بسم الله الرحمن الرحيم فكرت كثيراً في الإسلام والحقيقة الغائبة ثم طرحت سؤال على نفسي هل ممارسات الحركات الإسلامية في الدول العربية والأفريقية والأسوية من قتل للنفس البريئة وحرب باسم الإسلام يعتبر هذا انتصار للإسلام أم أنها مضرة بالإسلام ، هذا السؤال لم أجد له إجابة واضحة وأتمنى من كل المفكرين والعلماء والسياسيين في هذا المجال الإجابة على هذا السؤال دون مواربة لأن الحرب التي تقودها الحركات الإسلامية ضد المسلمين في كل من اليمن وسوريا وليبيا ومالي وغانا والصومال أهدافها هي السلطة وليس نصر للإسلام ، حيث تري هذه الحركات إن هذه الممارسات في نظرها وفكرها وأهدافها صحيحة ، ونحن نري عكس ذلك فالتضارب الحاصل في النقيضين فيما تراه الحركات التي تدعي إنها إسلامية وبين ما نراه غير ذلك يأتي من الحرص على الإسلام وليس الحركات المسماة إسلامية ، إذا ما أضفنا ممارسات نظام الإنقاذ كنموذج .فهل الأسلوب السياسي الذي تمارسه الحركة الإسلامية هو انتصار للإسلام وإذا كان انتصار للإسلام فما هي المزايا الفكرية الصحيحة لإقناع الآخرين بصحة هذه الممارسات . إذ أن ضعف الفكري العربي هو الذي قاد لمثل هذه النظرية والاعتقاد الخاطئ بصحة ممارسات الحركات الإسلامية التي شوهت صورة الإسلام . والسؤال سيظل مطروح على علماء الدين الإسلامي في العالم ليس في السودان فحسب أو الدول التي نشئت فيها تلك الحركات الإسلامية ، وإنما لكل من يمتلك إجابة على هذا السؤال لماذا كتم الإجابة هل هو ضعف في الإيمان أم أنه أزر الدنيا على الآخرة ، فالإسلام مستقبله أصبح مهدد من قبل هذه الحركات المسماة إسلامية وعلماء السلطان ، والعلماء بعدم نصحهم لقادة الحركات أو حتى نظام الإنقاذ بأن الذي يجري الآن من قتل للمسلمين وفحشاء ومنكر وفساد أدى بالنتيجة إلى ضياع القيم والمبادئ والأخلاق وهذه جريمة في حد ذاتها والعلماء بعدم نصحهم لهؤلاء يكونوا أتركبوا نفس الخطأ الذي تمارسه الحركات الإسلامية ، إذا لصقت تهمة بالإسلام . فإذا كان العلماء حريصين على مستقبل الإسلام من التشويه أو الوصف الخاطئ فعليهم أن يقولوا الحقيقة هذا لا يمت للإسلام بصلة ، بل العلماء والمفكرين وحتى الساسة ألا يكتفوا بالنقد السياسي السطحي المجرد دون التعمق في تفكير وأهداف الحركات الإسلامية ومن ثم النقد لتجارب الحركات الإسلامية ، التي دفعت المستشرقين والصهاينة واليهود بأن يصفوا الإسلام بالإرهاب وهذا شيء مقصود لأن هنالك فرق كبير بين الإسلام والحركات المسماة إسلامية ، لكن المستشرقين واليهود والصهاينة وجدوا ظروف مواتية لشن حرب على الإسلام والمسلمين وحتى التطاول على ( الرسول صلاة الله عليه وسلم ) من حين لآخر لم يأتي من فراغ وإنما جاء بناءاً على ممارسات الحركات الإسلامية في العالم ونظام الإنقاذ في السودان . فهل الفكر العربي أو الإسلامي فتر أو مات وإذا كان لم يفتر أو يمت هكذا لماذا الضعف وهل الضعف هو ضعف الإيمان والقدرة على التطوير أو أن المفكرين والعلماء أزروا بنفسهم بعيدا عن الصدام مع الحركات الإسلامية أم أنهم مؤيدين لذلك . وهنالك بعض الدول العربية غير راضية على هذه الممارسات سواء كانت في أفغانستان أو باكستان أو اليمن والدليل على ذلك التدخل السعودي لحماية البحرين في عام 2011م من ما يسمى بالربيع العربي . الحركات الإسلامية تأتي بعدة غطاء موهمة الشعب بالثورة ، ثم تتحول إلى الجيش الحر ، داعش ، والدولة الإسلامية وغيرها من المسميات فهذه الأغطية تقود في بعض الأحيان إلى الوصول إلى السلطة وهو الهدف الرئيس للحركات الإسلامية وليس نصر للإسلام وهذا الأسلوب أكتشفه الشعب المصري مبكراً حينما ثار على الإسلاميين في 30/6/2013م وأسقط الإسلاميين وكذلك سقوط الإسلاميين في تونس كل هذا يقودنا إلى التفكير الجدي والحرص على مستقبل الإسلام من ممارسات الحركات الإسلامية التي وفرت ظروف وغطاء سياسي للمستشرقين واليهود والصهاينة لضرب الإسلام والمسلمين من خلال الوصف السيئ للإسلام ، فالإرهاب ليس سمة حضارية في تاريخ العرب السابق والحاضر لولاء تجارب هذه الحركات لما استطاع اليهود والصهاينة وصف الإسلام بالإرهاب ، وأحداث 11سبتمبر 2001م في أميركا خير شهادة على الوصف السيئ للإسلام والمسلمين وهذا قاد بالنتيجة لتدخل الغرب في أفغانستان 2002م ولكن إن العلماء والمفكرين والساسة العرب وعلماء الدول الإٍسلامية لم يقفوا كثيراً أو يفكروا في هذا الوصف بإلصاق التهم بالإسلام ولم يدافعوا عنه بكل جدية . إذ أن الفهم السطحي لعمق الإسلام بالنتيجة قاد إلى غياب الحقائق التي توضح إنسانية الإسلام التي تتمثل في المحبة والتآخي والسلام والاستقرار الدائم . فالإسلام ليس كسائر الرسالات والديانات أو الأهداف الدنيوية وإنما الإسلام هو دين التسامح والعدالة الاجتماعية والاقتصادية وكافة الشرائع الإسلامية تؤكد ذلك ونصر للفقراء والمساكين والأيتام وليس هذا وإنما الإسلام يقينا من الحساب والعقاب وعذاب الدنيا والآخرة يوم يقابل كل الناس ربهم ما عدا الكفار والمشركين بالله . وإن الذي غرته الدنيا أشد غروراً عليه أن يتذكر قوة الله وحسابه وعقابه وثوابه . حسين الحاج بكار التاريخ 20/12/2014م نواصل [email protected]