بورتسودان وأهلها والمطار بخير    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطوبة زهير
نشر في الراكوبة يوم 14 - 02 - 2015


مقدمة :
في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وانتشار العطالة أصبح من المستحيل تماماً استطاعة شاب (عادي) أن يتزوج ... قريباً ربما نشاهد مثل هذا السيناريو على أرض الواقع !
البداية :
(زهير) يجلس فى حجرته يستمع إلى فنانه المفضل وهو فى حالة استرخاء بينما تدخل والدته عليه فجأة مخاطبة إياه :
- يا ولدى والله عاوزه أكلمك فى موضوع
وهو خايف : خير يا أمى
- يا (زهير) يا ولدى إنت طبعا كبرت وإحلوّّيت وما شاء الله عليك والبنات كلهن يتمنّوك .. تصمت قليلا.. أها نفيسة جارتنا دى عاوزاك لى بتها (سوسن)
يقوم (زهير) بخفض رأسة حياء وينظر إلى الأرض وهو يدلك على شنبه بأصبعيه ثم يقول :
- الرأى رأيك والشورة شورتك يا أمى
- أنا بى صراحة يا ولدى ما شايفة فى البت أى شي .. ما شاء الله محترمة ووظيفتا ما بطالة ومرتبا كويس ومن البيت للمسجد ومن المسجد للبيت ولا عندها شلل بتساهر معاها ولا بتدخن ولا بتمشى ميز البنات
- لكن يمة بس هى شافتنى وين ؟؟
- شنو شافتك وين ؟ ما كل يوم وإنت جايي من الجامعة هى بتكون منتظراك فى المحطة عشان تعاين ليك
- وعرفت إنى ما مخطوب ولا مرتبط كيف ؟؟
- سألت عنك وقالو ليها الولد ده لا بتاع نيت كافيهات ولا بتاع صياعة وما بطلع إلا مع أبوهو ، وهسع يا (زهير) يا ولدى البت دى وأهلها جايين يوم الخميس ألفى وشّنا ده عشان يشوفوك
- طيب يمة .. أبوى رأيو شنو فى الموضوع ده ؟؟
- أبوك كمان عندو رأى ؟؟؟ هو فاضى من لعب الضمنة وشراب القهوة والشيشة؟؟
- (بعد شوية تفكير) : خلاص يمة .. الإنتى تشوفيهو يحصل
بعد أن خرجت والدة (زهير) من الغرفة نط (زهير) من السرير واتجه صوب المراية المعلقة على الحائط وأخد ليهو لفة لفتين ينظر فى إعجاب إلى قوامه الممشوق وهو يموج بيده على شعره ثم يدلك على شنبه وهو ( يشيل نفس عميق ) ويقول :
- أخيراً الواحد ح ينفكّ من البورة دى
يوم الخميس :
بدأت الترتيبات لخطوبة (زهير) من يوم الأربعاء حيث قام (زهير) بالذهاب يرافقه صديق عمره (هانى) إلى صالون الحلاقة حيث قام بحلاقه شعر رأسه آخر موضة بعد أن قام بصبغته ولم ينس أن يطلب من الحلاق أن يزين له حواجبه على خفيف وأن يشيل له بالفتلة شعر الوجه ولم ينس (زهير) أيضاً أن يغشى سوق (سعد قشرة) لشراء الملابس التى سيرتديها لما يجوا الجماعة .
عند عودته من هذا المشوار وجد (زهير) البيت مقلوبا رأساً على عقب حيث قام بقية إخوانه بدك المحاضرات فى الجامعة والتفرغ لنظافة وترتيب المنزل استعدادا لقدوم أهل الخطيبة بينما ذهب الباقون إلى السوق لشراء الفواكه والجاتوهات والحلاوة والحاجة البارده لتقديمها للضيوف .
صباح الخميس كان البيت جاهزاً لاستقبال الضيوف وكان (زهير) أكثر جاهزية وهو يجلس داخل غرفته مع أصدقائه من أفراد شلة الجامعة، وبين الحين والحين يذهب وينظر للمرآة للتأكد من شياكته وشكل التسريحة والحلاقه الجديدة وسط تعليقات أصدقائه !!
بمجرد سماع صوت وقوف العربات فى الخارج هتف جميع من كان بالمنزل :
- ديل الجماعة وصلوا... الجماعة جوا
دق الجرس فذهبت والدة (زهير) تفتح الباب وهى ترحب بالضيوف الذين جاءوا لخطوبة (زهير) وقامت بإجلاسهم فى الصالون المعدّ سلفاً لاستقبالهم حيث وضعت باقات الزهور وأواني الفاكهه وشيالات الحلاوة والبسكويت .. كان فى استقبال الضيوف بالإضافة إلى والدة (زهير) عماته بدريه وحسنية، إضافة إلى خالته سميرة وجارتهم سعاد.
جلس الجميع وهم يتبادلون كلمات الترحيب والمجاملة التى بعد أن توقفت ساد صمت استمر لدقائق لم يكسره سوى صوت كبيرة الوفد الخاطب ، والتى يبدو أنها عمة الفتاة :
- (تتنحنح وتطلع من الكرسى شوية) : والله يا جماعة أنحنا جايينكم فى خير – صمت – والله فى الحقيقة ما سمعنا عنكم إلا كل شيء كويس ، وبدون مقدمات كتيرة كده يعنى أنحنا جايين نطلب إيد ولدكم (زهير) لى بتّنا (سوسن) دي - وتشير إليها - ومافى مانع تسألو مننا ومن بتنا وتتأكدوا من أى حاجة عاوزنها –مواصلة- بالمناسبة دى حقو نتعارف أنا عزيزة عمة (سوسن) الجايين نخطب ليها ولدكم ودييك ذاتا (سوسن) الخطيبة واليمينى دى (نفيسة) أم (سوسن) طبعا جارتكم وبتعرفوها – تواصل- والشمالى دى بشرية خالة (سوسن) الكبيرة ثم تشير بيدها والقاعدة هناك دى أختى أنا فوزية يعنى عمة (سوسن)
وبعد أن قامت والدة (زهير) بتعريف االفريق الآخر إستعدلت فى جلستها وقامت بمخاطبة عزيزة :
- وإنتو أصلكم ياختى من وين ؟؟
- والله فى الحقيقه نحنا أساسا رتيناب من قرية الرتينة بقّت لكن أهلنا جو العاصمة دى للتجارة من بدرى
- (فى إندهاش) : والرتينه بقت دى وين ؟
- (فى إستنكار) : أجي يا بت أمي .. عاد فى زول ما بعرف الرتينة بقّت ؟؟
- لا أنا بقصد يعنى مكانا وين؟؟
- شفتى بعد الزول يفوت الرتينة أبت تبُق ويعدى الرتينه شلعوها يلاقى الرتينة بقّت طوالي في وشو
- والدة (زهير) تضع قطعة الحلاوة التى كانت تمسك بها على الطاولة : والله يا جماعة فى الحقيقة شرفتونا كتير .. ثم تهمس فى أذن ابنها الصغير أيمن
- أمشى كلم أخوك (زهير) قول ليهو جيب العصير للضيوف
خرج أيمن من الصالون حيث يجلس الضيوف ودخل حيث وجد بقية أخوانه الذين كانوا ينتظرون بالداخل
- أها خطيبة (زهير) شكلها شنو؟؟ سمحة؟؟
- والله سمحة جنس سماحة طويييله وصفرااا وشعرا لحدّة هنا !!
- (اخ زهير الأكبر وهو يرفع يديه للسماء ): يا رب زى ما خارجت (زهير) تخارجنى وتجيب ليّا عروس ذى عروسو دي !!
دخل أيمن إلى المطبخ حيث يقف (زهير) وهو فى كامل أناقته يساعد والده وهو يقوم بوضع العصير على الصوانى :
- يا (زهير) أمي قالت ليك تعال جيب العصير عشان العروس تشوفك
- (والد زهير وهو يربت على كتفه ) : يلا شيل الصينية وبلاش خجل خلّي العروس تشوفك
يحمل (زهير) الصينية فى استحياء بينما تصدر الكبابى صوتاً من أثر الرجفة المصطنعة
- الس سسس سلاااام عليكم
قالها (زهير) متلعثماً وهو يقوم بوضع صينية العصير على التربيزة ويبدأ فى مصافحة الجميع منتهيا ب(سوسن) التى وقفت ترد السلام وهى تصطنع ابتسامة عريضة وتنظر إلى (زهير) نظرة إعجاب متفحصة جعلت (زهير) ينظر إلى الأرض فى استحياء ثم فى سرعة يتجه إلى الداخل
- هي ماشى وين يا (زهير) ؟ما تجي تقعد مع الناس ديل
- (فى تلعثم) : ما بس أصلو ..
- أصلو شنو وبس شنو أمشي أقعد فى الكرسي الجنب خطيبتك داك
(زهير) يتجه نحو الكرسى الذى أشارت إليه والدته في إستحياء شديد ثم يجلس وهو يطرق إلى الأرض ويضع يديه على ركبتيه كما فى صور ناس زمان .. الجميع فى هذه اللحظة ينظرون إلى الخطيبين ولسان حالهم يقول :
- بالله شوفهم لايقين على بعض كيف ؟؟
حتى تخرج (سوسن) خطيبها من صمتها وتقوم بتلطيف الجو مدت يدها نحو صينية العصير وراحت تسأله :
- أحلى العصير الأحمر وإلا الأصفر ؟؟
- يرد (زهير) والحمرة تكسو خدوده : كلهم حلوين
- أكيد يكونوا حلوين لأنو إنت العملتهم
لم يتحمل (زهير) كلمات الغزل المغلفة فارتجفت أوصاله وقام مسرعاً متجها إلى الداخل حيث وجد بقية إخوانه فى إنتظاره يسألونه :
- أها لقيت شكلها كيف ؟؟
- عجبتك؟؟
- طويلة وإلا قصيرة؟؟
- صفراء ولا خدرا ؟؟؟
بينما كان أخوان (زهير) يطرحون عليه هذه النوعية من الأسئلة خرج والده من المطبخ وهو منفرج الأسارير وراح يسأله ذات السؤال :
- أها إن شاء الله تكون الخطيبه عجبتك ؟؟
ارتبك (زهير) وقال فى صوت خفيض :
- والله يا بوى حلوة.. ثم بإرتباك.. ما بطالة.. يعنى
-والد (زهير) وهو يضمه إليه : ربنا يا ولدى يتمم ليكا على خير ... والله لو ما خايف أزعج ناس الحله ديل كان أديتكم زغروده كبيييرة !!
فى هذه الأثناء تحضر (عوضية) أخت (زهير) الكبيرة والتى تعمل مفتشة فى أحدى الوزارات وكان قد تم إخفاء أمر الخطوبه عنها لصرامتها وجديتها
- شنو البيت الليلة مقلوب كده؟
- (يرد والدها) : خفضى صوتك الناس ديل ما يسمعوك
- ناس منو كمان ديل الما يسمعونى؟
- بقول ليكى اتكلمى بالراحة عشان فة بت جوه جات تخطب (زهير) أخوك
- (فى حدة وصرامة) : وشافتو وين عشان تجي تخطبو؟ والله شباب آخر زمن !!
- فيها شنو يعنى لامن تجي تخطبو؟؟
- فيها ألف حاجه .. هو بس معقول يكونو ما طلعو ونزلو سوا ؟؟ أنا (زهير) ده بعرفو كويس عامل ليا فيها مسكين وهسع يعمل ليك فيها ما شافا قبل كده !!
قام الوالد بتهدئة (عوضية) وأوضح لها بان المسأله عادية وأصلو الزواج بيبدأ بالخطوبة وإنو أخوها (زهير) مثال للعفة والأدب والأخلاق وإنو البت (سوسن) بس شافتو مرة فى المحطة ماشى الجامعه وقام عجبا ، وإنو المساله ما كان فيها طلوع ونزول وكافتيريات وحدائق ومنتزهات .
- أها يا جماعة الفاتحة
قالتها عزيزة عمة (سوسن) ورئيسة الوفد الذى جاء لخطوبة (زهير) .. شال الجميع الفاتحه متمنين أن يبارك الله فى الزوجين القادمين .. هب الجميع واقفين يودعون بعضهم البعض خرجوا إلى الشارع حيث كانت تقف عربة (سوسن) والتى انطلقت بينما دخل الجميع ينظمون الصالون ويعيدون البيت كما كان عليه .
دخل (زهير) إلى غرفته خائفاً متحاشياً أن تستجوبه (عوضية) وما أن دخل إلى الغرفة حتى اتصل به صديق عمره هانى على الموبايل :
- أها كيف؟
- والله ما تقول ليا ... الحكاية ما مشت عليهم ... إتخيل يا هانى الناس دى كلها مفتكرانا ما بنعرف بعض ..
- أنا ما عااارفك شديد ولضيض وح تعمل للموضوع إخراج كويس
- بعد صمت : والله بس خائف
- أها تانى خايف من شنو؟؟
- خائف (عوضية) دى تزرزرنى
- تزرزرك شنو يا (زهير).. أنا أبوى قال ليا هى ذاتا جايه تخطب صديق أخوي بعد يومين تلاتة... والله قالو ليكا كل يوم ماشا ليهو فى المكتب واليوم كلو ماسكين الموبايل يتونسوا
فترة الخطوبة:
وبدأت فترة الخطوبة .. وكانت أول زيارة معلنة ل(سوسن) حيث قام (زهير) بترتيب الصالون وتجهيز البارد والشاى والجاتوه .. جاءت (سوسن) وهى تحمل فى يدها كيسين أحدهما صغير وانيق اتضح فيما بعد أن به موبايل (نوت فايف) جديد كرت، مع شريحة بينما كان الآخر به علبة ماكنتوش .. قامت والدة (زهير) باستقبال (سوسن) فى صالون المنزل ووجدتها فرصة للانفراد بها والدردشة معها فى محاولة لتقييمها ومعرفة ميولها وطباعها ثم بعد أن وجهت لها ما عنّ لها من أسئلة وتحدثت معها في كل ما خطر لها من مواضيع
- كدى الأنادى ليكى (زهير)
دخلت والده (زهير) لمناداته ولم تنس أن تنادى على ريم شقيقة (زهير) الصغرى وتهمس فى اذنها :
- تمشى يا ريم تقعدى معاهم فى الصالون ما تفارقيهم شبر ... فهمتى؟؟
بوجود المراقب الدائم ريم تقلصت زيارات (سوسن) إلى المنزل وتم استبدالها بكافتيريا الجامعة التي شهدت بداية العلاقة يوم أن جاءت (سوسن) لزيارة صديقتها نوال التى تعمل أمينة مكتبة الكلية التي يدرس بها (زهير) ووجدته يتصفح كتاباً داخل المكتبه، فأعجبها مظهره ووسامته وقررت فى قرارة نفسها أن تتقدم لطلب يده بعد أن تتعرف عليه جيدا وقد كان .
لم يكن إهداء (سوسن) ل(زهير) موبايل النوت فايف أمراً جزافياً ، فها هو (زهير) منذ أن يعود من الجامعه وهو يضع سماعة الموبايل على أذنيه وهاك يا (واتسأب) .. كل الليل وحتى الساعات الأولى للصباح و(زهير) يتأبط الوسادة في غرفته المغلقة ويغرق فى حديث ناعم معسول تتخلله بعض الضحكات وقليل من الآهات وشوية صور !! وقد كانت (سوسن) كلما انتهى رصيد (زهير) تقوم بعملية تحويل رصيد له حتى لا ينقطع هذا الخط الساخن الجميل ..
سد المال كم ؟
وقف (زهير) أمام والدته فى الصالة بعد أن فرغت من مشاهدة المسلسل ثم قال لها وهو ينظر إلى الأرض فى استحياء:
- يا أمى الجماعة ديل جايين يوم الخميس البعد الجايي جايبين الشيلة وسد المال
- أهلا بيهم ومرحب – ثم وهى تخفض صوتها- أها (سوسن) ما قالت ليك ح تسد مالك كم؟
- والله يمة ما عارف لكن ..
- لكن شنو؟؟ قالت ليكا وما عاوز توريني ؟؟
- لا يعنى إنتى عارفه (سوسن) دى موظفة وقدر حالها وخريجه جديدة و ..
- وشنو ؟؟ عاوز تعمل ليها محامي؟؟
- لا يعنى بس يعني
- أها المهر ده خليناهو ح تجيب ليك الشيلة كم كم ؟؟
- والله يمه الشيء الأنا عارفو إنو الشيلة دى رسلتها ليها واحده صاحبتا من الأمارات
- (تنهره) : أنا يا ولد ما سألتك جابوها من وين ؟ أنا سألتك هى كم كم ؟
-وهو يتلعثم : ستة ... ستة
-فى تهكم وإزدراء : قلت كم كم ..؟؟ ستة.. ستة ؟؟ والله ياهو ده الفضل أنا ولدي يجيبو ليهو ستة ستة
- ومالم الستة ستة يا أمى؟؟
-(وهى تشير بيدها) : عمار ود جيرانكم ديل ما بتعرفو؟؟ البت العرستو دى الشغالا ليها فى محل اتصالات دى جابت ليهو إطناشر إطناشر
- لكن يا أمى احتمال شالت ليها سلفية ؟؟
- تشيل ليها سلفية أصلها شغالا فى البنك الزراعى ما بتاعة اتصالات؟
- (يتصنع الحردان) : شوفى يا أمى كل زول ومقدرتو و(سوسن) الح تعملو ده مقدرتا ..يا تقبلو بيهو كده يا أنا ذاتى عرس ما دايرو
- (تجر واطي) : أنا بس يا ولدى قصدى إنها تقيمك وتفتح وشنا قدام الناس
الشيلة وسد المال :
كان يوما مشهودا فى منزل (سوسن) حيث جلس إخوانها يقومون بتزويق الأوراق النقدية فى أشكال حلزونية وأخرى دائرية ويربطونها ، مستخدمين أنواعاً من أشرطة الهدايا الذهبية بينما انهمك أولاد عمها وعماتها وأولاد خالها وخالاتها في مساعدة الطباخين وملء قيزان الأكل ، بينما كان الرجال فى الصالون يتعازمون فى أيّهم سوف يذهب مع الشيلة وكل واحد فيهم عاوز يعمل فيها تقيل خوفا من أن يقال إنه قد ذهب مع الشيلة من أجل فتيل الريحة أو العمة أو الشال الذى جرى العرف أن يقدم فى مثل هذه المناسبة لمن يحضرو مع الشيلة !! .
تحركت حافلة مستفة من الرجال أقرباء وجيران أسرة (سوسن) ، نحو منزل (زهير) الذى بدا فى أبهى حلة بعد أن تمّ ضربو جير من الخارج .. ما أن توقفت الحافلة والبوكس الهايلوكس الذي كان يحمل الصفائح والكراتين والجوالات وقيزان الأكل حتى انطلقت الزغاريد من منزل (زهير) حيث وقف أعمامه وأخواله في مقدمة المستقبلين .
بعد أن تم إنزال الشيلة وحاجات الأكل وتقديم وجبة الفطور لأهل العروس غادروا بعد أن أكدت عزيزة عمة (سوسن) لوالدة (زهير) بأن العرس ح يكون بعد شهرين وما أن غادرت الحافلة حتى هجم أصدقاء وأقارب وأخوان (زهير) على الشيلة يتفرجون على محتوياتها
- والله عروسك دى ذوقا رهييييب .. بالله شوف البنطلون ده ... وإلا أقول ليك شوف القميص ده
- والله شيلة ما حصلت ستة ستة لكن تجنن
- شوف بالله حتى الشرابات طقم وستة ستة
- شرابات شنو؟ كدى شوفو الكرفتات دى راقية وجميلة كيف
المعسكر :
تم تسليم إدارة الجامعه خطاب تجميد للطالب (زهير) محمد على نسبة لزواجه المزمع إقامته بعد شهرين ومن ثم تمّ إخضاع (زهير) لنظام تغذيه يتبع فى مثل هذه الحالات يعتمد على النشويات من موص ومديدة حلبة حتى يفرهد شوية مع التوجيه الصارم بعدم الخروج من المنزل إلا للخياط الذى سوف يقوم بخياطة بدلة الزفاف
وقد وجدت (سوسن) و(زهير) فى الأخيرة هذه فرصة للتلاقى وكسر أبواب هذا المعسكر القاسي
- ماشين وين؟
- ماشين الترزي عشان بدلة الزفاف
- جايين من وين ؟
- جايين من الترزى عشان بدلة الزفاف
وتم الزواج :
تمت مراسم العقد والزواج ، وبدا (زهير) فى شريط الفيديو ، وقد ضاقت عليه بدلة الزفاف بعد أن أسرف فى تناول الموص ومديدة الحلبة فى ذلك المعسكر المقفول .. بعد الحفل مباشرة اتجه الركب إلى المطار حيث قامت (سوسن) بالحجز على إحدى خطوط الطيران السياحية لقضاء شهر العسل ، وقد كان في وداع (زهير) إضافة إلى أفراد أسرته أصدقائه المقربين وعلى رأسهم هانى الذى كان برفقة (زهير) يودعه حتى عبر كاونتر الجوازات ودخل إلى منطقة المسافرين وهو يوصيه قائلاً :
- ما تنسى زى ما قلت ليك.. خليك تقيل !!
مبرووك :
عاد (زهير) و(سوسن) بعد أن قاما بقضاء شهر عسل إنما أيه.. نزلت (سوسن) إلى شغلها بينما جلس (زهير) بالمنزل يشاهد القنوات الفضائية ، ويستقبل في مكالمات (سوسن) التي لا تنتهى والتي تجريها معه من مكان العمل .. سئم (زهير) من الجلوس وحيدا فى انتظار عودة (سوسن) لا سيما وأنه لم يهضم جيران وأقرباء (سوسن)
- شوفي يا (سوسن) والله أنا ملّيت هنا وقاعد براي زي الشيطان لحدة إنتي ما تجي من الشغل
- ما تعمل ليكا علاقات مع ناس الحلة ديل
- والله ناس حلتكم دى فارغين ساكت وما نزلوا ليّا من حلقى جنهم قطيعة ولخبطة وونستهم كلها كورة وسياسة !!
- وعاوزنى أعمل ليك شنو يعنى؟؟
- عاوزك الصباح وإنتى ماشة الشغل تودينى ناس أبوى وإنتي راجعة تغشيني تجيبيني
- ما مشكلة يا حبيبي من بكرة نعمل كدة
استمر الحال قريب سنة.. (سوسن) ماشة الشغل توصل (زهير) ناس أبوهو .. (سوسن) جاية من الشغل تغشى (زهير) تجيبو إلى أن جاء يوم قامت فيه (سوسن) كالعاده بتوصيل (زهير) إلى بيت ناس أبوهو ،لكنها بعد أن ذهبت بدأ الإعياء على (زهير) والذى تمثل فى استفراغ وطمام لاحظه والده الذى خاطبه قائلاً :
- لازم نمشى نحلل ليك
- (وهو يحاول الاستفراغ) : لا حاجه بسيطه
- قلت ليك لازم نمشى نحلل ليك قوم ألبس هدومك دي
قام والد (زهير) بتسليم العينات لفني المعمل والذى طلب منه الانتظار ريثما تظهر نتيجة التحليل بينما كان (زهير) فى تلك الأثناء يجلس على كرسى فى صالة المعمل وقد وضع أمامه سلة النفايات تحسباً لأي استفراغ ، بعد حوالى ربع الساعة أطل فني المعمل على نافذة تسليم نتائج التحاليل وهو متهلل الوجه مخاطباً والد (زهير) :
- مبروك يا حاج ..... النتيجه Positive


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.