اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي الشيوعي "صديق يوسف" يجهر بإفادات جديدة
نشر في الراكوبة يوم 05 - 07 - 2013

(نشفت ريقي) بهذه العبارة ختم المهندس "صديق يوسف" القيادي البارز بالحزب الشيوعي السوداني وبتحالف قوى الإجماع الوطني الحوار الذي أجرته معه (المجهر) بدار الحزب بالخرطوم (2) ... وهو وصف يحتوي على أن المحاور التي وضعناها أمامه جعلته لاهثاً.. ولم ندع له فرصة ليلتقط أنفاسه بعد أن وضعنا أمامه حزمة استفهامات نظن أنها كانت تؤرق بال عدد كبير من المراقبين حول أداء التحالف المعارض خلال الفترة الأخيرة ومدى جدوى برنامج المائة يوم الذي راهن فيه التحالف على تعبئة الجماهير للتحرك وإسقاط النظام القائم بالإضافة إلى الدور الذي يضطلع به الحزب الشيوعي كتنظيم مهم في الشارع السوداني...بالإضافة إلى عدد من المحاور التي رأينا أن نكون واضحين وصريحين فيها، وللأمانة فإن الرجل الذي عرك دروب السياسة منذ أمد ليس بالقريب كان يرد على كل تساؤلاتنا بما أزال غموضها وإبهامها سريعاً...
القيادي الشيوعي "صديق يوسف" على طاولة (المجهر) يجهر بحزمة إفادات جديدة.. فلنتابع معاً:
{ بداية كيف تقيِّم ما دفع به الإمام "الصادق المهدي" في خطابه الأخير أمام الأنصار بودنوباوي ومواصلة تأكيده على المعارضة السلمية عن طريق ما سمَّاه بالنظام الجديد، وهل تعتقد أنه سيكون بديلاً للتحالف المعارض..؟؟
-الصادق المهدي طرح هذا البرنامج على القوى السياسية، ولكنه لم يجتمع معنا حتى الآن.. المبادرة لا تتعارض كثيراً مع برنامج قوى الإجماع الوطني في البديل الديمقراطي، هو يخشى من أن يقود الصراع في السودان إلى فوضى و(صوملة) البلاد، وهذا الاحتمال وارد جداً.. و"الصادق" ينادي بالاعتصامات في الأماكن العامة ونفرض أن النظام استخدم معها العنف فهل سيقف الناس مكتوفي الأيدي..؟؟ إذن الصوملة تكون قد حدثت والتي يحددها موقف النظام واستجابته لتطلعات الشعب السوداني وإرادته التي تتمثل في أن يذهب هذا النظام ويأتي بعده نظام جديد.
{ هل تعتقد أن قوى الإجماع الوطني تتبنى التصعيد السياسي في مواجهة الحكومة من أجل المزايدة فقط... وأنه - أي التحالف المعارض- غير جاد البتة في التفاوض مع الحكومة..؟؟
-نحن مددنا أيادينا لهذا النظام بالتفاوض معه أكثر من مرة...أول مرة طلبنا الاجتماع مع هذا النظام في عام 2009، والدعوة قُدمت له من قوى الإجماع الوطني حتى ينعقد مؤتمر تحضره كل القوى السياسية في السودان، ولكن المؤتمر الوطني قاطعه...ثم كررنا الدعوة مرة أخرى له بعد الانتخابات لما سمَّيناه بمؤتمر السودان الشامل، وقدمنا الدعوة للأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني لحل قضية السودان، وتم الاجتماع مع المؤتمر الوطني في داره وحضره ستة أشخاص من الإجماع وهم "مريم الصادق المهدي" و"علي عبد اللطيف" من الحركة الشعبية، و"علي فرح" من الاتحادي الديمقراطي، و"يحيى الحسين" من حزب البعث، و"كمال عمر" من المؤتمر الشعبي بالاضافة الى شخصي الضعيف، كنا ستة اشخاص مفوضين من قوى الإجماع الوطني للتفاكر حول المؤتمر السوداني الشامل الذي رفضنا خلاله الاعتراف بهذه الانتخابات، وفعلاً اجتمعنا معهم في دارهم وكان وفد المؤتمر الوطني بقيادة "إبراهيم غندور".
{ وما الذي دار في هذا الاجتماع...؟؟
-"إبراهيم غندور" قال لينا: "انتو عندكم اجندة خفية تخبئونها" وطرحنا ليه أن يتبنى المؤتمر الوطني الدعوة ويمشى لمسجل الأحزاب ويدعو كل الأحزاب المسجلة والدعوة تكون في دارهم ونأتي نتفاكر في الأجندة وكيف نتحاور، واقترحنا عليهم أن يتبنوا الدعوة... و"إبراهيم غندور" قال: "نحن ح نفكر في الموضوع ونرد عليكم"، والكلام ده كان في أواخر 2010 وحتى الآن لم نتلقَّ أي رد.
{ وما الذي حدث بعد ذلك..؟؟
-بعد ذلك "الصادق المهدي" باسم قوى الإجماع الوطني قدمنا دعوة أخرى للمؤتمر الوطني للتحاور معه، وحدد "الصادق المهدي" تاريخ 26 ديسمبر 2012 وتم هذا اللقاء في جامع الخليفة، وقال إن المؤتمر الوطني لم يلتزم...إذن الرافض للحل السلمي هو المؤتمر الوطني وليس التحالف. إذن نحن ننادي بالمعارضة السلمية لإسقاط هذا النظام كما أسقط من قبل نظام "عبود" و"نميري"..طريق النضال السلمي الديمقراطي....ولكن قد تسال دماء في هذا النضال بما أن الحكومة تتصدي لمظاهرات الجماهير .
{ لنعد إلى ما طرحه الأمام "الصادق المهدي" وبحسب ما ذكرت سابقاً أن ما طرحه لا يفترق كثيراً من أطروحات التحالف الديمقراطي...إذن ما الداعي أصلاً لوجودها..؟؟
-والله السؤال ما تسألني منو أنا، بل اسأل السيد "الصادق المهدي". طرحنا المعلن وثيقة وقع عليها في (4) يوليو 2012.. وحزب الأمة موقع عليها باسم البديل الديمقراطي، وطرحنا فيها ما الذي سوف يحدث بعد إسقاط هذا النظام وفيه فترة انتقالية لم يتفق على مدتها ولكن الأساس فيها هو إنجاز ما يتفق عليه من برامج ويحتوي على ثلاثة محاور تتمثل في وقف الحرب وحل قضايا مع كل الفصائل التي تحمل السلاح وإزالة كل معوقات الديمقراطية من ممارسات وأجهزة أمنية، والشق الثالث هو الشق الاقتصادي وكيف نحل الأزمة الاقتصادية للبلد ورفع الضائقة المعيشية للجماهير وفتح المجال للتنمية الحقيقية ومراعاة مصلح المواطن السوداني وإعادة النمو الاقتصادي والزراعة والإصلاح الصناعي وتوفير الخدمات الأساسية للجماهير من صحة وتعليم وخلافه.
{ من وجهة نظرك هل تعتقد أن "الصادق المهدي" في طريقه إلى مفارقة درب المعارضة..؟؟
-لا...لا أعتقد ذلك ولا اتفق معك في هذا الطرح...."الصادق المهدي" لم يقل إنه يريد أن يفارق صفوف المعارضة ولم نقل نحن ذلك.. والدليل على ذلك أن حزب الأمة يشارك بفعالية في برنامج المائة يوم الذي انقضى من شهر كامل وشارك حزب الأمة في خمس فعاليات في بحري ودار حق وعطبرة ودار الحزب الشيوعي وندوة سياسية في دار المؤتمر... خمسة قياديين من حزب الأمة وهو مشارك بفعالية في قوى الإجماع الوطني.
{ يقودنا هذا إلى الحديث عن برنامج المائة الذي قوبل بانتقادات لاذعة من زعماء المعارضة "الصادق المهدي" و"الترابي" وخاصة الأخير الذي وصف المعارضة بالضعف...؟؟
-نعم حقيقة البرنامج ضعيف ولا يلبي رغباتنا والضعف فيه إنو نحن ما قادرين نطلع الشارع... وده ضعف... ولكن لابد أن نعالجه بالدعوة للجماهير للخروج إلى الشارع...والبرنامج الذي نطرحه هو أن تحدث مظاهرات ومواكب جماهيرية واسعة يشترك فيها عشرات الآلاف من الجماهير.. والبرنامج ضعيف...ولكن تنفيذه يعتمد على مقدرة أحزابنا على تحريك الجماهير.
{ دعوات المعارضة المتكررة للخروج إلى الشارع ظلت قديمة وليست جديدة ولم تفلح تلك الدعوات، إذن ما الذي سوف تراهنون عليه خلال هذه المائة يوم..؟؟
-نحن مش عندنا مفتاح الشعب السوداني للخروج من البيوت، ولكن بإقناعنا له بأن من مصلحته الخروج للشارع لإسقاط هذا النظام.. عشان أولادوا يتعلموا بسهولة.. عشان هو يقدر يأكل ويشرب ويلقى مواصلات ويتعالج لابد من إزالة هذا النظام...وما لم يقتنع الشعب بهذا فإنه لن يخرج إلى الشارع...نحن نحاول إقناع الجماهير بأنه لا يوجد شىء يأتي بدون تضحيات ولابد من التضحيات والتعذيب والتعرض للموت...الآن الحركة الجماهيرية تتحرك في كل أنحاء البلاد، وداخل المؤتمر الوطني تخلخل وطلعوا منه ناس كتار وطالبوا بتعديل سياسيات المؤتمر الوطني بالرغم من أنهم لا يتفقون معنا، ولكنهم يعتقدون أن سياسات المؤتمر الوطني فشلت وقام البعض منهم بمحاولة انقلاب مثل "ود إبراهيم" و"قوش" ومطالبات "غازي صلاح الدين" بالإصلاح، وهناك مجموعة "السائحون"، وهذا يوضح أن النظام يعاني من وجود تخلخل داخله، وأن هناك من يرفض وجود النظام واستمراره عشان كده نحن متفائلون بأن يسقط هذا النظام قريباً جداً.
{ قلت إنكم متفائلون وحديثك السابق عن ضعفه يمكن يكون ده تقديرك؟...
-ولكن نحن نعتقد أن المعارضة ماضية إلى الأمام وكل يوم تتسع المقاومة...على الجماهير أن تدرك أن مصلحتها تتمثل في إسقاط النظام..... وإنو دي مصالحها وليست مصالح الأحزاب..قريباً في "أم دوم" طلعوا حتى مات منهم طالب صغير.. والشعب السوداني قادر على المقاومة ولن يستكين لهذا النظام.. عشان كده نحن متفائلون...هسه ح يزيدوا الأسعار وينتهزوا فرصة أن الحركة الجماهيرية قليلة جداً في رمضان لكن بالرغم من ذلك سوف تحدث مقاومة لهذه الزيادات.
{ هل تعتقد أن المائة يوم كافية لتعبئة الجماهير..؟؟
-أصلاً لا يمكن قياس حركة الجماهير ولا إسقاط النظام ولا يمكن أن تضع برنامجاً زمنياً محدداً لهذا الفعل، وده جزء من برنامجنا لرفع مقدرات الحركة الجماهيرية فقد يستمر مائة يوم أو مائتي يوم وقد يستمر سنة أو سنتين، وقد يسقط هذا النظام قبل المدة المحددة.. لكن لا يوجد إنسان يمكن أن يتنبأ بإسقاطه في يوم محدد... ولا الشعب السوداني ده زي العربية تقوم (تدوروا طوالي يطلع معاك).
{ هل تعتقد أن تعدد المنابر المعارضة للحكومة مثل مبادرة "الصادق المهدي" وبرنامج المائة يوم.. وعمليات الجبهة الثورية وغيرها تعد بمثابة (تشتيت) لجهود المعارضة أم أنها تسهم في أن تكون مكملة لبعضها البعض..؟؟
-أنا أعتقد أنها كلها متفقة على أهمية أن يذهب هذا النظام....الهدف واحد ولكن الوسائل مختلفة، حتى لو طلعوا ناس انقطعت منهم الكهربا ده جزء من حركة الشارع لإسقاط هذا النظام.. وكلها تصب في اتجاه واحد في أن هذا النظام هو سبب كل هذه البلاوي، وكلها تعبر عن رغبة الشعب السوداني في الإطاحة بهذا النظام سواء إن كان "ود إبراهيم" أو "غازي صلاح الدين" أو قوى الإجماع الوطني...تختلف الوسائل والأطروحات ولكن الهدف واحد وما ندعو إليه نحن لما يسقط هذا النظام أن لا تحدث لنا تجارب أكتوبر وأبريل.. لأن في أكتوبر سقط النظام ولكن المعارضة لم تكن متفقة حول ما يحدث، ونحن نريد أن نوصل كل القوى السياسية إلى برنامج موحد بعد إسقاط النظام عشان كده قوى الإجماع الوطني أن نتوحد جميعاً على كيفية الحكم.
{ سبق أن رفضت دخول الجبهة الثورية للبلاد محمولة على أسنة السلاح، ورغم ذلك كنت من الموقعين على ميثاق (الفجر الجديد) الذي يقر العمل المسلح.. لما ذا هذا التناقض في المواقف؟
- أنا تحدثت عن أننا ما عايزين حرب أهلية.. ما عايزين نحول بلدنا لسوريا أو ليبيا أخرى.. وما عايزين إنو الصراع المسلح ينتقل إلى داخل الخرطوم.
{ نعم.. ولكنك وقعت على ميثاق الفجر الجديد؟
- في وثيقة (الفجر الجديد) قلنا إن كل جهة حرة في اتخاذ الوسيلة التي ترى أنها الأنسب للمساهمة في إسقاط النظام..
{ بعض المراقبين يرون أن ميثاق الفجر الجديد مثل (طفل الأنابيب) الذي ولد ميتاً، بعد أن تخلت عنه معظم القوى السياسية؟
- أبداً، ميثاق الفجر الجديد حاول أن يتوصل إلى رؤية موحدة.. وتوصلنا إلى محاور أساسية أولها أننا كلنا متفقون على ضرورة هذا النظام ولا بد من وقف الحرب، واتفقنا على فترة انتقالية وعلى مؤشرات للفترة الانتقالية وليست تفاصيل.. وما لم نتفق حوله هو طبيعة الحكم.. وثمة تفاصيل أخرى لا يوجد اتفاق حولها ولكنها ليست أساسية.. وسوف نعقد لقاءات حتى نحل تلك المشاكل.
{ حدث ارتباك إبان توقيعك على ميثاق (الفجر الجديد).. وحتى الحزب الشيوعي انتقد ذلك واعتبر أن (تقديراتك في التوقيع على الميثاق خاطئة)؟
- أنا وقعت باسم قوى الإجماع الوطني، وفي نفس الوقت كان من المفترض أن توقع الأحزاب، وأنا وقعت عن الحزب الشيوعي الذي كان يعتقد أن توقيعي على الميثاق خطأ.. لأن الحزب كان من المفترض أن يدرس الوثيقة قبل أن يتم التوقيع عليها.. وأنا أعتبر أن الحزب الشيوعي كان محقاً في نقده لي.. وكان من المفترض الانتظار حتى يقرر المكتب السياسي أو اللجنة المركزية التوقيع، وقدموا لي نقداً وأنا قبلت هذا النقد.
{ أسألك سؤالاً واضحاً وصريحاً ومباشراً: هل تعتقد أن المعارضة باختلاف تكويناتها - وأنتم من ضمنها - تستطيع إسقاط الحكومة؟
- كيف ما بنقدر.. من الذي اقتلع حكومة "عبود" في أكتوبر.. أسقطتها جماهير الشعب السوداني.. ومن الذي أسقط نظام "النميري" في أبريل.. أسقطه الشعب السوداني الذي لا يحتمل الديكتاتورية أبد الدهر.. "عبود" استمر ست سنوات و"نميري" (16) سنة، والجماعة ديل قاعدين حتى الآن (24) سنة.. لكن في النهاية حيسقطوا، ما في حل لمشاكل السودان إلا بسقوط هذا النظام.. إذا نظرنا لأعمالهم بحصيلة (24) سنة، انتشرت الحروب وسقط الأبرياء والكثيرون دخلوا معسكرات النازحين.. ومستوى الفقر عال جداً وسط الشعب السوداني.. بجانب تحطيم المصادر الأساسية للدخل القومي مثل مشروع الجزيرة ومشاريع النيل الأبيض والنيل الأزرق وكل المشاريع الزراعية مثل حلفا الجديدة.. ومصانع النسيج والزيوت، و(بحري) الآن صامتة ما بتسمع صوت ولا بتشم دخاخين... شُلت الصناعة في هذا البلد، وفي بورتسودان توقفت مصانع الشيخ "مصطفى الأمين" والآن (تسكنها الغربان).. النظام حطم الزراعة الأساسية التى تنتج الفول والسمسم، وحطم الصناعة، وحطم الاقتصاد في البلد، وكان يعتمد على البترول، وبسياساته فقدنا ثلث الوطن ومعه البترول.. وربما بفكر النظام في حل مشكلته بزيادة الضرائب على المواطنين.. حصيلة هذا النظام هو التحطيم الكامل.. وحتى التعليم نحن حتى تخرجنا درسنا بدون مقابل والآن الدراسة تكلف الملايين.. وهذا النظام يجب أن يذهب.. والآن في مهددات لما تبقى من الوطن، وده نتيجة لسياسات هذا النظام.. كنا بلداً كبيراً وواسعاً والآن ترى ما حدث..
{ ننتقل إلى محور آخر.. سيطرة العقليات العتيقة والقديمة على الحزب الشيوعي جعل الحزب في حالة (تكلس) فكري وعدم تجديد في الأفكار المواكبة وانعدام المبادرة في كثير من القضايا الملحة؟
- الحزب الشيوعي من أكثر الأحزاب ديمقراطية في السودان.. وبعد انهيار التجربة السوفيتية فتح حواراً امتد لأكثر من خمس سنوات عشان أي زول يقول رأيه، وسميناها المناقشة العامة.. وتم تلخيصها في خمسة كتيبات ونشرت لكل عضويته وتوج الأمر بانعقاد المؤتمر الخامس للحزب، وتم فيه الحوار في كل المفاصل، وطلع بوثيقة كبيرة تضم ثلاثة محاور فيها السياسي وبرنامج الحزب ودستوره، ونشر في كتاب للجمهور وليس لعضوية الحزب فقط.. وهذا يؤكد ديمقراطية الحزب والآن نحضر للمؤتمر السادس للحزب ويوضح هذا الممارسة الديمقراطية داخل هذا الحزب..
{ نعم، ولكني أتحدث عن بروز أفكار جديدة؟
-المفكرون لا يتم اختراعهم، ولكن نشاط الحزب في برنامجه وكل شخص يكتب رؤيته، وفي الآخر تتبلور رؤية الحزب.. وإذا لم يولد الحزب عباقرة فلا يعني هذا أن الحزب سيء، والرأي الجماعي هو الذي يشكل رأي الحزب.
{ ولكني أعتقد أن الحزب كان خلال الفترات السابقة مبادراً وفقد الآن زمام المبادرات.. وبات يتعامل بردود الفعل؟
- لا..الحزب لا يتعامل بردود الفعل، بل يتعامل ببرنامجه الذي ناقشه.. ولديه برنامج طرحه للآخرين.. والآخرون ليسوا الحزب الشيوعي.. وبما أنك تتعامل مع الآخرين فيجب أن تصل إزاء ذلك إلى حل وسط، وهذا هو الفرق، وكل حزب سياسي لديه رؤيته الخاصة، ولكن في لقائه مع الآخرين يصلوا إلى حل وسط وحاجة توحد كل الناس خلال فترة معينة أو قضية معينة.. لأنو لو كل الناس رؤيتهم واحدة مفروض يكون هناك حزب واحد.
{ الحزب خلال فترات سابقة كان يتغلغل في أوساط الطبقات العاملة وفي الريف.. ولكنكم الآن أصبحتم مركزيين.. ولا تأبهون كثيراً لتلك التكوينات؟
- مافي طبقة عاملة.. الحزب الشيوعي كان عنده ناس في الطبقة العاملة وموجود فيها، ولكن هذا النظام حطم ذلك، وكلهم أصبحوا باعة أو (فريشين). في يوم واحد عام 1992 شرد أكثر من (2000) عامل من السكة حديد.. فصلوا كلهم.. العمال ديل موجودون.. ليسوا في مواقعهم ولكنهم موجودون.. لكن ليس لدينا التنظيمات.. مصانع بحري توقفت.. ولا تنسى الحركة النقابية سواء إن كانوا معلمين أو مهندسين أو أطباء، وهذا النظام حطم الحركة النقابية.. وأول محاكمة لهذا النظام حوكم نقابي لأنه أقام اجتماعاً في مستشفى الخرطوم، وهذا القانون الذي حوكم به لم يتغير حتى الآن.. ولكن الحركة الجماهيرية الآن توسعت وكل يوم تحدث إضرابات في المصانع، والأطباء والمهندسين والمحامين، رغم وجود هذا القانون.. والنظام أضعف الحركة النقابية بقانون المنشأة لتفكيكها، لكنها استطاعت أن تتحرك والأطباء عملوا نقابتهم بغض النظر عن القانون، وأساتذة جامعة الخرطوم والحكومة حتى الآن تتعامل معهم كنقابة، وقد يحدث غداً مع كل الفئات الأخرى.. وممكن تقول زمان الحزب الشيوعي كان متغلغلاً في الحركة النقابية، ولكن الآن الحركة النقابية مكبلة بقوانين كثيرة ورغم ذلك هي موجودة.
{ نعم، ولكن الحزب الشيوعي الآن غير موجود في الريف، بالإضافة إلى كل الفئات الأخرى مثلما كان موجوداً في السابق؟
- القال ليك منو؟ في أي حتة يحصل فيها تحرك، الحزب الشيوعي موجود في كل مكان.. وضعفه مرتبط مثله مثل الأحزاب الأخرى بالقمع.
{ كيف يتعامل الحزب الشيوعي مع الدعاية السالبة في الأوساط الشعبية.. والاعتقاد بأن الشيوعي لا يصلي ولا يصوم وغير ذلك؟
- الرد على ذلك إنو الناس ديل ما قابلوا شيوعيين.. المفروض يقابلوهم ويشوفوهم في الحي ومكان العمل، لكن الدعاية حول الإلحاد ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، وانتظم كل العالم في مقاومة الاستعمار في المنطقة العربية وكان هناك نضال واسع جداً، وكان الاتحاد السوفيتي يدعم هذا النضال، وفي مجلس الأمن كان أي قرار ضد نضال تلك الشعوب يواجه بفيتو سوفيتي، وهذا المد منح الحركة الشيوعية العالمية، ولكي يصد الأمريكان هذا المد الواسع لقبول الاشتراكية لازم يعملوا دعاية مضادة.. وعملوا مركزاً في سويسرا، ووضعوا فيه واحداً من جماعة إسلامية وبدأ يصدر كتيبات عن الشيوعية والإلحاد، والشيوعية ضد الدين، وكان يتم تأجير ناس يوزعوها، وهذه أفكار أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي، وهذا الفكر انتشر وتلقته كل الأنظمة الرجعية في العالم العربي لمحاربة القوى الثورية الرافضة لها بما فيها أنظمتنا الرجعية في السودان.. وجابو موضوع الطالب "شوقي" في المعهد العلمي وأنا ما عارفو قال شنو.. و"شوقي" اتضح أنه ليس عضواً في الحزب الشيوعي.. مش كان مفروض يحاكموه ما في زول جاب خبرو، وعلى ضوء المخطط قام الهيجان الكبير وحل الحزب الشيوعي، وطرد نوابه من البرلمان، وعندما رفع الحزب قضية ضد قرار الحل لأنه قرار غير دستوري، المحكمة حكمت لمصلحة الحزب الشيوعي، ولكن رئيس الحكومة وقتها "الصادق المهدي" قال إن قرار المحكمة غير ملزم لنا، ولم ينفذ القرار، ونتيجته استقال القاضي "صلاح حسن" لأنه اعتبرها إساءة للمحكمة، واستقال رئيس القضاء "بابكر عوض الله".. لأنه لا توجد حكومة أعلى من القضاء.. و"الصادق المهدي" اعترف الآن بأن موقفه كان خاطئاً..
{ وكيف تردون أنتم على تلك الدعاية؟
- نحن لا نتحدث عن الدين.. بل ندافع بمسلكنا.. لأن مسلك عضو الحزب الشيوعي أمام الناس هو الرد على هذا الادعاء.
{ معناهو إنو الدعاية (جابت حقها)؟
- نعم (جابت حقها)، ليس في السودان فحسب، ولكن في كل المنطقة العربية والإسلامية لأنها كانت دعاية مكثفة صرفت عليها أمريكا ملايين الدولارات، وساعدهم عليها حكام الدول العربية لإيقاف نضال الشعوب ضدها.
{ هل تعتقد أنكم مهيأون لاستحقاقات المرحلة الديمقراطية في حال تم إسقاط الحكومة، بمعنى هل تعتقدون أن لديكم قواعد جماهيرية قادرة على أن توفر لكم دخول البرلمان؟
- نحن لا نتحدث عن دخول الحزب الشيوعي للبرلمان، ولكننا نتكلم عن برنامج يتفق حوله من كل القوى السياسية، عشان كده ننحن شغالين في برنامج قوى الإجماع الوطني وتوحيدها، لأننا نريد أن نصلح ما دمره النظام خلال (24) سنة، ونضع أسساً لنظام ديمقراطي وتنمية حقيقية، ودي ما بتتم بين يوم وليلة، عشان كده نفتكر خلال الفترة الانتقالية يقام مؤتمر اقتصادي، وآخر دستوري يضع السياسات المتفق حولها.. وده الحل الوحيد للحل للسودان.
{ أخيراً بصراحة.. هل تعتقد أن الحزب الآن في حالة تراجع أم ازدهار إذا اصطحبنا معنا رحيل عدد من رموزه الفكرية والتنظيمية؟
- دي حاجة طبيعية، فقدنا "نقد" و"التيجاني الطيب" وفقدنا عشرات الكوادر حولنا، ولكن (حواء والدة) وبيجوا عشرات يحلوا مكانهم وما في حاجة دائمة لأنو دى طبيعة الحياة وتأتي أجيال جديدة.
{ ولكن سؤالي في الفترة الحالية هل ترى أن الحزب الشيوعي (ماشي للأمام) أم (راجع للخلف)؟
- لو ماكنا ماشين لى قدام كنا فرتقناهو.. وكنا اندثرنا، والحزب الشيوعي تأسس سنة (46) وإذا ماشي لي ورا كنا اندثرنا.. الحزب ما بينتهى.
{ أنا قلت الكلام ده استناداً على البون الشاسع ما بين مخرجات المؤتمر الرابع في عام 1967 وما بين مخرجات المؤتمر الخامس خلال الفترة السابقة.. هناك فرق شاسع في التأثير على الساسات الكلية وما حواه كل مؤتمر؟
- المؤتمر الرابع تم بعد ثورة أكتوبر في جو ديمقراطي، والخامس جاء في ظروف حكم ديكتاتوري عشان كده أخدت المظهر.. لكن ده لا يؤثر في مخرجات الحزب.. وكل يوم فهمنا بيزداد للواقع السوداني..
{ يعني ماشين لي قدام؟
- طبعاً ماشين لي قدام، والدليل نحن وصلنا (80) سنة ولسه نناضل ولو كنا راجعين لي وراء كنا انتهينا.. وما في وقوف.
{ والنهاية متين طيب؟
- ماعندها حد لأن إسعاد الإنسان ما عندو حد، كلما تصل لمرحلة من المراحل تتطلع للأحسن عشان كده العمل الدؤوب المتواصل حيستمر.
{ شكراً جزيلاً يا باشمهندس..
- (أطلق ضحكة عالية)، وختم حديثه قائلاً: (انتهى بعدما نشفت ريقي)!!
المجهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.