في مقاله المنشور في صدر الراكوبة يوم أمس الأربعاء نجد تناقضات شخصية الرجل الممزقة الأوصال فالخال الرئاسي يحاول أن يمسك عصا مواقفه من منتصفها ليرضي الجانب الملكي العائلي من طرف وفي ذات الوقت يناور و ينافق الذين يقولون للملك غير المتوج دستورياً.. إرحل .. فهو رغم معارضته بل مقاطعته للإنتخابات التي فشلت قبل أن تبدأ يعترف بنتيجتها وكأنه لم يسمع بتوالي التمديدات التي تتعالى فيها أصوات باعة بضاعة الإنقاذ الفاسدة و الكاسدة ( علينا جاي.. ومن يصلي على النبي يصوت مثلنا .. يا لهووووي ) فتضيع أصواتهم المبحوحة في أودية الطناش الجماهيري التي فضحت نفخة أهل النظام الكذابة بان حزبهم يمتلك رصيداً جماهيرياً يصل الى ثمانية ملايين عضو ! وفي ذات الوقت نجده يسعى الى إخافة معارضي نظام قريبه الرئيس البشير بأن بديله سيكون كما يحدث في ليبيا أو سوريا أو اليمن ولم ينسى التذكير بالحالة الصومالية المتعثرة..! والمعنى واضح.. إما البشير وإما تكسير الزير! فالرجل وهو يتمزق في حاله فصامه التي أفقدته الذاكرة ينحو بلائمة الحروب كلها على من أضطروا للقبض على جمر السلاح وكأن جيش النظام ومليشياته كانوا يرمون عليهم أغصان الزيتون وأكاليل الزهور والورود ! وهو واحد ممن حرضوا على اشعال تلك الفتن ونحر ثوراً في سواد نيته فرحاً بانشطار تراب الوطن الذي عاش موحداً منذ الأزل .. ثم يأتي اليوم ليمثل دور الحمامة داعيا ً الى نهج السلمية وحده في مصارعة النظام وفات عليه أن شعبنا يعرف تماماً الفرق بين اليمامة وبين البومة ! لست ادري إن كانت السلطات فعلاً قد منعت ذلك المقال المريب عن النشر مع إنه يبارك مهزلتها الإنتخابية الشوهاء و يحاول أن يخيف معارضي الحكم تلويحاً بحروب ٍ صنعها هو وأهل هوس الجهاد المزعوم منذ ربع قرن ولم تعد بعبعا يهابه من يكرهون الإستعباد و يفضلون عليه الموت بشرف عن الحياة في إنعدام الكرامة ! أم ان إشارة مُنع من النشر تلك وضعت فقط لإثارة إهتمام القراء مثلما تفعل بعض دور السينما في عهدها الذهبي حينما تكتب في ملصات الترويج لآفلامها عبارة يمنع دخول من هم دون الثامنة عشر بغرض حذب إهتمام من هم فوق تلك السن ! هو مقال من قبيل الضرب على البردعة الذي لا يؤذي الدابة .. فالإعتراف بمسرحية لم يرتادها الجمهورلعلمه ببياختها هو دليل على عدم قراءة الخال لنصها جيداً أو معرفة ضعف مقدرة ممثليها بل ومؤلفيها ومخرجيها في إدراك ماذا يريد الجمهور بالضبط ! وبرهان على أن الخال الرئاسي لم يسمع بتمديد اليوم الرابع لإيقاظ موظفي المراكز الفارغة الذين شبعوا نوماً ربما لم يجدوه حتى في بيوتهم ! فإن كنت ترغب أيها الخال الملكي في دفع عربة المرحلة الجديدة التي سميتها دستورية رغم نفاذ وقودها الشرعي فهذا شأنك .. ولكن ثق انها لن تقطع مشوار الخمس سنوات التي أعطيتها لها كرخصة تسجيل ملكيتها رغم عدم صلاحيتها للسير .. لان وعورة المرحلة ستكون أكبر من جرافات الكذب التي تسعى لإزالة نتوءات الطريق امامها .. فهل تفكر في الركوب من جديد بعد أن تشقق جسدك لهفة لبلل السلطة التي ذقت حلاوتها فلفظتك .. وأنت تدعى أنك من بصقها .. ! ولكن هل يعتدل ظلك في شمس المعارضة .. وأنت صاحب العود الأعوج في ظلمة ليل الإنقاذ الطويل منذ أن أطفأت في كل ساحات الوطن مصابيح الحرية وقد باركت أنت ذلك الظلم والظلام أيها الرجل الظلامي بفكرك الإقصائي وتعاليك العنصري والان بتلونك الحربائي ... العب غيرها ولا تستغفل العقول التي تميز الحق من الباطل والدليل إفشالها بجدارة الصمت الناطق لإنتخابات جماعتك التي أسميتها حلالاً وأنت تعلم أنها بنت سفاح أما ًوأباً وباعتراف حتى من قودوا لواقعة حدوثه أو الذين وقفوا يمسكون بمزلاج الباب .. عجبي ..! [email protected]