(قفة الملاح) تعبير سوداني قح.. في الماضي كان التسوق يستلزم حمل (قفة) وهي وعاء منسوج من سعف النخيل.. توضع فيه المشتريات.. ولم يكن معروفاً (الأكياس) البلاستكية المنتشرة الآن.. من هنا جاء الاستخدام السياسي ل (القفة).. فيقال لمطلوبات المعيشة إنها (قفة الملاح)- أي الطعام.. هل صحيح – حسب ما يكرر الساسة- أن مشكلة الشعب السوداني هي في (قفة الملاح)؟؟؟. إذن لا يستحق هذا الشعب ما أبدعه الشعراء من رسم خصاله: أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتزّ حين يقترن حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن و الرائع إسماعيل حسن: ديل أهلي.. يبدو الغير علي ذاتم يقسموا اللقمة بيناتم يدو الزاد حتى إن كان مصيرم جوع هل شعب بهذه الخصال.. مشكلته وطموحه في الدنيا (قفة الملاح)؟!!.. الأعجب والأنكى من ذلك.. لو أراد الشعب (قفة الملاح) فإن الطريق إليها لا يأتي مباشرة.. فالأمم الراقية التي تشمخ بمطموحاتها تنال (قفة الملاح) دون أن تنطقها.. وتشمخ للثريا بمقامها في كل المجالات.. من الحكمة للساسة أن لا يشتروا باسم الشعب السوداني ثمناً قليلاً.. (تتفيه) الشعب السوداني بربطه من بطنه.. وافتراض أنه شعب إذا جاع سرق.. وإذا شبع (مَرَق)..!. باسم الشعب السوداني.. نعلن للحكومة وكل الساسة.. لا يهمنا (قفة الملاح) مهما تجبر ثمنها.. أو عزّ طلبها.. الذي نطلبه هو أن نكون حيث يجب أن نكون.. فنحن شعب سبق كثيراً من الشعوب.. وعلم كثيراً من الشعوب.. وكان المانح العاطي لما كان الغير الطالب السائل.. نحن أمة قادرة وراغبة أن تكون في الصدارة في كل مجال.. نمنح الآخرين الحكمة قبل اللقمة.. ونطعم العقول قبل البطون.. نحن شعب راقي وقادر.. لماذا توصموننا أمام الأمم وتدمغوننا بالتخلف والعجز والكسل؟.. ارفعوا الدعم أو ادعموا الرفع.. ارفعوا الأسعار أو احرقوها.. ضخموا التضخم حتى يبلغ ضخامة جبال التاكا.. فليس ذلك همنا ولا مطمح همنا.. الذي نريده.. أن تدركوا أنكم تحكمون شعباً عزيزاً موفور الكرامة.. وأن همته في ثريا المجد لا في ثرى (قفة الملاح).. لماذا يا ساستنا تطلمونا مرتين؟.. مرة بسوء إدارتكم لبلدنا منذ الاستقلال وحتى لحظة كتابة هذه السطور.. ومرة ثانية ب (إشانة السمعة) التي ترتكبونها في حقنا.. عندما تحصروا مطالبنا في (قفة الملاح).. ألهذه الدرجة يجهلنا.. ساستنا؟!.. التيار