من أغرب الأخبار التي قرأتها وتابعتها خلال الأيام القليلة الماضية أن 11 طالبًا وطبيبًا سودانيًا غادروا الخرطوم متوجهين إلى تركيا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا وهؤلاء الطلبة والطالبات الذين يدرسون الطب في أرقى الجامعات يحملون الجنسية المزدوجة البريطانية والأمريكية. اختفى هؤلاء الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثالثة والعشرين بشكل مفاجئ من الجامعة وأبلغوا ذويهم عبر اتصالات هاتفية أنهم يعملون في علاج جرحى الحرب ولا علاقة لهم بالحرب مع داعش أو العمل المسلح. وقد أكدت السلطات التركية صحة هذه الأنباء حيث أكد نائب معارض في البرلمان التركي ويدعى محمد علي أديب أوغلو أن مجموعة من طلاب الطب الأجانب بينهم 7 بريطانيين وأمريكي وكندي سافروا إلى سوريا للعمل في المستشفيات التي يديرها تنظيم داعش. وأبلغ النائب عن إقليم ها تاي الحدودي التركي وكالة رويترز للأنباء أن 10 من أعضاء الفريق وصلوا اسطنبول من العاصمة السودانية الخرطوم في 12 مارس الماضي فيما وصل سودانيان من تورنتو في كندا إلى اسطنبول وعبروا جميعًا الحدود بطريقة غير مشروعة إلى سوريا ويساعد أوغلو عائلات الطلاب السودانيين في العثور على أولادهم. وتابع النائب التركي «حضرت عائلاتهم إلى هنا بحثًا عنهم بعد فقدانهم، عثروا علينا وطلبوا منا المساعدة». وقال مسؤول في الحكومة التركية إن السلطات الأمنية البريطانية والتركية والسودانية تجري تحقيقات مشتركة من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل». ولا نعتقد أن الظروف الاقتصادية أو الإغراءات المالية هي وراء هجرة هؤلاء الأطباء إلى تنظيم داعش ولكن هذه العملية تدق ناقوس الخطر وهي أن البطالة التي يعاني منها الشباب السوداني يمكن أن تقود إلى كوارث مماثلة في أكثر من اتجاه ومازلنا نتطلع إلى أن نسمع توضيحًا من الحكومة السودانية عن هذه الظاهرة الشاذة. عندما نقرأ عن طلاب أو مجندين صوماليين انضموا لداعش قد لا نستغرب ولكن هجرة هؤلاء السودانيين غريبة وشاذة. وهذه القضية التي أصبحت محور حديث المجالس السودانية تثير قضية ازدواجية الجنسية بالنسبة لعدد كبير من السودانيين خاصة أبناء الوزراء والحكوميين والمتنفذين باعتبار هذه الجوازات هي بطاقة السفر إلى أي مكان عوضًا عن الجوازات السودانية الصادرة عن دولة متهمة أمريكيًا برعاية الإرهاب وتتعرّض لحصار وعقوبات بسبب سجلها المليء بالثقوب حول قضايا حقوق الإنسان. لعبة داعش المفضلة هذه الأيام هي التواصل الإلكتروني حيث يركز أكثر من جهاز استخبارات غربي على متابعة هذا النشاط المحموم الذي يستهدف أبناء المسلمين في المجتمعات الغربية خاصة أولئك الذين يعيشون على هامش الحياة هناك. [email protected]