مما استقل السودان والذى حكم باغلب فتراته بحكم عسكرى او شمولى درجت الحكومات على الاحتفال به بالغناء والرقص والاناشيد وهلم جرا. هذه الحكومات العاجزة الفاشلة بتفتكر ان حب الوطن وتقدمه واستقراره ياتى عن طريق الاناشيد والاغانى والرقص مثل الدعوة للعمل ونبذ الخلافات والحب ووضع ايدينا فى ايدى بعض وهى اشياء مهمة ومطلوبة ومحمودة ولا غبار عليها لكنها تاتى بعد البناء الدستورى والسياسى من خلال حوار وطنى وفى جو من الحريات السياسية وحراسة الجيش والشرطة للقانون وامن الوطن والمواطن مهما كان اعتقاده السياسى او عرقه او دينه لا تفرق بين احد منهم. لناخذ الولاياتالمتحدة كمثال وليس حصر ماذا فعلت بعد حرب الاستقلال من بريطانيا؟ هل حكمها الجيش الذى انتصر فى الحرب وكان هو احد الخيارات لحكم البلد ام رفض ذلك واقاموا مؤتمر دستورى فى فيلادلفيا وعملوا واقروا الدستور الذى تجرى عليه تعديلات كلما احتاجوا لذلك وبآلية معروفة من مؤسسة التشريع؟ وهل حكموا البلد يالقمع والاحادية السياسية او الفكر الواحد او الحزب الواحد او الجيش ام اختاروا طريق الحرية الفردية والجماعية وحكم المؤسسات والقانون؟ بمعنى هل بدأوا بالتنمية المادية وقعدوا يغنوا ليها صباحا ومساءا ام بالتنمية السياسية والدستورية؟ وهل لم تستطيع امريكا مثلا بعد البناء الدستورى ان تعمل طريق او سد او مصنع او مزرعة الخ الخ؟ انا فى اعتقادى الشخصى ان الديمقراطية والحرية لو استمرت بكل طائفيتها واخطائها وسجم رمادها لكنا توصلنا لحل لمشكلة الحكم فى السودان وكنا فى طريقنا لذلك لولا انقلاب الحركة الاسلاموية فى 30 يونيو 1989 وكنا تطورنا ديمقراطيا واصلحنا من اخطائنا فى ظل حياد الجيش والشرطة والقضاء والصحافة الحرة وكانت ظهرت احزاب وقيادات جديدة فى ظل الحرية ودولة القانون والمؤسسات وفى حالة خرق القانون والدستور والعبث بامن الوطن والمواطن فان الجيش والشرطة موجودتان لتطبيق القانون والدستور الوضعوا باتفاق جميع اهل السودان ولا كبير على القانون والدستور رئيس او خفير. لغناء والرقص للاستقلال ما بيطور بلد او يصنع استقراره البناء الدستورى هو الذى يحقق ذلك وبعد البناء الدستورى والسياسى تستقر البلد ويستدام البناء وياتى المستثمرون اجانب او وطنيين الخ الخ ويكون تداول السلطة معروف بجميع مستحقاته وبعد البناء الدستورى والسياسى والاستقرار ومضى مسيرة البناء البشرى والمادى بعد داك غنوا وارقصوا زى ما عايزين فى كل يوم واحد يناير من كل عام وادعوا الى حب الوطن والعمل الخ الخ الخ اما الغناء والرقص بدون استقرار واتفاق سياسى ودستورى فهذا يبقى غباء ومضيعة للوقت وللوطن والمواطن. كسرة: قارنوا بين الهند التى لم يحكمها انقلاب عسكرى او عقائدى وبين الدول العربية التى حكمت بالعسكر والعقائديين ومن ضمنها السودان والديمقراطية هى احسن السيئيين والكمال لله وحده! كسرة اخيرة: الحركة الاسلاموية حكمت لاكثر من 25 سنة وحال البلد السياسى والدستورى والامنى والاقتصادى وخريطة الوطن الاتعودنا عليها من صغرنا(حلايب داخلها) كلكم عارفنه هل هى فترة قليلة ام كثيرة للحكم بفشل الحركة الاسلاموية وماذا يعنى بناء طرق او كبارى او سدود او مصانع مع اهميتها والبلد ممزقة تعيش فى حروب واقتطعت اراضيها وتدخل فى شؤونها الصغير والكبير من الدول والامم المتحدة وصار فيها جيوش غير الجيش الوطنى الذى جير لصالح حزب واحد لا مانع لديه ان يتمزق الوطن ولا يستقر فى سبيل تمكنه من السلطة والثروة. [email protected]