بسم الله الرحمن الرحيم في أبريل 2010م أعلنت مفوضية اﻻنتخابات فوز مرشح حزب المؤتمر الوطني برئاسة الجمهورية . وكل وﻻة الوﻻيات عدا واحدة وبعد إنفصال الجنوب في 2011م دانت له الأغلبية المطلقة في المجلس التشريعي .في وضع مثالي لحكم ديموقراطي . ولكن باغت شباب الحزب الحاكم قيادتهم بمذكرة تدعو لﻹصﻻح ومحاربة الفساد وفصل الحزب عن الدولة وبادر المجاهدون (السائحون) لجمع الصف الوطني وهذا لعمري ينم عن وعي بمطلوبات المرحلة وضرورة الواقع واعتراف باﻹنحراف الذي أصاب المشروع الحضاري للإنقاذ . وكان منطقهم في ذلك بعد ايقاف الحرب وانفصال الجنوب لم يعد هناك حاجة لخفوت صوت اﻹصﻻح لصالح صوت المعركة. في الدورة الحالية لإنتخابات رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني بعد الغاء انتخابات الوﻻة فاز الحزب الحاكم بنشبة 100% بعد أن وزع 30%على شركاءه ومحاسيبة وقاسمهم فيها بالمستقلين . أكثر الدوائر مشاركة في التصويت وأعلى نسبة في التصويت هي الدوائر ال25 التي نافس فيها قيادات من الوطني مرشحي حزبهم كمستقلين وفازوا عليهم. واستغلوا كاريزماهم القيادية وإمكاناتهم المادية . الوضع الحالي بعد اﻻنتخابات وتوقعات الحكومة القادمة ستكون خالصة للمؤتمر الوطني وهو شبيه بمابعد انتخابات 2010 وﻷن الضائق لدغة الدبيب يخاف من مجر الحبل كما يقول المثل الشعبي .جعل الحكومة بين يدي العملية اﻹنتخابية تحذر من أي محاولة إنقﻻبية تقوم بها المعارضة المقاطعة لﻹنتخابات . ولكن المعارضة ردت عليها بأن الحكومة تخاطب نفسها وتحذر عضويتها الملتزمة في الجيش واﻷجهزة اﻷمنية وأن هذا التحذير ﻻيعنيها في شئ . وﻷن الحكومة هذه المرة بدأت من حيث انتهى إليه المغامرون واﻹصﻻحيون داخلها . وهي اﻷعرف بمقاطعة قياداتها الوسيطة لﻹنتخابات وخصوصا اﻹسﻻميين منهم فلم يهتم مهندسي شركات البترول وﻻموظفي شركات اﻹتصاﻻت بصندوق اﻹقتراع واﻹدﻻء بأصواتهم بل لم يعمل المنسقاتية ومشرفي صندوق رعاية الطﻻب ضمن الحملة اﻹنتخابية للحزب الحاكم والتي أقل مايوصف بها أنها الحملة الصامتة .ﻻندوات سياسية وﻻمخاطبات جماهيرية وﻻ مهرجانات تعبوية ولو حذفنا لقاءات رئيس الجمهورية فلن يبقى منها غير قصاصات ورقية تحمل صور مرشحي الحكومة معلقة على الكباري وأعمدة الكهرباء. الحكومة من غبائها توقعت محاولة إنقﻻبية جديدة لذلك حذرت منها ولكن فات عليها أن محاولة ودإبراهيم كانت مباغتة ومن داخل البيت اﻹنقاذي بالتالي عليهم التحسب لسيناريو غير .وبالقطع غير متوقع منهم مع أنه تحت قدميهم. في زهولها من إندفاع الجماهير والتفافهم حول القيادات المنشقة عن المؤتمر الوطني انكسرت ارادة النظام مرتين مرة عندما إنحنت ﻹرادة الجماهير مجبورة او بخطوات محسوبة ليفوز 25 مرشح غصبا عن تكتيكات النظام .ومرة أخرى عندما أعلنت أنها ستفصل كل خارج على قرارات الحزب لترجع وتقول سننظر في اﻷمر وبالكاد تصدر أوامر وﻻئية بفصل بعضهم دون ضجة سياسية لتدع الباب موارب لعودتهم. النظام يعلم أن الخطر القادم وسيكون عاصفا من عضويته لذلك خاطبهم في شعار حملته اﻹنتخابية ب (نقود اﻹصﻻح.) وكانت ضالته في عملية العدل والمساواة الأخيرة المتهورة. ولو درى قادة العدل والمساواة الفائدة التي أفادوها النظام لما قاموا بهذه الخطوة الرعناء ﻻفي توقيتها وﻻفي تكتيكها. ولكن النظام تفاجأ بأصوات متعاطفة مع الحركات كانت باﻷمس تقاتلها لجانبه وأن كثير من الناشطين دعوا دق طبول الحرب بالحديث عن معاملة اﻷسرى بإنسانية والمناداة بوقف الحرب والتنبيه بخسارة الوطن فيها. ولكن في تهور آخر وحقد أعمى يقتل طﻻب حركة التحرير طالب في جامعة شرق النيل ليعوي النظام أن الخطر في الخرطوم ويعمم في خطابه أن طﻻب دارفور يقودون الفوضى لتصده إرادة واعية من ناشطين وقادة المعارضة عن الخطاب الجهوي العنصري .فلم يبق له غير الخطر الخارجي على الخرطوم ليطلق إشاعاته بهجوم جوي وغزو على أمدرمان من الغرب وﻻ يواري ذكر إسرائيل في حيثياته. النظام يخاف من نفسه فالصراع على القيادة عجل بسقوط نظام مبارك في مصر فخرجت الجماهير الى ميدان التحرير ترفض التوريث . وهذه طبيعة اﻷنظمة اﻹستبدادية تعجل بها صراعاتها ولكن البشير مواجه برغبة إصﻻحية من قواعده فهم وقود الحرب وضحايا الثورة. م.اسماعيل فرج الله 6مايو2015 [email protected]