جنوب السودان درس كان ينبغى لساسة السودان التعلم منه لكن هيهات لاناس يرقصون على جثث الموتى أدمنوا الترهيب و الفساد و أعمتهم شهوة السلطة والصولجان . ثالثاو أخيرا ان كان المؤتمرالوطنى صادقا في تحقيق السلام في كل ربوع السودان فأقل ما يفعله أولا الاعتذار لهذا الشعب السودانى ليس في النيل الأزرق و جنوب كردفان و دار فور فحسب بل لكل أهل السودان لأنه من خدع الشعب السودانى و زج به في حرب مع نفسه و بتر جزء عزيز منه و جعل من القبلية و الجهوية بديلا للقومية و جعل الوطن في ذيل الأمم في كل شىء و دمر الاقتصاد و الاخلاق و لم يترك فينا شىيئا جميلا الا طالته يده بالخراب و الدمار, و بعد هذا الاعتذار يشرع جادا في تفاوض يرد الحقوق لأهلها و يصون ما بقى لهذا الوطن من ماء وجه [email protected]