جماهير غفيرة تستقبل والي شمال دارفور الجديد عبد الواحد يوسف استقبالاً خرافياً هزم كل التصورات والترتيب المسبق , رأينا رأي العين حجم التوافد الشعبي الذي خرج تلقائياً في استقبال الرجل يوم الاحد الماضي بميدان القيادة العامة بالفاشر , استشعرنا دون الآخرين ان حالة استفتاء غير مسبوق قد حدثت فعلاً في تظاهرة مزهلة تنفند مقولة ان العزم يهزم الإستبداد , قيادات اهلية ونازحون ورياضيون وحرفيون حجبوا ضوء الشمس من رمد في رسالة توضح زيف عهد بائد , الحواضر والقرى والفرقان جاءت مرحبة , قبائل تحضر النحاس عرفان برمزية حدث كما يوم نالت الارض استقلالها , لافتات ضخمة تخرج للاطاحة بمشروع التكسب والدعاية المبتزلة , لا يستطيع المؤتمر الوطني استثمار اكذوبة حصولة على تاييد لكنها ارادة مؤمنين وجدوا في المهندس عبد الواحد ضالتهم , امة طالها الملل والضجر فباتت تنتظر فجر يحترم آمال وطموحات ظلت مقدسة ! عجزت الشلة الحاكمة في شمال دارفور ان تطلق صافرة اختبار لذاتها او تدعي تصميم بطاقة حضور جمهور نهض في كل حدب وصوب لاستقبال عبد الواحد .. تسنط هذة الشلة لحظة هتاف جماهيري ضد مسؤول دارفور بالوطني حينما حاول الرجل عرض محاسن الوالي السابق ، اظنها رسالة قاسية جداً لشخص قضى اطول فترة حكم ولائي على الاطلاق ! تحدثني معلمة ان مايميز هذا الحشد حضور طاغي للرجال على غير العادة , وهي حالة معاكسة تماما اذ كان في السابق حضور النساء وطلاب المدارس اقوى بكثير , نفس الملاحظة تبرز فصل جديد لمرحلة انتقالية من الضرورة ان تخاطب قناعات كثيرون احسنوا الظن بالوالي القادم من كردفان للجلوس في اكثر امتحانات دارفور تعقيدا , ابلغني صديق من مكتب عبد الواحد باهمية مرافقة الوالي لولاية نحن محسبون على نخبتها المثقفة , و مايطرح في خضم المشهد من ارآء بالضرورة تمثل زاوية مهمة في التناول الموضوعي لفكرة مسؤول يود مخاطبة عقول آلاف الذين تدافعوا للاستماع الية بصدور رحبة , اصطفاف المواطنون صبيحة اليوم ذاتة بميدان القيادة غرب الفاشر اجماع في النكاية لوضع سابق كرث خطايا وذنوب لا تغتفر , بالحجة ذاتها لم ينتظر المواطنون ميلاد حكومة عبد الواحد حتى تصنع معجزة , لكنهم وضعوا مطالب ضرورية لانقاذ ولاية حالتها متدهورة بسبب غياب الأمن ورداءة العلاج والتعليم والكهروماء , الاحظ في شخص الوالي الجديد رجل دولة مكتمل التوصيف اذ لسانة لا يجيد كلاما دون عمل يلتمس او كما اعتقد , لم يهدر الوالي يوسف وقتا للاحاجي وسفاسف الامور في ولاية كادت ان تتلاشى بسبب جفوة صنعتها حكومة مع مواطنيها ولكن اخشى ان تطيح بالرجل تدابير الحرس القديم لو حاول السير مكبا على منوالة , ويبدو ان ما بلغ عبد الواحد من تفاصيل الأداء المتراخي لاجهزة الدولة بالفاشر يبقى مستورا الي اشعار محتم ؟ الوالي الجديد دق صدرة بتحمل مسؤولية الأمن وجعلها القضية الأولى دليل كافي على شجاعة الرجل في اتخاذ القرار بما يفسر قدومة بدعم مركزي ياهلة لفعل يفتح المجال لعدالة انتقالية وتنمية يدعي نظام البشير انجازها كلما سنحت فرصة, والي شمال دارفور القادم لتوة يقول لا فاصل يفصلة عن مواطنون أحسنوا الظن بة الا على منطوق درجة مقادير احتمال الصبر في المسؤولية ومحاسبة الضمير , بما يفهم في سياق استحالة شروعة في تكوين حاشة للامساك بملفات حساسة تضرب لهم مثل العادة فيما سبق , ربما ذات الأمر دفع هذا الوالي ان يقدم اعتراف اخلاقي بمعاناة اهل دارفور جراء حرب قاسية انتهكت طمئنينة الإقليم وعبث بحياة الملآيين من شعبة ، نفس الموقف الذي وضع رجل المركز في مهمة انجاز الحد الادنى من عدالة اجتماعية مطلوبة , عدالة تزيد ثقة قوم خابت امالهم في سياسات وتجارب المؤتمر الوطني لدرجة الكفر , تفوه الوالي الجديد بحكمة التعايش في مرحلة يتساوى عليها الجميع كما اسنان المشط , وهي طريقة تكلف عبد الواحد امساك لسانة بعشر آلاف مواطن هبوا يومذاك خفافا وثقالا للاصغاء الية بنفوس صابرة , عشرة الف مواطن قدرها بعض زملائي عن الذين احاطوا بالوالي الجديد احاطة السوار بالمعصم ! حزمة تحديات عويصة تعترض سبيل رسول الدولة الذي دفع بة مركز القرار لتقويم اخطاء سياسية بالفعل حدثت في الجهاز التنفيذي والاداري بشمال دارفور , بذات المهمة وقع رجل المركز ضحية استقبال جماهيري بليغ الفهم والدلالة اذ الأمر يحتمل موعد فإن الصبح قريب ودونة سقوط ورق التوت , هناك رغبة شعبية طامحة في تقويم مسار ولاية كاد ان يصدمها جدار الموت , شي اخر يجعل عبد الواحد مرغما بجعل طريق العدالة سالكاً امام ناظريه , ان يصدر قرار ببتر ديناصورات الحكم السلطاني الفاشل ويقيم على انقاضه سلطة مطالبة اولاً بعدم التسير على هفوات صاحبت الأداء السابق , الوضع لايحتمل تباطوء في اتخاذ قرارات تحسم الجدل حول ملفات قصمت ظهر الولاية حين من الوقت كان فيه ميزان المراجعة مختلاً بدرجة تفضح ديوان الدولة وخدمتها المدنية وارشيفها المأمون ؟ الكارثة الاخرى ان يمارس المركز عادتة المعيبة في التنصل عن رجل مطالب بالعمل الجاد في ظرف استثنائي تتعلق بة آمال كثيرون بنجاح منقطع النظير , لا يرتقي شرط العدالة الناجز الا وتحطيم حواحز محسوبية ومحاباة ضربت تماسك الولاية لسنوات يلوك فيها العالمين صبر ايوب في انتظار منقذ ! من المطالب التي قذف بها اهالي شمال دارفور في ملعب الوالي الجديد ان يتاخذ من الشجاعة ما يعين على فتح ملفات كارثية ومظالم يعلمها القاصي والداني من أهل دارفور , ظلمات ضربت حياة الكادحين ومحدودي الدخل في مقتل بعدما طفح كيل الفساد وغابت شمس المحاسبة في اكثر قضايا الاحتيال والابتزاز قذارةً , قضية سوق المواسير انتظرها المواطنون على جمر فلم تجري العدالة بازاحة ستار المشكلة وكشف المنقبين حتى يفهم الناس دواعي التستر على فلم تراجيدي بايخ الادوار اتخذتة سلطات الولاية حلقة للتسلية على ضحايا الخديعة , الامر فية غرابة لو تأمل عبدالواحد فصل سينمائي يرى كيف افلت مجرمي سوق المواسير من عقوبة مثبتة , لماذ ترفع هؤلاء المجرمون عن شبوهات اظهرها القانون بالاثبات , الخطوره فيها ان تحدث على مسمع ومرئى اجهزة الدولة وقياداتها الولائية , فما ضرورة التراخي لافساح مجال كتابة عقد مضاربة تجارية لايعرف لها قواعد لا في القانون لا في الاستثمار , ولا يغفل عبد الواحد عن تجاوزات متعلقة باراضي واستثمارات طرحت بشكل مريب يغري فساد الحاشية على حساب الغلابة من عامة الناس خالد تارس كاتب صحفي [email protected]