من المعلوم بالضرورة ان موسم الانتخابات في كل بلدان الديمقراطية هي موسم لعرض الافكار وتسويق الاراء وهي موسم تلاحم مابين النظري والعملي للفعل السياسي ومن هنا جاءت أهميتها كاسلوب مقبول لدا كل الفرقاء السياسيين لتحديد الاحجام والاوزان ومن هم اصحاب الكعب العالي عبر صناديق الاقتراع وتكون الممارسة متفق عليها في كل مراحل عملياتها وألياتها الا عندنا هنا في السودان الانتخابات غير متفق علي آلياتها وعملياتها ومراحلها والشاهد علي ما نقول هو حالة الاستقطاب السياسي الحاد الذي تعيشه البلاد بين فريقين الحكومة وحلفائها والذين يطلق عليهم من مناوئي الحكومه باحزاب (الفكه ) او احزاب الزينه احيانا وبين تحالف المعارضه الرافض للعمليه الانتخابيه برمتها باعتبار انها غير مطابقة لمواصفات العمليه الانتخابيه وبين هذا وذاك برز الخطاب السياسي للفريقين ففي حالة الحكومة وحلفائها سمعنا بمصطلحات ما انزل الله بها من سلطان ( نقطع ايدك ) ( أرازل القوم ) ( بنزيدها موية ) كما ان لشركاء الوطني حظا وافراً من هذه المخاشنه السياسية اذ نقلت الصحف ان مجموعات تتبع لحزب التحرير والعدالة الذي يترأسه الاستاذ بحر ابوقردة قد تحرشت انتخابيا بمجموعة تتبع لرفقائهم السابقين من حزب التحرير والعداله القومي برئاسة د تجاني سيسي بمنطقة الصالحة كما ان احد الاحزاب العريقة لم تنجو من هذه الحاله مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل بقيادة مولانه الميرغني وحالات الفصل التي تناولتها الصحف بحق قادة كبار بالحزب الاتحادي الديمقراطي ووصف مناوئيه بالدواعش وطال الفصل قادة تاريخيين في الحزب الكبير امثال طه علي البشير وعلي نايل و بخاري الجعلي الذي قرأنا له تصريحات نارية في صحف الاربعاء والذي وصف فيها الأمر بالمراهقة السياسية ووصف بعضهم (بمتعسري البنوك) الذين يسعون للمشاركة بأي ثمن.وهدد بخاري الجعلي قائلاً لصحيفة الشارع السياسي انه يكن الاحترام والتقدير للسيد رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني بيد انه قطع بأن صبرهم لن يطول وقال (يعلم الكثيرون ان لدينا من الشجاعة والقوة والمنطق مانفتح به صندوق البندورة) ..كما ان الكثير يعتبر موقف المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي مازال رماديا رغم التأكيدات التي ظل يرددها علي الدوام بأنهم مقاطعون الانتخابات لكن لا يفوتون فرصة الحملة الانتخابية بالتواصل مع قواعدهم والتبشير بالحوار وفضح نظام الفساد بالبلاد الواقع السياسي الآن يحتاج من كل القوي السياسية إعادة النظر في مناهجها وبرامجها والتي تحكم خط الممارسة السياسية الرشيدة وان تتوافق القوة السياسية الي منهج يقودها الي صناديق الاقتراع دون صناديق البندورة .كما أن اوضاع البلاد تحتاج من الجميع الحكمة والموعظة والتي ينتظر منها ان تنقذ ما تبقي من وطن يئن تحت وطئة الفقر والجوع والحروبات والتسول والتشرد فهل من مجيب [email protected]