لا شك أن المرحلة القادمة من منافسات البطولة الافريقية التي يشارك فيها فريقا المريخ والهلال هي مرحلة صعبة ولكنها ليست بتلك الصعوبة التي تجعلنا نعيش كل هذا الهلع .. فقط يحتاج الأمر من كل الاطراف المعنية .. إدارة النادي .. الجهازة الفني .... اللاعبون .. الصحفيون .. المشجعون .. الوقوف الى جانب الفريق والعمل بجدية لمؤازرته في المرحلة القادمة حتى تتمكن من تخطي الفريق التونسي في حالة المريخ أو الكنغولي في حالة الهلال والوصول الى دوري المجموعات .. غير أن ما تطفح به الصحف الرياضية وما يكتبه بعض الكتاب الرياضيين، لأمر يؤسف له كثيراً .. فلماذا كل هذا الهلع من فريق الترجي التونسي تحديداً ؟؟ ولماذا لا يبادر الصحفيون الرياضيون للعمل على رفع الروح المعنوية للفرق سواء كان المريخ أو الهلال، بدلاً من التخوف من الخصم وتضخيم حجمه .. ولماذا لا نمنح اللاعب السوداني الثقة في نفسه ونمنحه الاحساس بانه لا يقل عن الآخرين في شيء وأن كرة القدم لا تخضع للأسماء الكبيرة بقدر ما تخضع للجهد الذي يبذل داخل المستطيل الاخضر. ففريق الترجي وغيره من فرق شمال أفريقيا لا شك أنها فرق لها اسم وتاريخ .. ولكن هذا لا يعني أن مسألة تخطيها في أي مرحلة من مراحل المنافسة أمر في حكم المستحيل .. وبالتالي فلا معني أن نعيش في فوبيا الفرق التونسية والمغربية وصعوبة تخطيها كلما أوقعتنا القرعة مع أحد منهم .. فالكبير يكون كبيراً داخل الملعب حتى وان كان فريقاً مغموراً ولا اسم له .. ولعل الذين يتابعون منافسات الدوري الانجليزي الممتاز يقتنعون تماماً بهذا المنطق .. ففي الدوري الانجليزي لا كبير الا الله .. فكم من فريق مغمور وعلى حافة الهاوية للهبوط للدرجة الثانية يدك حصون فريق كبير ذي اسم وجمهور .. ففرق مثل تشلسي وارسنال والمان سيتي والمان يونايتد وليفربول جندلتهم فرق لا تتمتع بذات السمعة والامكانيات التي تتمتع بها هذه الفرق .. ولعل ذات الشئ موجود في الدوري الاسباني .. فها هي الفرق مثل برشلونة وريال مدريد واتلتيكو مدريد نراهم كثيراً ما يخسرون امام فرق المؤخرة – ولا اقول الصغيرة ولكن ربما الاقل امكانيات من ريال مدريدوبرشلونة واتلتيكو مدريد. مصيبتنا نحن في السودان ومصيبة الفرق السودانية هي أننا نرى أنفسنا صغاراً أمام الآخرين .. ويملؤنا احساس بالدونية لا مبرر له أمام فرق شمال أفريقيا بالذات .. وهو احساس سلبي للغاية ومدمر جداً ولا معني له البته.. حيث لا شيء مستحيل في هذا العالم .. فالقائد الفرنسي نابليون عندما قام بحملته العسكرية لاخضاع اوربا كلها تحت سيطرته .. قيل له هذا مستحيل .. فرد عليهم بعبارته المشهورة "ليس هناك شيء مستحيل" (Nothing is impossible). فليس هناك أسوأ من أن تفقد الثقة في نفسك وفي امكانياتك. ولذلك فان العشم أن يقوم كتاب الصحافة الرياضية ببذل أقصى الجهود لمساعدة الفرق السودانية بغرز الثقة في نفوسهم ورفع الروح المعنوية لدى اللاعبين بدلاً من تثبيط الهمم .. فالكلمة المكتوبة لها فعل السحر في النفوس سلباً كان أو ايجاباً.. أما مسألة تجاهل الفريق والركون الى الحديث عن قوة الخصم وصعوبة تخطيه فهي واحدة من مثالب الصحافة الرياضية في السودان التي لا تساعد في تطور الفرق السودانية. ولكن ما يؤسف له حقاَ أن الصحفيين الرياضيين بدون استثناء يعملون على شخصنة الامور من منطلق هذا مريخابي وذاك هلالابي .. ويدخلون في مساجلات لا طائل من ورائها مع بعضهم البعض الأمر الذي أضر بالكرة السودانية كثيراً .. لأن الكل يتحدث بلسان المشجع العادي بينما المنتظر منهم أن يكونوا موجهين ومرشدين باسدال النصح وابراز الايجابيات والتقاضي عن السلبيات .. ولكننا لا نرى أي شيئ ايجابي على صفحات الصحف الرياضية سواء من الموالين للمريخ أو الهلال وهذا لعمري مصيبة واي مصيبة. ولذلك فعشمنا كبير في كتابنا وصحفناالرياضية - مريخية كانت او هلالية، أن تعمل على مؤازرة فرقنا ودعمها معنوياً لكي تتمكن من الوصول الى دوري المجموعات وذلك بشحذ همم اللاعبين وتشجيعهم على عدم تهيب الخصم مهما كان اسمه وحجمه.لأن التشجيع من خلال الكلمة المكتوبة لا يقل أثره عن التشجيع من داخل الاستاد ..نسأل الله التوفيق لفرقنا مع امنياتي الخالصة للجميع. عبد العظيم إدريس [email protected]