تمخض الحزب الحاكم في الأيام القليلة الماضية بعد ولادة عسيرة فأنجب طفلاً يأمل الجمع ان يكون ابناً مكتمل النموء لا يحتاج المكوث في الحضانة بل ينطلق يلهو ويلعب مع الاطفال في اقرب وقت ممكن عبر نموء طبيعي. فبين متشائم ومتفائل طويت حقبة قديمة وفتحت صفحة جديدة فيها أناس جدد لم يكونو في الحسبان فالجميع تفاجأ بالتشكيل الوزاري الجديد والولاة فكانت (الشكة ) قد أسقطتت أعتي امبراطوريات الولاة مثل السلطان كبر صاحب الإثني عشر عاماً في فاشر السلطان وأحمد عباس صاحب العشر سنوات في مملكة سنار وما يجميع بين كبر وعباس هما الممالك فهل تأثر الرجلان بمملكة الفور ومملكة سنار أم أن تاريخ المنطقتين قد ساعدهما في المكوث طويلا ً؟ علي كل حال طويت صفحت الرجلين وجاء خلفا لهما كل من الشاب عبدالواحد يوسف وزير الطرق السابق والياً لشمال دارفور والضو الماحي القادم من قضارف الخير الي ولاية سنار فهل يستطيع الرجلان أن يتعايشان من تركة السنين الثقيلة التي خلفهما الرجلان في مجال السياسة والاقتصاد فيما يشبه الدولة العميقة لما لهم من جيوش من المريدين و( كسارين التلج) تتداول الاوساط حكاويها وروايتها وقصصها في المجالس. كيف يتعامل معها الرجلان عبدالواحديوسف والضو الماحي ؟ الأيام كفيلة بأن تفصح عن مسيرتهما مع هذه الأوضاع ال ( الكيبروعباسية ) في الجانب الآخر من التشكيل برز اتجاه قوي وهو يعيد الأمور الي نصابها بأن ابعد كل مسؤل عن ولايته وعشيرته الأقربين فكاشا في النيل الأبيض سيعمل دون أي ضغوطات أهليه أو عشائرية مثلما سيعمل إيلا في أرض الجزيرة حتي وان لم يرتدي الصديري وادم الفكي في نيالا سيكون بلا مجموعات وجوديات ومحاصصات قبلية . وادم جماع القادم من الفاشر سيجد نفسه مهموم بصعود جبال التاكا ليس هرباً من هيجان نهر القاش بل ليلقي نظرة الي مزارع الموز الذي يجب أن يصل الي كل الريف السوداني ليكون سعر الموز في متناول اليد بين الجنينة وحلفا وبورسودان وكوستي لم تكن الخرطوم تتخيل أنها تقتحم عبر وزير دفاع ظل يدافع عن السودان بالبصيرة والبصر وفي مخيلة أهل الخرطوم المكنة الكبيرة للسيد الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين أحد المقربين من الرئيس السوداني وهذا ما يجعل من حظوظ الميزانية المفتوحة للعاصمة الخرطوم والتي هي أكبر مدن السودان وأكترها سكاناً وهي تمثل سوداناً مصغراً لكن هناك تحديات تواجه سعادة الفريق أول هذه تحديات تحدي الانفجار السكاني والتخطيط والخريف والبطالة والفقر فهل تكليف المكتب القيادي الخرطوم لعبدالرحيم يأتي في إطار أصلب العناصر لأصعب المواقف أم أن عبدالرحيم سيغرق في شبر موية من خيران ابوادم وخور شمبات وتحديات وسط الخرطوم ؟ والخريف علي الأبواب والموية تكضب الغطاس. علي العموم حتي لا نطلق أحكام مسبقة نترك الأيام أن تجيب لنا عن هذا التشكيل الجديد لهذه الحكومة التي وسائل رغابتها تختلف عن أي حكومة مضت لدخول عامل جديد وموازي للصحافة واجهزة الاعلام ولبرلمانات والمجالس التشرعية وهي صحافة المواطنين عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وواتساب وغيره و التي اصبحت بالمرصاد لكل شاردة ووارة أعملوا حسابكم ياناس الحكومة الشعب يرصد كل كبيرة وصغيرة ولا يرحمكم في أي إخفاق عزالدين علي دهب [email protected]