أرسل لي بعض الاصدقاء مذكرة لتنظيمات المعارضة السودانية في المهجر الي الامين العام للامم المتحدة و الاتحاد الاروبي والاتحاد الافريقي والايقاد والي رؤساء الدول مجلس الامن دائمة العضوية بمجلس الامن وبعض الدول الصديقة في أروبا الغربية ومن أول وهلة كان من الواضح أنهم لم يرسلوا للجامعة العربية مع أنها منظمة أقليمية معنية بالاوضاع في السودان والسودان عضوا فيها لا أعلم ما العبرة من ذلك نسيان أم سهو بالاضافة الي عدم معرفة واضح بالتغيير في القيادة الصينية في الخطاب الموجهة للقيادة الصينية وهو باسم هوجنتاو ولقد غادر الرجل المنصب منذ فترة تحدثت هذه المذكرة عن تجاوزات الحكومة والحزب الحاكم والحرمان من الحقوق المدنية للمواطن وكل تفاصيل شكاوي أهل الشأن العام بالسودان وتقول المذكرة ( نحن الموقعون أدناه نحث العالم لاتخاذ موقف واضح وعاجل وفوري ضد الترتيبات الجارية الآن لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في السودان مقرر إجراؤها منتصف أبريل 2015م. نحن نطالب العالم بالتضامن مع الشعب السوداني وأحزابه السياسية ومنظمات المجتمع المدني بإعلان موقف قوي وصريح بعدم قبول الإجراءات الجارية الآن لقيام الانتخابات وتوصيل رسالة واضحة للحكومة بأن نتائج هذه الإجراءات لن تجد مباركة واعترافاً من الأسرتين الدولية والإقليمية. كما إننا نطالب المجتمعين الدولي والأقليمي بالتضامن مع الشعب السوداني في قضيته وجهوده السلمية لإنهاء حكم نظام عمر البشير الإجرامي والقاتل الذي حكم السودان خلال 25 عاماً بكل الوحشية والإفلات من العقاب.) كنا ومنذ بدابات العمل في فصائل المعارضة الداخلية قد قررنا أن لا نستقوي علي الحكومة والجماعات المعارضة الاخري بالاخر الاجنبي وأعتبرنا ذلك من المحرمات الوطنية حتي ولو كانت هنالك هزيمة لمشروعنا الوطني وأضحت بائنة وتفرق شمل المعارضة الداخلية بلا أمل وأصبحت لا تحرك ساكنا أو نكون بعدها خارج لعبة الصراع السياسي بحجة أننا نعمل بأسلوب كلاسيكي ولقد ظل هذا المبدأ محفور في ذهنية معارضي الداخل ولقد عرضت علينا جهات أجنبية ودول كثيرة دعما كامل لجهودنا في العمل المعارض قبلنا فقط الدعم في تأهيل القيادات بالعلم في دروات وبعثات علمية قصيرة الاجل وطويلة ولقد ظل أمر الاستقواء بالاجنبي محرما في كافة أدبيات المعارضة الداخلية تاكيدا لمبدأ اننا جمعيا أبناء هذا الوطن وكل الخلافات يمكن أن تحل في أطار القواسم الوطنية المشتركة حتي مع حملة السلاح ولكن ماذا حدث لهؤلاء ؟! الذين هم خارج معاناة الداخل وقمع الداخل وكل بالمقايس لا يعلمون ما هي أجندتنا ومصالح الوطن نراهم الاكثر سعيا وراء الاستقواء بالاجنبي دعما لمشروعهم في كسب الجولة والتربع علي سدة الحكم لا للوطن لابد أن نكون جميعا وحدة واحدة خلف الوطن وما زال طوفان المشاعر الوطنية الصادقة يؤكد على هذه النعمة التي يجب ان نحرص جميعا على صونها وعلى البناء عليها وتقوية لصفنا الوطني الواحد وتحصينا لجبهتنا الداخلية ضد اية ممارسات سلبية خارجية بدل الاستقواء بالاجنبي ونشر كل الغسيل القذر الذي لا يمنحنا أحترام العالم من حولنا بداهة لا يمكن أن تكون أمريكا والقوي الدولية مع ديمقراطية متوافقة مع تصوراتنا وحوجتنا الانسانية لها بالسودان و لكن يمكن القول إنها تقف مع شكل ما من الديمقراطية يتوافق مع ((التعددية السياسية))، وهذه الأخيرة شرط للديمقراطية، لكنها لا تتماثل معها وهي محكومة بدرجة أو بأخرى بالمانح أو المعطي وعرضة للاستغلال من قبلهم لكنها من جانب آخر قابلة للتطور والاغتناء ومحكومة بشروط ومعطيات من الداخل يوجد اليوم إذاً تقاطع محدد بين المصلحة الدولية و الأمريكية وكافة مصالح القوي الدولية في أفريقيا القارة الام ووطننا ومطالب المعارضة الديمقراطية وهذا يحدث دون سعي أو تأثير هذه القوي التوافق أو التقاطع في بعض المصالح لا يعني التطابق كما لا يعني بالضرورة حدوث تنسيق أو تعاون بين الطرفين ولكن في الغالب نكون الحلقة الاضعف بكل الوضع و الطرح الوطني كما نري وشواهد التاريخ تحكي لنا ذلك ! من البديهي القول أن المشروع الأمريكي في أفريقيا أكبر من دعم دمقرطتها وتحقيق التعددية إنه أكبر مساحة وحجماً وامتداداً وهو ليس من أجل سواد عيون شعوب أفريقيا لكن ينبغي الاعتراف أنه مهما كانت صدقية الخطاب الديمقراطي الأمريكي والطرح الدولي ومهما كانت الدوافع فإن لهذا الالتزام العلني أثر كبير في شق جدار الاستبداد وفي خلق مناخات مناسبة للتحول الديمقراطي، لكن ليس هناك حتمية في حدوث ذلك فهو رهن بنخب افريقيا وشعوبها التي قد تستطيع تحويل الديمقراطية العرجاء إلى ديمقراطية حقيقية مهما كانت القدرات الغربية والدولية سلباً أو إيجاباً فإنها تبقى محكومة بشروط الداخل بما يعني أنها ليست كلية القدرة من هنا نقول إن تعميم التجارب خطأ سياسي فادح فقد تشترك التجارب في بعض العناصر ولكنها بالضرورة لا يمكن أن تكون ذاتها في كل مرة يضرب البعض مثلاً على السياسة الأمريكية الخرقاء في كذا والدولة التي حدث فيها التغيير لكن هذه السياسة تعاملت أو بالأحرى كانت مرغمة على أن تتعامل بشكل مختلف مع بعض التجارب وخاصة في أمريكا الاتنية وستكون مرغمة على التعامل بشكل آخر في مناطق أخرى أياً يكن فعل الخارج فإنه سيبقى محكوماً بالمكونات الواقعية المختلفة من مكان لآخر الذي يقبع في الداخل ويملك حقيقة أنه صاحب الارض وجزء أصيل من الصراع السياسي القائم هنا ولنا حراك مقدر قد يسأل أحدنا هل يعقل أن تكون الولاياتالمتحدة وكل الغرب والمنظمة الدولية مع التوجه الديمقراطي ببلادنا في الوقت الذي يمكن لهذا التوجه أن ينقلب ضدها؟ لقد دعمت القوي الغربية وأمريكا في السابق الاستبداد الذي حقق لها العديد من المصالح ومنع شعبنا من التطور لكنه تحول في المآل إلى منتج لأهم عقبة أي الإرهاب أمام المشروع العالمي للولايات المتحدة في دمج اقتصاديات العالم ودعمت الولاياتالمتحدة في السابق التيارات الإسلامية المتطرفة ولم تكن تدري أنها ستحول سلاحها ضدها في يوم من الأيام إن مجمل هذه السياسات بما فيها سياستها الداعمة للتوجهات الديمقراطية اليوم تتوافق مع الفهم الصائب للممارسة السياسية بوصفها من أقل الأفعال البشرية وثوقاً وبوصفها تتضمن العديد من المراهنات على المستقبل وربما من جانب آخر تريد القوي الدولية استغلال موجة التحول الديمقراطي في افريقيا لابد التحكم بها بعد أن تأكدت ملامحها وظهرت أجندتها من جانب ثالث يبدو هدف دمج العالم في وحدة اقتصادية محورأهتما مهم أنه يتقبل وجود شئ من المعارضة لسياسة القوة الأكبر والأعظم الواثقة من نفسها ومن قدراتها على التحكم بها عند الحاجة خاصة أن الديمقراطية تسمح بوجود قوى سلمية على حساب القوى العنفية لذلك نقول أن الاسقواء والاستدجاء لهم لمناصرة المعارضة ليس في صالح المشروع الوطني لكن هذا السؤال يقودنا إلى ضرورة مقاربة التصورات السائدة حول القوي الغربية في الذهن الشعبي أو لدى النخب السياسية والفكرية في السودان تحدديا التي لا تختلف في الإطار العام عنه عندما نتحدث عن القوي الداعمة للديموقراطية أشعر على الدوام وكأننا نتحدث عن شبح لا ملامح له غير معروف بالنسبة لنا ولا نستطيع التقاط أبعاد سياساته وتغيراته بين لحظة سياسية وأخرى الصورة السائدة تتضمن كل عيوب تصوراتنا عن مختلف القضايا فهي صور اختزالية واستلابية وسكونية ومطلقة وخرافية في آن واحد أن داعة الدبمقراطية تجار سلاح شركات متعددة الجنسيات ودائماً وأبداًً لدى جميع التيارات الفكرية السياسية مع تجزئة الدول وتقسيمها من أجل إضعافها ونهب خيراتها وهي لا تتورع عن اللعب بالتباينات المجتمعية وإثارة النعرات العرقية والاثنية في لحظة من اللحظات السياسية أطلق عبد الناصر شعاراً سياسياً مفاده أننا نعرف أن سياستنا صائبة وأننا نسير في الطريق عندما تنتقدنا أمريكا أو عندما تقف ضدنا هذه اللحظة السياسية سحبت ميكانيكياً على جميع اللحظات السياسية لنصبح اليوم فاقدين لأي رؤية سياسية تجاه القوي الدولية ولا نملك رؤية جديرة بالتعامل معها وما هو سائد فهم ساذج وبسيط ومسطح يصل لدرجة رفض أي شيء يصدر عن الغرب والعالم الديمقراطي حتى لو كان في صالح مجتمعتنا. ويقول الغرب ولو على سبيل الخطاب السياسي فقط أنها مع إشاعة الحريات والديمقراطية في كل الدنيا فيخرج البعض علينا برفض الديمقراطية تقول الغرب أنه يقف ضد نظرية الحزب الواحد و يخرج علينا بعض المعارضين في الخارج بنص تبيح لللمعارضة حق قيادة الدولة والمجتمع ولهم جرائم لا تقل بشاعة عن جرائم النظام هذه التصورات لها علاقة وثيقة بتصور خرافي عن الآخر يلبسه كل شرور الدنيا وهذا تصور سهل لأنه ربما عندما يتصرف هذا الآخر تصرفاً إيجابياً من زاوية مصالحنا الوطنية فإنه يتركنا في حيرة من أمرنا، ويسبب لنا أزمة سياسية وأخلاقية في آن واحد فتشيرهنا إلى دور المثقفين كفاعلين في العمل السياسي المعارض مهم جدا في مرحلة التحول الديمقراطي الراهن لنا ومن أكبر الأخطار التي تهدد هذا التحول نزوع المثقفين إلى التقوقع على ذواتهم وتشربهم بالفكرة الأصنافية الكوربوراتية يجعل من تجارب الغرب مقدسة لابد من اللحاق بها وأقامتها مهم كانت هي ديمقراطية وانسانية وهي تجعل منهم فريقا منغلقا على ذاته وغارقا في همومه الخاصة ومتطلباته الخصوصية التي تشده نحو قيم الحداثة ومفاهيمها وتضعه في مواجهة أغلبية اجتماعية مشدودة بالقدر نفسه أو أكثر نحو قيم الارض والامة والتراث وتقاليده وأخشى أن تدفع الليبرالية التي ننادي بها علي أخطار كبيرة علي المعارضة الوطنية وتنطوي على قسط كبير من الاعتداد بالنفس وتأكيد قيم التفوق والمبادرة إلى فصل المثقفين من جديد عن مجتمعهم كما هو الحال الان يرون الاستقواء والاستدجاء مبحا ونراه من المحرمات الوطنية و وأقول تعالوا للحوار معنا كمعارضة داخلية أهل تجربة فعلية وواقعية و بحق الايمان بالوطن واليقين بأن الاخرين هم الجزء المكمل لنا لن نجعلهم بالحوار أقزام ومن خلال الحوار سوف نصل لما نريد جميعنا من ألغاء للانتخابات والحكومة القومية ومحاسبة المفاسدين وأطلاق الحريات لا بالدماء و الاستعانة بالغرباء ضد بعضنا البعض وعلينا أعلاء قيم أهلنا في مسالة الممارسة السياسية ونتلزم جميعا حكومة ومعارضة بما هو من المحرمات الوطنية واللاخلاقي بممارسات السياسية وسوف نعمل نحن بالداخل علي خلق كيان قوي يحمل القيم اللبيرالية ويدعم طموحات شعبنا في النماء والحرية والعدالة و علي مبدا المناصرة لبعضنا البعض أبناء وطن واحد ومصير واحد أننا علي الدرب سائرون [email protected]