** في كل العالم توجد رعاية خاصة لفئات من المجتمع حسب ما يميز تلك الفئات عن غيرها ، كبار السن والمرضي يجدون رعاية خاصة وتخصص لهم معاشات ومقاعد في المواصلات العامة ويتم اعفائهم من كل الرسوم ، وكذلك الاطفال ذوي الامراض التي نحتاج عناية خاصة كامراض التوحد ، فئات المعوقين ، فاقدي البصر والسمع وصعوبة التخاطب ، والكثير من الفئات وحسب تقدير كل دولة .. **** ولعلنا في السودان لم تهتم لكثير من تلك الفئات ، وتكاد الدولة تعامل الجميع معاملة واحدة مما يرهق تلك الفئات الضعيفة والتي مهما بلغت من الجهود تحتاج لدعم الدولة لها ، حيث اننا في زمن راسمالي ، فمن لا يملك شئيا لا يابه به احدا .. وهذا الغياب الرسمي زاد الحمل علي المجتمع ، وفاقم من معناته ، حيث تطلب الامر نفرة مجتمعية كبيرة حتي تسد هذه الثغرة ، وحتي تعيد للفرد في المجتمع ثقته في نفسه والعالم من حوله ..* **** معهد النور لتعليم المكفوفين نموذج واضح لتجاهل الدولة لمسئولياتها تجاه المجتمع ، مما استدعي كما اسلفت تدخل منظمات المجتمع المدني لتكمل التقصير الرسمي ، وبدلا من تبني الدولة للمكفوفين والصم وغيرهم الا انها للاسف تحاول التهرب من القيام بواجبها تجاههم .. امس تجمع الناشطون في المجتمع المدني رافعين شعارات رافضة بان يؤل معهد الامل للسلطات الولائية بالخرطوم بدلا من مركزيته ، والقرار اذا تم تنفيذه سيجعل عدد مائة واربعة عشر طالبا بالمعهد العودة لولاياتهم او البقاء بالخرطوم متسولين .. واذا عرفت عزيزي القارئ السبب الذي جعل سعاد عبد الرازق وزيرة التعليم العام بعدم النظر لقرار رئيس الجمهورية رقم (57 )؛ بمركزية المعهد انها مطلوب منها دفع 6000 جنيه شهريا للمعهد !.. وللاسف هي لا تدفع بل تدفع هذا المبلغ متقطعا .. *** في الوقت الذي يتسابق في المجتمع لرتق الشرخ الرسمي تأبي حكومتنا _واعتقد عن عدم ادراك منها او جهل من الرئاسة بهذا الامر _ الا ان تضع نفسها في المكان الخاطئ ، الاوفق لها ان تتبني مثل هذه الحالات من فئات المجتمع وجعلها تابعة لجهة سيادية ، بل اري ان تشرف عليها رئاسة الجمهورية مباشرة حتي تيسر لهذه الفئات العيش الكريم والتعليم الميسر والمشاركة في بناء المجتمع ، بدلا من محاربتهم وطردهم من دارهم وقطع تعليمهم وتحويلهم لولايات لا يستطيع الطفل السليم المعافي بئية صحية او تعليمية ، فكيف تتوفر بئية صالحة مناسبة او ملائمة لفاقدي البصر او السمع .. *** تطرقت لهذا الموضوع الحيوي ليس لان السيدة الوزيرة كانت وعدت بالاستقالة ولم تلتزم بوعدها ، او لان سيادتها سحبت حتي عربات ترحيل الطلاب المكفوفين من المعهد ، او بسبب فشل حكومة ولاية الخرطوم في ادارة كل مرفق يؤل اليها ، ولكن بالاضافة لما سبق فان الدولة مطالبة بان تتصالح مع المجتمع وتقف معه مساندة وداعمة ، وعلي الدولة ان تجعل تبعية كثير من الفئات المجتمعية تابعة مباشرة ارئاسة الجمهورية مثل المكفوفين والصم والبكم وفاقدي السند والعجزة والمسنين وحالات السرطانات وغيرها من مشاكل المجتمع التي ليس للفرد يد فيها ، ولان حوجتها كبيرة ودائمة ومستمرة ، وكل جنيه يصرف فيها يعود خيره للبلاد ثقة في المجتمع ، وخيرا للبلاد بان اصبح الجميع منتجا ، ونكون فعلا حققنا معني الانسانية التي تعامل به دول غربية مواطنيها دون ان يكونوا مسلمين ، وكيف بنا ونحن اصحاب رسالة سماوية ندعو للفضيلة واكرام البشر .. الا هل بلغت .. اللهم فاشهد .. جريدة الجريدة .. ثوابت ومتغيرات [email protected]