إلى وقت قريب كنت أعتقد أن الإنسان إذا أراد أن يكون (شيخ لاحق) ولديه )حيران) وتابعين ومريدين فإن أولى صفاته هي البعد عن زخرف الدنيا والزهد فى (ملذاتها) وقد عاصر ابناء جيلنا عندما كانو صغارا هذه النوعية من (الشيوخ الاتقياء) ، اذكر أننى عندما كنت صغيرا كان كثيرا ما تنتابنى حالات من الصداع المؤلم فكانت (والدتى) عليها رحمة الله (تمسكنى من إيدى) وتذهب بى إلى (الشيخ صالح) وهو شيخ هرم مقوس الظهر (يأكل من عمل يده) فنجده وهو يمارس عمله فى (فتل الحبال) فيمسك بى بيديه الناشفتين المشققتين ثم يضع أحداهن على رأسى ويرقى بآيات من القرآن الكريم ثم يعود إلى عمله من جديد . وقد جاء فى (طبقات ود ضيف الله) فى طبقات الأولياء أن الشيخ (حمد) قد مكث فى (خلوته) وهى حجرة تم (تطويب) منافذها بالطوب إلا من كوة صغيرة يناولونه بها الماء بعد أن حمل معه زاده المكون من قليل من (القرض) و سبعه (تمرات) حيث مكت فى خلوته تلك اثنين وثلاثين شهراً فلما خرج من الخلوة وجدوا القرض والتمرات على حالها والركوة ملانه ماء، فجميع من شرب منها وقع مغشيا عليه وصار ولياً من أولياء الله الصالحين !! (أو كما قال) كنت أظن – وليس كل الظن إثم- أن (الشياخة) لها علاقة وطيده بالزهد عن (ترف الدنيا وملذاتها) حتى قمت بزيارة صديقى (س) فى منزله والذى ما أن فتح لى الباب وإستقبلنى حتى هتف فرحاً مسرورا وهو يقودنى لحجرة طرفيه وليس (الصالون) مكان جلوسنا المعتاد : – أبونا (الشيخ) معانا .. أبونا (الشيخ) الليلة جانا (ثم أضاف ) أبونا الشيخ فى القيلولة دى بياخد ليهو (نومة) ويرتاح شوية لو ما كده كان دخلتك سلمت عليهو !! فى داخل الحجرة التى جلست داخلها كان هنالك شابين من شباب الحى الذين ربما رصدوا قدوم (الشيخ) فأرادوا الإستفادة من (خدماته) فها هو أحدهم يقول مخاطباً الآخر : – أنا عاوزو بس يدينى حاجه تسهل ليا أمورى عشان إتخارج من البلد دي !! – لكن (الشيخ) ده ح يفضى متين أنا قاعد ليا تلاته ساعات – كدى أمشى (مد راسك) جوه الصالون شوفو صحى؟ ذهب الشاب الآخر (فى غياب صديقى س) ونظر من فتحة باب الصالون وجاء ممتعضاً : – ياخى الشيخ ده الظاهر بتاع راحات – كيف؟ – معاهو أربعه (حيران) إتنين ماسكين (راسو وإيدينو) وإتنين ماسكين (ضهرو وكرعينو) وقاعدين (يعصرو) ليهو ... ( نظام مساج وكده) !! بعد قليل كان صديقى والخادم الذى يعمل عنده يمران أمامنا وهما يحملان (صينيتين كبار) ملآنتان بما لذ وطاب من اللحم المشوى والمندى و(الفراخ) المحمر والمقمر وقطع (السمك) المتبل والسلطات (البيضاء والخضراء) والشوربات (الكاربه) و(الأجبان) مختلفة الالوان ... ثم ما لبثا وعادا يحملان مثلهما ملآنتان بالتحلية من (سطات فواكه) وجيلى وكاسترد وأناناس وكنافة وبطيخ أحمر يسر لونه الناظرين ثم عاد الخادم منفردا وهو يحمل(صينية) عليها (جكوك) من (العصائر) ذات الألون و(الكثافة النوعية) المختلفه !! إعتذرت لصديقي عن تناول الأكل ولكن تملكنى إصرار فى داخلى أن أرى ذلك (الأبونا الشيخ) !! فجلست حتى تم (أخراج الفاضى) من الصالون .. ثم إدخال (الطشت البلاستيكى والصابونة) كيما يغسل (أبونا الشيخ) يده (فى بكانو) .. تم إدخال ثرامس) القهوة بالتمر) والشاى .. ثم بعد وقت ليس بالقصير خرج (ابونا الشيخ) الذى يبدو أنه لم يبلغ الخمسين بعد – وهو فى كامل (حلته) .. مركوب (نمر فاشرى) ..جلابية (زبده بيضاء( عمامة (توتال أصلى) وملفحة بألوان الطاؤوس وساعة يد (بلاتينية) مغروزة فى ذلك المعصم المكتنز .. يحيط بة أربعه من الحيران (الأشبال) يرتدون زياً (أخضراً) موحداً بزيق (اصفر سيتانى ) أتجه الشابان اللذان كانا معى بالغرفه نحو (أبونا الشيخ) مد لهما يده في ترفع فقاما (بتقبيلها) وبعد أن تحدثا إليه منفردين بصوت هامس أجابهما معاً : – إن شاء الله غرضكم مقضى ثم جاء دورى فقمت بتحيته (من بعيد بعيد) وصديقى (س) يعرفه بى : – ده الإستاذ الفاتح جبرا يا ابونا ... عليك الله يا (أبونا الشيخ) أديهو لينا فاتحة (قوية) عشان يبطل (السجائر) دى عشان عندو (القلب) وبشرب ليهو أربعه علب فى اليوم !! ورفع (أبونا الشيخ ) كفيه (البضين) بالدعاء ملياً ثم أنزلهما وهو يقول لى : – إن شاء الله تترك السجائر ده نهائى ! ثم توجه نحو العربة الفارهه (البرادو) المكندشة وسط كلمات وداع صديقى (س) ... وبالفعل لم تمض أيام قلائل حتى تركت (السجائر) نهائياً ................ وإتجهت (للشيشة) !! كسرة : حليل شيوخ الزهد والتقشف ... جونا شيوخ البرادو (موديل السنة) !! كسرة ثابتة (قديمة) أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+و كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) !