طوال اشهر الصيف تخطف الموت عشرات الاطفال،هصرتهم الحمي هصرا،فزبلت انضر الورود في بساتين القلوب،دهم الحلال ليل جنائزي طويل،نضب المخزون،جفت اثداء الامهات،امتلا الافق بالفجيعة. طوال شهر رمضانه ذاك،بدا الفكي حسن كانه في افق اخر،اهلك دفاتر جرورة الكنتين،كانها لم تكن،تختفي البضائع من الرفوف،والدرج خال،تفقدوا مطمورة العيش،وجدوها خالية الا من التراب،،حسنا،،،كل هذا من طبعه،،ولكن غلالة الحزن التي لازمته،صوته المشروق بالبكاء متي ام الناس لصلاة،دخوله في حالة الوجد لجمعتين اثنتين وهو علي ظهر المنبر خطيبا،،،كان بعيدا،،يبكي صوته الباك كل الحلة في تراويح الليل. الحمي يشتد وطئها،رمضان يلملم انفاسه ينذر بالرحيل... الذين شهدوه ظنوا انها حالة جذب ادركته،،اذا هو بالسجود،سمعوه يهمس،بل الرفيق ،،بل الرفيق... قالوا ما تلك يا ابانا.. قال جاءتني ليلة القدر تجر لي الدنيا من قرونها..قلت لها اوتذهبي بالحمي،،قالت ذاك تدبير اخر،،قال ،،فسمعت صوتا يجلجل في الافق... - لن يرحل الوباء الا برحيل الرجل الصالح... قال رب اجعلني من الصالحين.. ثم هب نسيم صحو حلو،،،،ونوديت... قد قبلك الرب الرحيم.. فدعوت،،،،رب الحقني... وبكي القوم،،راؤه مشرقا كشمس،بهيا كقمر،ضاحكا مستبشرا.... نظر الي الافق وتبسم،،،نظر اليهم... لعلها اخر ساعات البلاء... في العصر،اغتسل،لبس عراقيه الساكوبيس ناصع البياض،تلفح بثوبه،توضا،فرش فروته،ثم كبر للصلاة.. اطال سجوده،،حين تفقدوه،،لان في ايديهم كالحرير،سطع من وجهه نور بهي.... تركوا الناس حتي يرؤوا ظما رمضان... وشق عويل اسيف الافق.... مات الفكي حسن.... العويل سمعته الحلال شرقا وغربا،تحزمت النسوة وضربن علي القرع ملان الساحة بالمواويل الرجال فقدوا الحزم والقوة فصاروا كائنات هشة افجعها الرحيل... حين شالوا الجثمان،كان اوله بالمقابر،واخره جموع وجموع داخل القرية،،امة لم تسعها الساحات ،ولا علم احد من اين جاءت... صلي الفكي مصطفي بالحزاني،بصوت باك دعا،رددت الفجاج اميييين... وسدوه القبر،عادوا،هب نسيم،،،فجاة انقشع كل الحزن... في الصبح لم يتحدث احد عن الحمي،،رحل الوباء... لقد فدي الرجل الصالح اهله الطيبين... عبدالعزيز عثمان [email protected]