حكاية سيلفيا الهولندية كاملة ("سيتتابع نشر مشاهد القصة هنا على موقع الراكوبة من مشهد صفر إلى آخرها في حلقات في نسختها الأكثر تنقيحاً ولا كمال". ملاحظة استباقية: لا توجد في الحكاية حدود بين الواقع والخيال ولا الممكن والمستحيل ولا الشرق والغرب). مشهد "0" كَتَبَ عدة رسائل يتحدث فيها عن حياته الجديدة في هولندا، كتب تلك الرسائل من مسكنه على ضفاف نهر الراين. وتحدث عن كل ما يجول في خاطره وعن مشاهداته وتجاربه الذاتية وعن أحواله الخاصة و كل تفاصيل الحياة الصاخبة التي عاشها.. كما تحدث عن ماضيه الذي لا ينفك عن حاضره!. مشهد "1" كَتَبَ: "أنا لم أعد أنا. وُلِدْتُ من جديد، ميلاداً لا يشبه الأول! ميلادي الجديد كيوم البعث، إذ يطاردني كل ما كسبت يداي في حياتي الأولى. هو ليس كيوم القيامة فحسب؛ بل وزيادة. كل أفعالي الماضية وُلِدْتْ معي حتى لون جلدي وعيْنَيَّ، وشعر رأسي وعدده، كل شيء. والآن أحمل كتابين، لوح بيساري من الماضي مليء بالآثام، ولوح فارغ بيدي اليمنى لزام عليّ أن أكتب فيه -بنفسي- أفعالي الجديدة من خير وشر في رجاء عقاب أو ثواب جديدين". وكَتَبَ: "الحياة هنا شيء مختلف. هي مختلفة ليست لأنها لا تشبه حياتي الأولى من حيث التفاصيل فحسب؛ بل أنا أيضاً مختلف في خِضَمِّهَا لأنني أحمل صبغات وراثية لذاكرة ولون مختلفين من حياة أخرى. تميزي يميزني سلباً وإيجاباً في ذات الأوان". وكَتَبَ: "اسمي أحمد سند، اسمي لا يعني لي شيئا ولكني لم أتمنَ أبداً اسماً غيره. ولكن سيلفيا الهولندية كثيراً ما تناديني: سيدني، فقط ذاك ما أحب". وكَتَبَ: "أشياء كثيرة لم أتوقعها فوجدتها وأخرى توقعتها فلم أجدها!". وكَتَبَ: "تَكَبَّدْتُ مشاقاً جمة. خَسِرْتُ كثيراً ولكن ربما كسبت بذات القدر. حزنت كثيراً وسعدت أوقاتاً عديدة". وكَتَبَ: "جئت إلى هولندا هرباً من ضيق بلادي بي، مثل الكثيرين من أبنائها وبناتها الذين هربوا من الواقع السياسي غير المواتي، ذاك الواقع السياسي الصعب المصحوب بِعُسْرٍ اقتصادي وفساد إداري وأخلاقي. لم أكن منتمياً إلى أي حزب سياسي لكن كانت لي رؤاي السياسية التي كونتها بنفسي وكنت أشارك في الندوات والنشاطات السلمية التي تقيمها العديد من الكيانات السياسية المعارضة للسلطات الحاكمة. فواجهت كثيراً من العنت، اعتقال وتعذيب ومطاردة ولو لفترات قصيرة لكنها كانت مؤلمة. لم أكن وحدي، بل كان آلاف الشباب من عمري وغيرهم يتعرضون لذات الوقائع فمنهم من صبر وثابر، ومنهم من استسلم مثلي وغادر الميدان إلى عالم آخر، ومنهم من حاول الهرب مثلي من الواقع القاسي ولكن لم يحالفه الحظ. كنت في العشرين من عمري عندما هممت بالرحيل إلى بلاد آمنة غير محددة على وجه الدقة، لكنني كنت أعرف أنها لا بد أن تكون في مكان ما في أوروبا الغربية. فكانت هولندا محض صدفة. حالفني الحظ النادر في أن أحصل على تأشيرة "ترانزيت" عبر مطار أمستردام وكنت قبلها أفكر في كل الطرق المؤدية إلى الشواطئ الأوروبية، عبر البر والبحر برغم علمي بالمخاطر الجمة التي أسمع عنها بين الفينة والأخرى في وسائل الإعلام المختلفة عن المشقة والغرق والموت في الطريق، لكن واقعي المحرج يدفعنى دفعاً إلى ركوب الصعاب، كما أحلامي التي تحدثني عن دُنْيًا أفضل مما أعيش وأعاني. كل شيء كان صعباً، الحياة صعبة، بل ومرتبة بطريقة شاقة منذ الميلاد وحتى الرحيل. لكنني برغم كل ذلك لم أكْفُرْ أبداً بها، بل كنت على الدوام واثقاً ثقة تامة في الخير، فلا بد من أن يكون هناك عالماً جميلاً يختبئ خلف المأساة!. وكَتَبَ: "جئت إلى هنا اضطراراً ومكثت اختياراً في اضطراري!". وكَتَبَ: "وصولي إلى أمستردام في ثوب لاجئ سياسي غيّر كل شيء في حياتي بما في ذلك رؤاي السياسية". " رأيت كل العالم ورؤاه: أروبيين، أفارقة، عرباً، أمازيق، أتراكاً، أكراداً، رُوْسَاً، لاتينيين، صينيين ووجوهاً أخرى كثيرة لا تفصح عن جذورها". وكَتَبَ: "تاريخ ميلادي الجديد لا يقل حتمية عن تاريخ ميلادي الأول!". وكَتَبَ: "مررت بعدة أحداث حاسمة شَكَّلَتْ تاريخ حياتي الجديدة. لكن (سيلفيا) الهولندية حدث فريد في دنياي الجديدة. كانت هي اللوح الذي حملته بيميني. بل كانت هي لوح الحظ الأساسي في حياتي الثانية. سيلفيا رواية قائمة بذاتها. وها أنا هذه المرة مثلما قصصت على سيلفيا الهولندية كل ما يخص حياتي السابقة أقص عليكم كل ما يخصني وسيلفيا، وما يخص حياة سيلفيا...". مشهد "2" شقة نهر الراين 1-2 كان أستاذ الجغرافيا بالمدرسة الابتدائية (أم أرضة) هو حامد من (ديم البساطاب) من أعمال (جبل أولياء) جنوبالخرطوم، ها هو يحكي ويرسم بطريقة باهرة. كان يحدثنا عن الأنهار في العالم، كانت تلك هي أول مرة أعلم فيها أن هناك فرقاً بين النهر والبحر. وكان الحديث عن الأنهار يروقني فاستمع بشغف وأتساءل بشهية عن المزيد. ومع مرور الوقت وقعت في حب بعض الأنهار دون غيرها. لا أدري لماذا!. أحببت نهرين فقط في خيالي هما الراين والأمازون. وكنت أبغض أنهاراً بعينها مثل جيحون ويانغتسي وكل أنهار الصين ذات الأسماء العجيبة تلك! ولم أحلم أبداً برؤية دجلة أو الفرات ولا السين أو التايمز. وكونت في خيالي صورة محددة لتلك الأنهار المحببة لدي. فكرة رومانسية جداً. وكثيراً ما صنعت لي بيتاً أسكن فيه على ضفاف نهر الراين وكنت أذهب إلى ذلك البيت الخيالي ومعي حبيبتي الجميلة المتخيلة. وأعيش أجواءً من الكمال في زماني الخاص وأحوالي الداخلية. 2-2 بعد الحادث الحزين لصديقي (نادر حرفنة) ورفيقه الجزائري بشقة ميركاتوربورت في أمستردام، كنت دائم البحث عن معنى مفقود لحياتي فطفقت أبحث عن رفاقي السودانيين في هولندا وهم أقلية لا يتعدون بضع مئات، مبعثرين في أرجاء مختلفة من البلاد. فقد كنت في حاجة إلى السند المعنوي والعاطفي، وكثيراً ما أشعر بأعراض مرض الحنين إلى أهلي ودياري، تلك الديار التي أصبحت في قبضة المسافات القصية. في إحدى المرات تواعدنا، أنا وأحد الرفاق (النور المصباح) على اللقاء في أحد ميادين مدينة أرنهيم في مقاطعة خيلدارلاند، وذلك لمناقشة فكرتنا المبدئية في تأسيس فرع إعلامي بهولندا لتنظيم سياسي سوداني جديد ذي جناح عسكري يقاتل السلطات الأصولية اليمينية الحاكمة منطلقاً من الحدود الأريترية في شرق السودان. وقد نفذنا في وقت لاحق ما خططنا له كما أنشأنا رابطة ثقافية اجتماعية. وفي القطار، وبينما أنا في الطريق إلى رفيقي النور المصباح تعرفت -بالصدفة- على شابة هولندية جميلة كانت تجلس على المقعد المواجه لمقعدي، تلك هي (سيلفيا) الهولندية. فتاة في مقتبل العمر من مدينة صغيرة تسمى هانقلو شرقي هولندا لكنها تَدْرُسُ وتعمل وتقيم في مدينة آرنهيم. كانت تلك الفتاة تدهشني بابتسامة غير محتملة ووجه ملائكي من صنع الخيال. وكان يعتريني شعور غريب بأنني أعرف ذلك الوجه من قبل، وعندما رأيت أنامل يدها اليمنى وراحة كفها الأيسر أصبت بالخوف، وانطلقت قشعريرة صادمة في كل حنايا جسدي، إذ تذكرت شبح بؤرة الضوء عبر نافذة شقة ميركاتوربورت في أمستردام، يوم عيد ميلاد سامنتا كورنيل. نزلنا معاً في محطة قطارات آرنهيم حيث كان رفيقي ينتظرني. عَرَّفْتُهَا على رفيقي من باب الدعابة، واصفاً إياها بصديقتي الحميمة، فضحكت سيلفيا حتي تبعثر شعرها في كل الفجاج وفوق صدرها محكم الثبات!. وبينما هي في تلك اللحظة مشغولة بتنظيم الحالة، كان النور المصباح يُعَبِّرُ بتلقائية عن دهشته بطريقة كلاسيكية: "لا حول ولا قوة إلا بالله!". وسرعان ما ودعتنا تلك الفتاة الجميلة وذهبت إلى حال سبيلها. لكنني كنت أحتفظ برقم هاتفها، ولديَّ رغبة أكيدة في الاتصال بها. وما هي إلا هنيهة لنقرر أنا ورفيقي النور المصباح الرجوع إلى واقعنا. وفي غضون عدة أسابيع أتممنا -بالفعل- عملنا الذي خططنا له وانْضَمَّ إلينا لاحقاً نَفَرٌ من السودانيين المقيمين في هولندا من هم في حالتنا، فأنشأنا منظمة (دياسبورا)، وهي منظمة سياسية صغيرة كُلِّفْنَا -أنا والنور المصباح- بإدارة شؤونها مؤقتا. غير أن ذاك الحدث المهم لم يزحزحني قيد أنملة عن رومانسيتي المعهودة. فهاتفت بعد عدة أيام تلك الفتاة (سيلفيا) واتفقنا على مكان اللقاء. جاءتني سيلفيا في إحدى حانات المدينة. كانت جميلة بالقياسات والمقاسات الكونية كلها!. أوان قدومي إليها وجدتها قد سبقتني في المكان، كانت جالسة على المائدة فوقفت بكل قوامها المهيب تحييني بحرارة فائقة وكأنها تضمر الغيب، وما لَبِثَتْ أنْ عَرَّفَتْنِي باسمها من جديد: (سيلفيا). فنطقت أنا عندها باسمي الأول (أحمد) واسم عائلتي (سند): (أحمد سند). ثم دعتني سيلفيا للجلوس على المائدة بلطفها المعهود وهي تمتشق ابتسامة شهية: " تفضل مستر سند". وفي مقبل الأيام اخترعت لي اسماً جديداً مشتقاً من اسم عائلتي لتدللني "سيدني" وكثيراً ما أسبقت اسم الدلال بكلمة آه أو أووه سيدني!. فأعجبتني جداً سيلفيا فأعميتها بكل أشكال السِّحْرِ الأسود فسحرتني بالأبيض. ثم امْتشقَتْ يدي تمرح في شوارع أهلها بالأصالة وأهلي كوني أصبحت للتو صهرهم. أخذتني سيلفيا معها إلى المجتمع الهولندي الكلاسيكي (قلب المجتمع). كانت تلج بي ولوجاً في عمق الأحداث. واستطعت مرة أن أهزم والدها في لعبة الشطرنج -لعبتي الأثيرة- ثلاث مرات متتاليات في لحظة واحدة، وكان والدها كثيراً ما يغلبها ويغيظها. فَكَبَّرَتْ حينذاك سيلفيا وهَلَّلَتْ بالنصرانية (هلالويا)! وعَرَّفَتْنِي على أصدقاء طفولتها وأصدقاء أصدقائها وزملاء المراحل الدراسية الأولية: إيملي، لارا، إيليسا، إيفي، إستاين إسخيبارس ومارك فان بوميل، حتى أصْبَحْتُ في لحظة بعينها جزءاً أصيلاً من (شلة هانقلو). ذهبت بي سيلفيا إلى كل محافل أهلها الغربية في الخاص وفي العام وذهبت أنا بها كذلك إلى محافلي الشرقية، ودون أن نتيح الفرصة كاملة لبعبع صدام الحضارات من أن يأخذ بتلابيب بهجة فرحتنا باللقاء. كنت أحدثها عن مَاضِيَّ الخاص، وعن كل تفاصيل حياتي السابقة، وعن تاريخ أهلي، وعن حاضرهم وعن أحلامهم المستقبلية، وأحدثها عن مُلَحِهِمْ وملامحهم، وأحدثها عن النيل وجزيرة (أم أرضة). أحدثها عن كل شيء، كل شيء وهي تصغي وتصغي وتخشع وتخشع ثم تطلب المزيد وأنا أفعل! وكانت سيلفيا تعيشني راهنها على ضفاف خيط الماء وتورثني منها العواطف والجسد. أحدث سيلفيا وأحدث كذلك أعضاء شلة هانقلو كلما حانت الفرص وكلما كان عندهم قَدْرٌ من حب الاستطلاع كي يتعرفوا على ماضي الرجل الغريب الوافد من (الشرق) البعيد والذي التصق بحاضرهم حتى أصبح واحداً منهم. الرجل الغريب (الحي) الذي جاء به تيار القَدَرِ إلى شاطيء الراين، فلا أُمٌّ له هنا ولا أب، سوى أبيه (النيل) وأمِّهِ (السِّحْرِ) وعنده إرثٌ تليد. ساعدتني سيلفيا في أشياء كثيرة عملية في مجتمعي الغربي الجديد، وساعدتها بما أستطيع عبر سِحْرِي وعبر إرثي الشرقي التليد. وكانت تبدو في سكرة النشوة كالمجنون. وما هي إلا لحظات وحصلت أنا على شقة صغيرة مُطِلَّةٍ على خيط رفيع من الماء، كان يمثل لي مجرد جدول صغير بالنظر إلى النيل، وأنا الذي وُلِدْتُ وعشت في إحدى جُزُرِ (أم أرضة). كانت شقتي الجديدة في مدينة آرنهيم ذاتها. ولم يكن ذلك مصادفة! دعوت بعض أصدقائي السودانيين للسكنى بالجوار في مدينتي الجديدة ما تيسر لهم الأمر. فلبَّى النداء عدد من الصحاب ممن تصادف أن وُجِدُوا بهولندا في أحوال مطابقة لأحوالي. وفي وقت لاحق كَوَّنَّا (تجمعاً) سودانياً صغيراً لكنه كان صلداً ما فيه الكفاية، فتبادلنا التجارب والمنافع وعشنا كثيراً من الأوقات في انسجام وحبور، وغنينا معاً بالسوداني وبلغات الأرض جميعاً، ورقصنا (الصلصة) في الديسكو اللاتيني (لاباراندا). وسهرنا حتى الصباحات البهية وسكرنا من كل شاكلة ولون، وصَلَّيْنَا وسَبَّحْنَا واستغفرنا وتأملنا الطبيعة والحضارة والوجوه والأجساد. وأقمنا ندوات ومؤتمرات تتحدث عن أزمتنا السياسية وعن أنظمتنا الشمولية. وأسسنا منظمات طوعية وأخرى غير طوعية وعملنا العمايل كلها خيرها وشرها!. أقمنا -أنا وسيلفيا- في تلك الدار حينا من الدهر وكنا كثيراً ما نتسامر على الضفة الشرقية من خيط الماء الرقيق الصافي.. كان شيئاً كالأحلام. ثم حدث ما هو أجمل بكثير مما تهيأ لي أول وهلة إذ تَكَشَّفَ لي عبر الصدفة وحدها أن أحلام صباي تتحقق بحذافيرها كما رأيتها في خيالي الشقي الغرير المجنون. كان ذاك في الأسبوع الأول من امتلاكي شقة آرنهيم، إذ بينما كنا جلوساً على أريكة خشبية مقامة على مجرى الماء ضمتني سيلفيا عليها كما طريقتها الهولندية وكعادتها ولو بطريقة أشد هذه المرة. ثم جاءت بالخبر اليقين، الحلم الصغير الذي تحقق بلا خطة أو مسعًى. أشاحت سيلفيا بشعرها عن عينيها ونَظَرْتُ بتمعن إلى خيط الماء (جدول بلدتنا الجديدة) وأنا أستهين به: "أووه سيدني نهر الراين بدأ يفيض، أنا أحبه جامحاً مثلك". "وهل هذا هو الراين؟". كِدْتُ أكَذِّبُهَا!، لكني لم أقوَ. فعَرْضُ النهر صغير بطريقة مربكة عند مقارنته بالنيل قبالة جزيرة أم أرضة. فالنيل هو النهر الوحيد الذي خَبِرْتُ قبل الراين. لكنه كان هو، هو. إنه الراين! عندها لَمعَتْ في خاطري صورة الأستاذ حامد بمدرسة أم أرضة الابتدائية وهو يحدثنا -في الفصل- عن الأنهار وقفزت مني رعشة ضمها النهر الجميل في حناياه، وبينما أنا في نشوتي تلك، شعرت بسيلفيا تضمني إليها من جديد بطريقة لا روتينية، أحسست بساعديها مَوْجَاً يهدهدني وشعرت بشيء أشبه بالخوف لكنه لم يكن خوفاً! كانت طمأنينة فائضة. فذلك هو الخيال ينجز ذاته بالكامل في عين الوجود. كنا في تلك اللحظة نجتمع أنا وسيلفيا ونهر الراين والنشوة، نجتمع في لحظة واحدة في عصب الوجود نتبادل الأنخاب والمزيد. ويدغدغني شعور غريب بأن الكون يسوقنا بقدر خيالنا!. ..... يتواصل.. حكاية سيلفيا الهولندية كاملة ("سيتتابع نشر مشاهد القصة هنا على موقع الراكوبة في حلقات في نسختها الأكثر تنقيحاً ولا كمال". ملاحظة استباقية: لا توجد في الحكاية حدود بين الواقع والخيال ولا الممكن والمستحيل ولا الشرق والغرب). محمد جمال [email protected]