رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عرسان تصدير
نشر في الراكوبة يوم 15 - 03 - 2015

سيدى : كما هو معروف فإن الأسرة هى أساس المجتمع، فمنها يبتدئ ، وعليها يعتمد، وبقدر ما تكون الأسرة مترابطة يكون المجتمع قويًّا مترابطًا ، والزواج هو الوسيلة المثلى الوحيده لإشباع حاجات الأفراد النفسية والجسدية ولقمع الشهوات والانحراف والشذوذ حتى يستقر المجتمع ويحقق أهدافه وطموحاته ! فكيف لهذا المجتمع الذى يتبنى مشروعاً حضارياً وقد تفاقمت فيه نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج لهذه الدرجة التى أصبحت تشكل خطراً يهدد أمن وسلامة المجتمع وتقويض بنيانه فازدادت نسبة اللقطاء ومجهولى الأبوين وانتشرت العلاقات المحرمة وارتفعت جرائم التحرش الجنسى .. إننى أطالب وزير الأسرة والمجتمع بالحضور إلى هذا المجلس ليجيب على هذه التساؤلات ليفيد المجلس الموقر بإحصائيات توضح العدد الحقيقى لمن فاتهن قطار الزواج مع شرح خطة الحكومة لحل هذه الأزمة التى تفاقمت ووصلت إلى مرحله لا يمكن السكوت عليها - تلتفت إلى بقية الاعضاء - لكن بعد ده لا بنسكت ولا حاجه !! على الرغم من هذا الاستجواب الذى تقدمت به العضو (حسنات القطر فات) عن طريق رئيس المجلس لوزير الأسرة والمجتمع إلا أن الأخير قد تملص عن الحضور للإجابه على الاستفسارات التي تقدمت به العضوة المحترمة ، متعللا بانشغاله الدائم ، ولم يكن هذا الزوغان إلا لعلمه فى قرارة نفسه بأن وزارته قد فشلت فشلاً ذريعاً فى وضع وتنفيذ أية خطة لمجابهه هذه الظاهرة الخطيرة ، غير أنه قد قام شخصياً بالإتصال هاتفياً بالآنسة (حسنات) داعيا لها لحضور اجتماع بمكتبه لمناقشة الأمر ، بدلاً عن مناقشته على الهواء أو كما قال!
على مكتبه بالوزارة جلس السيد الوزير وأركان حربه ، مبتدراً النقاش ومرحبا بعضوة المجلس الآنسة (حسنات القطر فات) ثم بدأ الإجتماع موجها حديثه لها:
- إنتى يا أستاذه عاوزانى أجى المجلس أرد على استجوابك ده أقول شنو؟ نحنا قصة زيادة نسبة العنوسة عارفنها وملاحظين ليها ، لكن ما عارفين نعمل معاها شنو؟ جربنا حكاية العرس الجماعى دى وفشلت
- لكن ما لازم كان تفشل يا سعادتك .. هى القصة شنطة شيله وكم توب وكم فستان ولاّ القصة فتح بيت وتكوين أسرة !!
- قلنا برضو نحل المشكلة بالتعدد برضو ما اتحلت
- لكن يا سعادتك تتحلا كيفن ،إذا الناس المرتاحة العاوزة تعدد دى بتعدد بالبنات الصغاار وحلواات وتخلى الكبار الزيّنا ديل !
- أها هسه تفتكرو نعمل فى المصيبة دى شنو؟ العرس واقف عديل كده ! الناس البعرسو ديل كووولّهم من طبقة معينة .. عامة الشعب خلاص قنعت من حكاية العرس دى والبنات فاتو التلاتين والأربعين سنه لسه قاعدات
- المشكلة يا سعادتك إنو كل يوم نسبة العنوسة دى بتزيد والمجتمع فى خطر
- ما عشان كده أنا عملت الاجتماع ده عشان نشوف لينا حل للموضوع ده !
- الموضوع يا سعادتك ما عندو غير حل واحد .. إنو نوفر للناس دى فرص بتاعة وظائف دخلها كويس عشان يقدروا يعرسو ويفتحوا بيوت ، وكمان ننزل ليهم أسعار السلع الضرورية !
- نحنا عارفين إنو ده الشيء الطبيعب لكن نجيب ليهم وظائف وقروش من وين والقروش كوولها ما مكفيانا (قمح ساكت) - يلتفت نحو الجميع- عاوزين لينا يا جماعه حلول تانية !
- والله سعادتك لو عاوز تحلها غير كده إلا تكون حاوي !
- طيب أيه رايكم لو بقيت حاوي وحليتا ليكم أدوني بس يومين وإنتو ح تشوفو براكم
بعد يومين :
ما أن رأى أفراد شلة الضمنة الذين كانو يجلسون تحت ضل النيمة عم خضر يتجه نحوهم ممسكاً بجريده فى يده حتى بادروه :
- أها طابق الجريده دى فى ايدك الليلة معناتا جايب خبرا عجيب وغريب !
ما أن وصل عم خضر إلى حيث يجلس الجميع تتوسطهم تربيزة الضمنة حتى تهالك جالسا على البنبر :
- الغرابة الشوية دى ؟ إنتو قريتو الليله جرائد؟
- لا ما قرينا ... نحنا نقرا جرائد ولا نأكل الأولاد؟
- والله كان كده إنتو ما عارفين حاجة ساكت !
- كيفن؟
- يناولهم الجريدة : كدى أقروا العنوان الرئيسي ده وح تعرفوا !
- الجميع يبدأون فى قراءة الخبر بصوت واحد : خطة للقضاء على العنوسة : استيراد ألف عريس من الصين كدفعة أولى !
- والله دى حكاية ؟ عرفنا الجنريترات والتلفزيونات والأجهزة والمعدات كمان جابت ليها عرسان؟ معقولة بس؟
- الما معقول شنو؟ الأجهزة الإليكترونية الفى السوق دى كووولّها صينية والملابس المكومة قاعدين يبيعوا فيها دى كووولها صينية - يصمت قليلا- أقول ليكم كضبة ؟ الجلابية الأنا لابسا دى جاية جاهزة من الصين .. والله هسه كان زحيتوا التربيزة دى تلقوا تحتها صيني
- هى لكن بس معقولة يا حاج ! العرس يغلبنا لحدة ما نستوردوا من برّة!
- ما يغلبنا كيفن لو الأولاد كووولّهم قاعدين عطالة ... عاوزنهم يعني يعرسو بى شنو؟
- لكن يا حاج كده المسألة بعد شوية ح تجوط والواحد بعد شوية ما ح يعرف نفسو قاعد فى بكين ولا قاعد فى بربر !
- بربر .. بكين .. شيكاغو .. المهم العرسان ديل مش مسلمين ذى ما قالوا ناس الحكومة؟ خلاس مشكلة مافي !
أم البنات :
بينما كانت نفيسة أم البنات تجلس مع جارتها محاسن وهن يتناولن الشاى ويشاهدن التلفزيون إذ تمت إذاعة الخبر :
- ما سمعتى يا نفيسة الكلام القالوهو ناس الحكومة دة ؟
- كلام شنو ؟ ما كل يوم قاعدين يتكلموا.. هم عندهم غير الكلام حاجة !!
- لا لا ده كلاماً تانى ! وبيهمك إنتي يا أم البنات !
- شنو؟ عاوزين يخفضو أسعار الكريمات
- كريمات شنو ؟ عاوزين يجيبو لي بناتك ديل عرسان !
- من وين؟ والله إلا يستوردوهم ليهن !
- ما أصلو !! قالو ليك ماشين يستوردو ليهن عرسان من الصين ألما قريبة دى
- الكلام ده جد يا محاسن؟
- كيفن ما جد يا نفيسه كمان ؟ الحكومة بتكضب !
- يعني هسه بناتي ديل بورتن إتفكت ! مما خلصن القراية بس قاعدات ليا كدة.. لا شغله لا مشغلة .. اليوم كلو شمارات وكريمات وماسكات شي بالقشطة وشئي بالخيار وشي بالشنو الما بعرفوا داك
- لا خلاس يا بت أمى .. المشكلة إتحلت.. أمشى كلميهم
نفيسة تغادر منزل جارتها محاسن مسرعه وتدخل إلى منزلها حيث تجد بناتها الخمس جالسات يشاهدن القناة الفضائية ويضعن المساحيق على وجوههن ويمسكن بالمرايات يتطلعن لوجوههن ...
أيوووى يوووى يوووووى ...!!
- مالك يمة بتزغرتى ؟ حمادة أخوى جا من السفر؟
- حمادة شنو؟ ده خبر بى مليون جنيه
فى تلهف : شنو الخبر يا حاجهة؟ ما تشحتفي لينا روحنا أكتر من كدة
- أيوووى يوووى يوووووى ...!! خلاس يا بنات بورتْكن فكت ! بكرة الخمسة ألاقيكن فى بيوتكن !
- معقوله يمة ؟؟ لقيتى لينا خمسة عرسان حتة واحدة !
- خمسةْ شنو البسيطة دي ؟ أكان عاوزات خمسين أجيبهن ليكم!! إنتن ما سمعتن بالخبر
- خبر شنو كمان؟
- الحكومة فتحت الاستيراد !
- بتاع الكريمات
- كريمات شنو يا غبيانة .. بتاع العرسان .. وحاتكن قالو تانى بت تفضل عانس بلا زواج ما في
- ويجيبوا لينا عرسان قدر دة من وين؟
- والله قالو استوردو ليكن جنس عرسان يا حلاتن! ذى حجارة البطارية ده من ده ما تفرزيهو !
- اوع بس يكونو زى بضاعتم الفى السوق .. دى الحاجه تشتغل يومين وتقيف!
- والله غايتو دى مشكلة ناس المواصفات ..السوق كلو بضاعتو ضاربة يا بتي
- وديل يمة يعنى نقدم ليهم وين؟
- والله لسه الحكومة ما ورتنا الحاصل شنو.. لكن الظاهر ح يوزعوهم ليكُن زى التموين !
مؤتمر صحفى :
طبعن يا جماعة كوولَّكم عارفين إنو عرس بقى مافي في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة وانعدام فرص العمل وضآلة المرتبات وإنو تبعاً للحاصل ده ارتفعت مشكلة العنوسة بشكل رهيب ..وده طبعن ح يكون عندو آثار سالبة على المجتمع على المدى البعيد.. عشان كده يا جماعة الدولة فكرت فى إنو تحل المشكلة دى حل جذرى !
نحنا اتفاهمنا مع أخواننا المسؤولين الصينيين ولقينا إنو عندهم نسبة عنوسة كبيره وشباب كتيرين ما قادرين يتزوجوا عشان الزواج هناك تكلفتو باهظة وبتحصل ليها 75 ألف دولار ، قلنا ليهم خلاص مافى مشكلة نحنا أصلو علاقاتنا مع بعض سمن على عسل، وإنتو أصلو عندكم شركات كتيرة شغالة هنا عندنا نقوم بالمرة نستورد منكم عرسان يعرسوا مننا ويشتغلوا فى الشركات دي ! بس على شرط يكونو مسلمين والحمد لله الأخوة المسؤولين الصينيين وافقوا على القصة دى وطوالى وقعنا اتفاقية زواج مشترك ، وح نبدأ المسألة دى بى ألف عريس كمرحلة أولية، لحدِّي ما نقضى قضاءً مبرماً على مشكلة العنوسة دى ! - يلملم أوراقو ويلتفت للحضور - :
- ده كل الكلام العندنا فى الوكت الحاضر ... في أى زول عندو أي سؤال أو استفسار
- أيوه سعادتك الحقيقة سؤالى هو : ألف عريس دى يا سعادتك ما شوية ؟ نحنا فى حلتنا بس بيكون في ألف عانس !
- الألف ديل بس دفعة أولى وإن شاء الله تكون فى دفعات تانية وتالتة ورابعة لحدت ما نقضى ..أقصد نعرس.. لى آخر عانس !
- والله الحقيقه انا عاوز أسأل سعادتك يعنى هل برضو ح تحلو مشكلة العنوسة بالنسبة للأولاد ذى ما حليتوها بالنسبة للبنات !
- والله أنحنا الأولاد ديل عملنا ليهم إعلان فى الصحف الأجنبية عشان نصدرهم بره كعرسان.. لو فى زول محتاج ليهم لكن لسه ما جاتنا أى طلبيات!
- سؤالى سعادتك هو : هل الدولة وحدها هى الحتتبنى المشروع ده ولأ ح يفتح للقطاع الخاص ؟
- والله نحنا قلنا ضربة البداية دى نقوم بيها نحنا ، وبعدين الشركات الخاصة ممكن تكمل المشوار
ودخلت الشركات :
امتلأت الصحف بإعلانات الشركات التى دخلت مجال استيراد العرسان ..شركة (نصف الدين لإستيراد العرسان المرطبين) ، وقد تخصصت فى استيراد عرسان ذوى كفاءة مالية تتناسب مع عوانس الطبقات العليا .. شركة (ليسكنوا ) للعرسان العاوزين يسكنو وبس ، شركة (عريس السرور ) وكذلك شركة (عريس الكرور) والتى تقوم باستيراد عرسان( قدر ظروفك ) وقد فضلت بعض الشركات أن تقوم بالاستيراد فقط على أن تتولى شركات تجزئة القيام بمهمة البيع للجمهور !
فى (سوق سعد قشرة) تجمهر عدد من المواطنين أمام شخص يصيح بواسطة مايكرفون محمول وهو يضع أمامه عددا من العرسان الصينيين .. على عشرة .. على عشرة .. على عشرة صيني مية المية وأهو ده الباسبورت .. والواقف داك المأذون .. عريس مية المية وأهي دى الشهاده الصحية .. لا بساهر بره لا بجيب ليك ضره .ة علينا جاى ..
- عليك الله يا ود أمى قول للواقف فى النص ده قبّل جاى خلينا النشوفو كويس
- ده ؟ اللابس الجينز ده ؟
- ............................
- الوليد ده شغال شنو؟
- ده يا حاجه ما وليد ما تشوفيهو سغيرونى كده .. ده إسمو وانغ يانغ ليو وعمرو 39 سنة وشغال فنى بتاع تبريد وتكييف !
- أريتو عريس الهنا شوف الشعر نازل لى جبهتو كيفن - تلتفت نحو بنتها التى تقف خلفها - تعالى يا بت شوفى العريس ده بنفع معاكي !
- تنظر إليه متفحصة : قصير يا ماما .. قصير
- ويجيبو ليكى صينى طويل من وين؟ ما ياها دى البضاعة ألفى السوق !
- البائع يلتفت نحوها : خلاس يا حاجه ما مشكلة بكرة تعالى جايانا بضاعة Xlarge ..
على مقربة من البائع السابق كان آخر يصيح بدون مايكرفون وقد تجمع حوله عدد كبير من السيدات تتوسطهن نفيسة أم البنات
- تعالاا بص ... بإتنين ونُص .. تعالاا بص ... بإتنين ونُص .. جابوهو بالطيارة وباعوهو بالخسارة .. أهو ده المأذون وأهم ديل الشهود .. تعالاا بص ... بإتنين ونُص .. تعالاا بص ... بإتنين ونُص
بينما عدد من العرسان يجلسون القرفصاء على الأرض ينظرون فى الوجوه التي ازدحمت لتراهم ..
- ما بتدينا يا ولدى الخمسة البى جاى ديل بى عشرة؟
- يا حاجه والله ده ما راسمالهم !
- بناتها الخمسة يتشعبطون من خلفها فى محاوله لرؤية العرسان : يا حاجة والله أخير لينا بورتنا دى .. عرسان شنو ديل الواحد قدر أنبوبة الغاز!
- البائع : إنتو يا حاجه عاوزين تعرسوهم ولا تشدو فيهم حلة ؟ ديل أقل عريس فيهم مهندس بترول دخلو فى اليوم الشيء الفلانى .. قايلنهم ذى أولادكم ديل الواحد قدر الحيطة واليوم كلّو نايم !
على واجهه شركة( راسين بالحلال للاستقدام) تم تثبيت لافتة قماشية كبيره كتب عليها بخط جميل ملون: يا ناس يا عسل العريس الصيني وصل.. تزاحم وهرج شديدان أمام مدخل الشركة مما دعا البوليس لتنظيم الصفوف
- والله أخير لينا بورتنا من الزحمة والمدافرة دى
- يا بت إنتى جنيتى؟ بورة شنو الأخير لينا .. والله كان قالو ليا أقيفى فى السراط المستقيم الليله أقيف ! هو نحنا صدقنا نلقى لينا عريس
- والله أنا خايفه يكونو مضروبين زى بضاعتم ألفي السوق دي..
- مضروبين ما مضروبين أنا حالفة الليلة ما أرجع إلا شايلة معاي عريس قابضاهو في أيدي دي !
بعد 40 سنة :
سيداتى أنساتى سادتى من إستاد الخرطوم الدولى يسرنا أن ننقل إليكم وعلى الهواء مباشرة المباراة الختامية لكأس الدورى الممتاز والتى تقام بين فريقى التنين الاحمر ونجمة بكين
كما تعلمون سيداتى وسادتى أن فريق التنين الاحمر قد وصل إلى هذه النهائيات بعد فوزه على فريق المريخ 5/صفر كما أن فريق نجمة بكين قد وصل بدوره إلى هذا النهائى بعد تغلبه على فريق الهلال 6/1 .. يدير المباراة حكمنا الدولى شانغ فونغ لى يعاونه فى الخطوط فينغ فو دان ووانغ فو لينغ بينما يجلس كحكم رابع الحكم الدولى شنغ فانغ شانغ .. الآن سيداتى وسادتى يتقدم السيد ليانغ لى فونغ وزير الشباب والرياضة يصحبه السيد شونغ فانغ لى معتمد العاصمة القومية لمصافحة اللعيبة ...
الآن فى هذه اللحظة يطلق الحكم الدولى شانغ فونغ لى معلنا بداية المباراة .. الكورة مع فريق التنين الأحمر ... اللاعب فونغ وانغ زردية بيلعب باص طويل جهه شونغ فانغ طحنية بيقطعا اللاعب شان لى فونغ نملية وبيعمل معاهو فاول ، الحكم بيديهو بطاقه حمرا ، ، يتوقف اللعب الآن وحتى يتم إخراج اللاعب من الميدان سيداتى آنساتى سادتى أشكركم إنابة عنكم الفريق الإذاعى العامل الذى يقوم بنقل هذه المباراة لكم على الهواء مباشرة :
فى هندسة الصوت : شينغ شي تاو
على عربة النقل الخارجية : يانغ ياو شانغ
فى الإخراج : دونغ يونغ شاو
وينقلها لكم .. محدثكم : هوانغ ليانغ لين
كسرة :
هتافات الجمهور تتعالى : شانغ تشيو شونغ تشاو ....التحكيم فاااشل
تنبيه :
توجد جميع مؤلفات الأستاذ الفاتح جبرا بمكتبة (ساخر سبيل) بشارع المورده بأمدرمان جوار عوضية للأسماك..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.