المنطقة كُلها أصبحت بيوت عزاء.. إنهم يُريقون دماءهم ويُزهقون أنفسهم.. الرزيقات والهبانية ، المعاليا والرزيقات ، البرتى والزيادية السلامات والفلاتة ، وغيرها من القبائل ، قتال عنيف لا رأفة فيه إن لم تقتُل تُقتَل مسرح هرب جمهورهبعد أن سالت الدماء على جنباته وكل من فيه يدعى البطولة الزائفة لا مكان فيه للضعيف الأعزل ، لا محالة سيُسحق حتى وإن لم يُشارك فى القتال فقط الانتماء للقبيلة الأخرى هو جريمة عقوبتها القتل من لم يمُت بالرصاص مات بغيره من أنواع القتل من ذبح وحرق وغيرها من الأساليب البشعة التى يُمارسها من هانت عليه نفس أخيه ، يا قابيل كُف يدك عن قتل أخيك ، الشيطان ثالثهما ولا خير فى الشياطين إنسهم كانوا أو من الجن ، تباً لك أيتها الحرب اللعينة ، إتقوا الله فى أنفسكم دمرتوها دارفور وزعزعتم استقرار أهلها وشردتوهم.. إنها الفتنة زُرعت بينكم وها أنتم تحصدون ثمارها ..بئس الثمار هى.. لمصلحة من هذه الحرب ومن يُسأل عن هذه الأرواح التى أزهقتموها ولماذا أزهقتموها أصلا ، أى ذنبٌ جنته استحقت به الموت وبهذه الأساليب الشنيعة ، الله سائلكم عنها يوم الوقوف أمامه يوم لا تنفعكم فيه قبيلة ولا خشم بيت ولا زعامة ترجونها ولا نظام تُحاربونه ولا تنظيم ولا حركة مُسلحة اتخذتموها مطية للوصول بها إلى مبتغاكم من سلطة ومال وتحقيق بعض الأطماع الخاصة وتصفية بعض الرواسب والخلافات الشخصية ، عقد من الزمان والصراع ما زال فى تمدده والرعب يتوهط فى ديار أهل القرآن وينتشر الخوف والفزع بين من تبقى فيها من أهلنا الطيبين فى دارفور .. لا خير فى من حمل بيده شُعلة من نار أعان فيها الباطل على الحق.. أحرقتموها هذه البقعة الطيبة الجميلة وأبدلتم أمنها خوفا.. مناطق جديدة فى دارفور اتخذوها مسرحاً جديداً فيه تُراق دماء أهلنا هذه القُرى صيروهاسُرادق كبير للعزاء ، للأسف القاتل والمقتول هم إخوة ( الرزيقات والهبانية ) ما يجمع بينهم حقاً أكثر مما يُفرق ولكن لعن الله الفتنة ومن أيقظها فقد أحرقت وهتكت المنسوج الجميل من علاقات اجتماعية راسخة كانت سبباً للتعايش بينهم وكل القبائل الأخرى التى صارت مع الزمن قبيلة واحدة .. من المسئول عن هذا العبث والاقتتال..؟ إلى متى ، أين هم العُقلاء بيننا ، هل جف رحم حواءنا من إنجاب المزيد منأهل العقول ممن تُرجح كفة العقل عندهم على غيرها.. يا أولياء أمرنا دارفور تحترق وتتمزق.. لا أحد يُعفى لا الدولة ونظامها القائم ولا غيرها من ما يُفعل بأهلنا.. مأساة حقيقية غالب الضحايا فيها أبرياء .. يا دارفور سلام.. بلا أقنعة.. صحيفة الجريدة السودانية.. [email protected]