بسم الله الرحمن الرحيم للبطة ذاكرة ضعيفة وهي السبب لتعرضها للخطر مكرر. وذاكرة البطة ضعيفة للدرجة التي لا تتذكر الجوع أو الشبع وتعتمد تماما علي ما يقدم لها بلا أي ذاكرة . لذلك المصريون يقومون بعملية حشو البط بالطعام عند لحظة بيعه ويسمونها (بالتزعيط )ليثقل وزنها . وهذا ما يحدث للنظام في الخرطوم فهو يتعامل مع الأحداث منقطعة دون ذاكرة جمعية والشواهد على ذلك كثيرة فالرئيس البشير أعلن على الأشهاد عدم ترشحه مجدداُ لرئاسة الجمهورية وأشهد الله والشعب على ذلك .لكنه اليوم مرشح حزبه ويتحدث عن الاستحقاق الدستوري ونسي الاستحقاق الأخلاقي ، وليس بعيد عنه خطاب الوثبة الذي أعلن فيه مبادرة الحوار واعترف أن البلاد تعيش أزمة سياسية وأن السلام مبدأ يعمل له ويسعى له وقبله اعترف في المؤتمر الصحفي العام الفائت الذي أعلن فيه رفع الدعم عن المحروقات أن حل الضائقة المعيشية سياسي ولكنه لا يمر يوم إلا وتقوم أجهزة القمع التي تحمي النظام وتعتقل سياسي أو ناشط وتصادر الصحف وتضيق الحريات . ولكن الرئيس ليس بأسوأ من وزير دفاعه ورفيق دربه وهو كل مرة يخرج علينا بتصريحات يعلن فيها القضاء على التمرد مرة بتحرير هجليج وصلاة العيد في كاودا ، لتفاجئه الحركات المسلحة باحتلال أبكرشولا ودخول أم روابة ليأتي هذا العام ويعلن الصيف الساخن وحسم التمرد ليجد نفسه في الشتاء يدافع عن كادقلي، وتشدد رافضاً الحوار الوطني ومفاوضات أديس أبابا وتشوينات وقود متحركات حركات دارفور تمضي في حماية قواته ثم تتسرب عند أول كمين الى وجهتها وهو يحدثنا عن جاهزية الإسناد السريع لحسم المعركة. يا هذا ليس للحركات أنابيب بترول تمدها بالديزل ولو أحكمت تكتيكاتك لتوقفت اللانكروزرات التي يستخدمها المتمردون وركبوا الدواب. ولكن لمن نشكو الفشل؟ أما الدكتور نافع لم يدع مولد التصريحات يفوته فخرج علينا بواحد يتحدى فيه الموقعين على نداء السودان وتوعدهم بالهزيمة في الانتخابات أو ميدان القتال وهو لم يبعد من المشهد السياسي إلا لتصريحات لحس الكوع وأخواتها . أما النائب الأول السابق لم يكن أقل سطحية وهو يتخلى عن خلفيته الإسلامية وهل نسي أنه نائب الترابي لزمن وأمين الحركة الإسلامية لدورتين أم يريد عرض نفسه بثوب جديد ولكن إن نسي لن ننسى . وما دعاني لتذكر ذاكرة البط الضعيفة رفض عميد شئون الطلاب بجامعة وادي النيل قيام ندوة بكلية الهندسة بعنوان (طلائع التغيير) وهذا ذاكرته أصغر من ذاكرة البط فهو سبب رفضه بتوقف النشاط لمدة طويلة وعدم وجود لائحة تنظم النشاط وتسمح بدخول مشاركين من الخارج ونذكره أن النشاط مستمر يومياً ولم يتوقف بالكلية فما الجديد؟ ونزيد قبل عشرة أيام أقام تحالف طلابي ندعوه يناقش فيها عسف اللائحة وشارك فيها سبعة من رؤساء أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض بالولاية والموقع على نداء السودان والداعي لإسقاط النظام . ولكن أصغر من ذاكرة عميد شئون الطلاب ذاكرة حكومة الولاية التي وقعت ميثاق مع القوى السياسية المعارضة يلزمها بإتاحة حرية النشاط السياسي ولم تجف تصريحات مسئوليها على الصحف يؤكدون احترانهم للحريات العامة بالولاية. عموماً أشهر أنواع البط عند المصريين يسمى بالبط السوداني رغم أن السودانيين يكرهون تربية البط ولا يأكلون لحمه ولا يحبون بيضه بينما النظام السوداني يزعط أعوانه بترهاته دون وعي منهم وعدم إحساسهم بمعاناة الشعب ولا اكتفائهم من سياساته الفاشلة فمن يشتري بط الإنقاذ ويبيعه في سوق الثورة والتغيير. م. إسماعيل فرج الله 9ديسمبر2014م [email protected]