منذ إعلان تشكيل الحكومة؛ احتفالات استقبال الولاة والوزراء الجدد لم تتوقف، وأيضاً احتفالات القدامى الذين تخطتهم المغادرة بمناسبة تجديد الثقة وكده.. احتفالات مصنوعة لا طعم لها.. معظم منظمي هذه الحشود أصحاب مصلحة لتجميل الصورة، وهي فكرة غير ذكية لإبراز الرضا الشعبي أو رضا الموظفين بالقادم الجديد والتخلص من آثار السابقين، مما يشير إلى انتظار الناس للتغيير. لو كانت البلاد تُدار بسياسات واضحة وثابتة لا تتغير بتغيير الأشخاص ولا تخضع للمزاج الشخصي؛ فلن يحتفل أحد بتعيين شخص ما، مثلما لن يحزن آخر بتغيير وزير أو والٍ أو مدير.. لكن هكذا حالنا في السودان، ربط النجاح أو الفشل بالأشخاص. وزير المعادن محمد أحمد الكاروري، كان استثناءً عندما رفض احتفالات رغب العاملون بالوزارة قيامها تحت اسم إعادة الثقة.. وطبعاً كان مؤملاً أن يقوم المنظمون بترتيب حشود ومايكرفونات والعديد من المظاهر التي تحاول أن تقنع الكاروري بمدى فرحة موظفيه بالعودة. وهي طريقة يكررها بعض الموظفين في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية.. ومثل هذه المظاهر غير الصادقة لا تجدها في أي دولة أخرى؛ لأن مسألة التغييرات في العمل العام مسألة عادية ولا تحتاج إلى هذه الطريقة البائسة. منذ بداية الأسبوع الحالي يكون مر أسبوع كامل على تشكيل الحكومة، وعليه من المفترض أن يكون انتهى الجو الاحتفائي ليبدأ العمل.. كما يقول الناس.. البلد واقفة.. وهو تعبير صادق لحالة توقف مصالح الناس خلال فترة حل الحكومة وانتظار أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية. كثيرة هي المشاكل التي تنتظر قرارات الولاة والوزراء الجدد، خاصة في قضايا الخدمات والمعيشة.. التعليم والصحة.. والمشكلة الأكبر في انقطاع المياه والكهرباء والاحتجاجات التي بدأت تظهر من حين لآخر، بسبب الإخفاقات في توفيرها، المطلوب الاتجاه لتحسين أداء الحكومة ومحاولة إيجاد حلول للقضايا المهمة والتوقف عن الاحتفالات والحشود، وأظن أن الناس يحتاجون إلى مسؤول يعمل، لا إلى مسؤول كل همه "الشو" الإعلامي. التغيير