الساسة فى بلادى يعانون ( حكومة ومعارضة) من أمراض لا علاج لها ، فلا الحكومة تستمع للنصح ، مع وضوح الطريق الذى يمكن أن يخرج البلاد من وهدتها ولا المعارضة تريد أن تصل إلى حل فى استمراء واضح للحال الذى أصبحت عليه البلاد. السودان سادتى مقبل على أيام سوداء لا تسر العدو ناهيك عن الصديق ، فنحن نتصومل رغم أنف المتكلمين بغير هذا ، والسيناريو الصومالى أصبح وضع قائم وشواهده واضحة لمن ليس فى عينيه رمد، إنفصال الجنوب ، يليه تأكل فى الأطراف الباقية من البلاد ، مع يقينى التام أن النظام القائم لن يستجيب لهذا الطرح ولا المعارضة ستجنح للسلم والعمل عبر القنوات السلمية لحل النظام ، إلا أننى أناشد جميع أفراد الشعب السودانى المغيب رغم أنفه عما يجرى فى وطنه ، فهو لا يستشار وكثر المتكلمون بلسانه من معارضة وحكومة ، فالمعارضة المسلحة تتحدث بلسانه والحكومة تتحدث بلسانه والمعارضة المدنية تتحدث بلسان الشعب السودانى ، بينما لسان حال الشعب السودانى ، يقول بحاجته الماسة للمأكل والعلاج والملبس والتعليم فأين الحكومة والمعارضة بشقيها المسلح والمدنى من هذه المتطلبات وهل سمعتم من يتحدث عنها ، إن الوضع القائم الأن ينبئ بحدوث كارثة وشيكة وهى ليست ببعيدة ، فالساسة فى بلادى غارقون فى الأنا لحد بعيد وما أتعسها من أنا. ليست أحلاماً ولن تكون مجرد تمنيات هى ثورة الشعب السودانى المنتظرة ولكن وقبل ذلك هنالك ثمة سؤال يطرح نفسه عن من هو البديل الجاهز الذى يمكن أن يتولى زمام الأمر فى البلاد ، ليست أكاديميات ولكن يقيناً أن الحركات المسلحة لا تصلح لتولى الأمر فهى منقسمة على نفسها وتتوالى إنقاساماتها بطريقة أميبية لتشرق شمس كل يوم جديد يحمل اسماً لحركة جديدة ، وعن المعارضة المدنية والتى يتزعمها التحالف ولا أظنه تحالفاً بالمعنى الحرفى ولا أى معنى أخر فهؤلاء يحملون بذور تفرقهم وتشتتهم فى داخلهم، فأى حال وأى مستقبل ينتظر دولة السودان ، والسؤال هنا موجه للنظام الحاكم فى ظل الحصار المفروض على هذا البلد جراء السياسات الخرقاء ، وإنعدام المرونة الدبلوماسية فى التعامل مع القضايا ذات البعد الاستراتيجى والتى تحتاج إلى من يتعامل معها بكل الكياسة والحيطة المطلوبة فى التعامل مع هذا النوع من القضايا. ونواصل [email protected]