حقيقة لم افاجأ بالتشكيل الوزارى الجديد ، واصلا لم يكن يهمنى امره كثيرا ، ف ( شكة ) الكوتشينة هذه كانت متوقعة ، ولعبة الكراسى التى برع فيها واجادها اعضاء ما يسمى بالمؤتمر الوطنى باتت شيئا مألوفا ، فبربكم ماذا كنتم تتوقعون من نظام شمولى ظلت بلادنا ترزح تحت نير حكمه قرابة الثلاث عقود ؟ فهل كنا نتوقع مثلا ، ان يفاجئنا البشير بحكومة تقنوراط انتقالية ، يتنازل بموجبها ( طواعية ) عن الحكم لشخص متفق عليه ؟ صحيح ربما فوجئ الناس ب ( كروت ) جديدة فى لعبة ( الكونكان ) ولكن يجب ان لا ننسى ان ( الكيزان ) ملة واحدة وأن ( الجوكر ) هو ذات الجوكر منذ ستة وعشرون عاما وسيظل لخمسٍ أخر بموجب الاربعة وتسعون وكسر بالمائة .. تلك النسبة التى نالها عن ( شطارة ) و ( استحقار ) فى انتخابات اقل ما يمكن ان يُقال عنها انها انتخابات الحزب الواحد ، والرجل الأوحد !! . ماذا يعنى ان ظل وزير الدفاع بالنظر عبد الرحيم محمد حسين وزيرا للدفاع او تحول الى الخرطوم واليا عليها ؟ وماذا يفيد ان بقى غدور مساعد للريئس او ذهب للخارجية ، وماذا يهم الشعب ان التف حول الرئيس خمسة او عشرة او خمسة عشرة مساعدا ؟ نفس الوجوه التى مللناها والتى لا جديد لديها لتغيير الحال ( المائل ) اللهم الا مزيدا من الدمار والخراب والفساد . لقد قلناها مرارا ولن نمل من تكرارها ان السودان طالما بقى فى قبضة هذه العصبة ، فلن يتقدم قيد اُنملة ، فما الجديد الذى يجعلهم يغيرون فى منهاجهم الذى كرس لحكم ديكتاتورى فتت البلاد ، وأثار الحروب ، وكمم الافواه ، وشرد العباد ؟ . لقد اقسم البشير ان يكون رئيسا لكل السودانيين - لمن شارك وقاطع ، ولمن منحه صوته ومن لم يمنحه - ووعد ان تكون ولايته القادمة للتنمية والبناء ، لا سيما والبلاد تذخر باحتياطى ضخم من الذهب الذى سوف يضخ فى خزينة الدولة مئات المليارات من الدولارات - وذلك حسبما ما زعم فى خطابه امام البرلمان بعد تاديته القسم - ولكن متى ابر رئيسنا بقسمه وانجز وعدا قطعه على نفسه . خلاصة القول اننا لا نحفل كثيرا بمن جاء به التشكيل الوزارى الجديد ، إذ لا جديد ف ( الكيزان ) كلهم ملة واحدة . [email protected]