هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستور مجلود فى الخرطوم والمهدى مهتم بمرسى فى القاهرة!
نشر في الراكوبة يوم 07 - 07 - 2015

الخبر المؤسف الصادم أدناه نشر على مواقع التواصل الأجتماعى السودانية، وجاء فيه:
"تم نهار اليوم الاثنين السادس من يوليو 2015 بمحكمة جنايات امدرمان تنفيذ عقوبة الجلد (20) جلدة بحق كل من مستور أحمد محمد مساعد رئيس حزب المؤتمر السودانى للشؤون السياسية و عاصم عمر و ابراهيم زين عضوى الحزب".
جاء هذا الحكم الجائر الحيوانى اللا أنسانى الذي أصدره قاضي محكمة جنايات أمدرمان أمين حسين أقرين على إثر بلاغ تقدم به جهاز الأمن بعد قيامه بإعتقال الاعضاء المذكورين أعلاه على خلفية مخاطبة سياسية قام بها الحزب في محطة صابرين بأمدرمان في إطار حملة مقاطعة إنتخابات النظام و للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين اللذين كانوا قيد الحجز في ذلك الحين.
قد يرى البعض هذا الأمرعادى وكثير من الحرائر السودانيات قد جلدن بعدد من الجلدات أكثر من تلك التى عوقب به (مستور) ورفاقه، كناشطات سياسيات أو عوقبن تحت قانون الغاب المسمى بقانون (النظام العام) ومئات الآلاف قتلوا وعذبوا فى معتقلات النظام، فماذا تعنى 20 جلدة نفذت على عدد من الشباب السياسيين.
الأمر ليس بتلك البساطة، فمجرد الحكم على (سياسى) بالجلد بسبب رأئه فى قضية ما، يعنى هذا أنه لا توجد دولة ولا يوجد (حاكم) انسان فى تلك المنطقة التى تم فيها (الجلد) بل هو أدنى درجة من (الحيوانات) المتوحشة، لقد ترك فى نفسى ذلك الخبر حينما قرأته اثرا لا يمكن أن يوصف وشعرت بالخجل لأنى انتمى الى بلد واحد يضمنى بهؤلاء الحكام الأرازل بل جعلنى اشك فى سودانيتهم، ولو كانت هنالك جهة عدلية تنظر فيما يحدث من آثار نفسية نتيجة لمثل هذه (العقوبات) لأتجهت اليها طالبا (القصاص) ورد حقى الأنسانى.
تفاعلى مع تلك الحادثة التى تدخل ضمن اطار (الجرائم ضد الأنسانية) ليس لأننى تعرفت عن قرب على أحد اؤلئك الشرفاء حيث التقيت بالأخ/ مستور قبل سنة أو سنتين فى أحدى الدول الأفريقية وخلال ساعات معدودة أدركت فورا كم هذا الشاب ذكى ونقى ووطنى غيور على بلده وشعبه.
الشاهد فى الأمر مجرد (الحكم) بعقوبة الجلد على انسان ودون أن ينفذ هو نوع من الأساءة لذلك الأنسان وأنتهاك لأدميته بمعاملته مثل (الحيوان) وفى بلاد غير أسلامية حتى الحيوان له حقوق ولا يسمح بضربه أو ايذائه على ذلك الشكل، دعك من ان ينفذ ذلك الجلد المهين ويعلن عن تنفيذه، ولا زال البعض ينتظر خيرا من (وثبة) وحوار مع النظام و 7+7 واذا كان لى رأى وأضح لا أكتمه أو أنكره فى الجانب (العقابى) خاصة فى شريعة (القرن السابع) حيث أرى أنها لا تناسب انسانية العصر وثقافته ورهافة حسه، وهى لا تقدم للناس غير السوط والسيف لا عدالة أجتماعية ولا مساواة فى الحقوق، ولا ديمقراطية أو تبادل سلمى (للسلطة)، فعزل الحاكم (المسلم) مهما طغى وأفسد أو تغييره عن طريق انتخابات حرام (شرعا)، يستوجب ذلك الفعل (المقاتلة) بناء على فقه (درء المفاسد).
لكن دعونا نمرر المسأله ونبسطها ونستهونها ونغمض أعيننا ونبلع ذلك الرأى ونقول على طريقة (السلبيين) فى المجتمع السودانى (ياخى مرة مشى وفوت)، ودعونا نقبل بالجلد الذى تقرره تلك الشريعة فى المواقف التى تستحق الجلد مثلا (زنا أو سكر)، لكن هل يعقل أن يجلد مساعد رئيس حزب اصبحت له مكانه فى الوسط السياسى السودانى صنعها زعيمه ورفاقه بمواقفهم النضالية الجاده، فقط لأنهم مارسوا حق مشروع بالدعوة لمقاطعة الأنتخابات رأوا فيها عن وعى ومسئولية عدم مصلحة للعباد والبلاد وأضافوا الي ذلك المطالبة باطلاق سراح عدد من المعتقلين هل تلك جريمة و(فساد) فى الأرض كما تنص تلك الشريعة (السمحاء)؟.
وما هو الفعل غير القانونى الذى ارتكبوه حتى يعاقبوا بتلك الطريقة المهينة، هل كانوا يحملون اسلحه ومتفجرات مثلا .. وما هو الجرم الذى ارتكبوه مقارنة بسفر طلاب مامون حميدة الى تركيا للألتحاق بالدواعش، وهل اؤلئك الدواعش الصغار ابناء الدواعش الكبار جلدوا أو نفذت فيهم أى عقوبة؟
للأسف توقعنا أن يستفيد السيد / الصادق المهدى، من مساحة الأعلام المتوفرة فى مصر لكى يشرح للمصريين والسودانيين على السواء وللعالم أجمع حقيقة فكر جماعة (الأخوان المسلمين) الذى كان مصدره (مصر) لكن أكثر الذين تضرروا منه هم السودانيين بسب التأثر والجوار، بدلا عن ذلك اختار السيد/ الصادق المهدى، اغضاب المصريين مرة تلو الأخرى، بالتوسط لجماعة (الأخوان) التى لا زالت تتسبب فى اراقة الدماء وتقتل الأبرياء على الشوارع المصرية بصورة عشوائيةوجبانة تنعدم فيها ابسط درجات الرجولة.
واذا كان الجهلاء والسذج لا يفهمون سبب اهتمامنا بالقضايا المصريه على تلك الدرجة، لأننا فى الأول ننتمى للقيمة الرفيعة التى تجمعنا بالعالم كله دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الجنس وهى (الأنسانية) التى تجعلنا نرفض الظلم لأى انسان ونقف مع الحق قدر استطاعتنا لا يهمنا شذاذ الأفاق وأصحاب النفوس المتكدره وكارهى الوطن – احدهم - ضعف وأنكر الحديث الصحيح الذى ذكر فيه أسم السودان العظيم (بالنص) وبأكثر من رواية ، لدرجة ما هو (كاره) لوطنه شفاه الله ومن معه من امراضهم المزمنة التى لن تشفى، والسبب فى ذلك كله ان مشروعاهم لا يعترف بالدولة الحديثة المعلومة حدودها وأنما بدولة (ابو بكر البغدادى) الداعشة، التى ليس لديها شيئا تقدمه للبشرية غير الذبح ونكاح الجهاد.
السبب الثانى الذى يجعلنا نهتم بألشان المصرى، لأن (مصر) دولة محورية فى المنطقه ولها دور هام ومؤثر لا يستطيع أن ينكره الا جاهل ، اضافة الى ذلك فنحن نرى أن ذلك الأهتمام والبحث والدراسة، كلها تقع ضمن اطار دور وواجبات (المثقف) الذى يعمل من أجل قضية (التنوير) و(التغيير) فى وطنه بأن يطلع على الثقافات والسياسات المختلفة خاصة القريبة منه، لكى يبينها لشعبه، ولكى لا ينخدعوا بما تبثه احهزة الأعلام الأخرى، صاحبة الغرض والمرض فتترسخ تلك الخديعة فى عقولهم ويظنونها حقا، فتؤثر مستقبلا على وطنه وموطنيه، مثلما تفعل (قناة الجزيرة) لسان حال (قطر) التى تصور (الأخوان المسلمين) أما جهلا بهم وبفكرهم أو تآمرا، وكانهم (ملائكة) لا قتلة ومجرمين يتاجرون بالدين ويستخدمونه لأغراض السياسة.
السبب الثالث (مصر) فيها اعلام قوى وضخم يمكن من خلاله تناول القضايا المصرية وفى ذات الوقت التطرق ، للقضايا سودانية علها تحظى بقدر قليل من الأهتمام فى سائل الأعلام المصريه ويتعرف العالم من خلاله على حقيقة المشاكل السودانية وكيف يعانى شعب السودان ، خاصة و(المعارضة) السودانية بأشكالها المختلفة لا تمتلك وسائل اعلاميه ولذلك نقوم بواجبنا قدر استطاعتنا بالكتابة فى الشأن السودانى والمصرى فى الصحف ومواقع التواصل الأجتماعى ونقوم بنشر تلك المواضيع على،(الفيس بوك) و(التويتر) التى يشاركنا فيها الاف المصريين وبحمد الله وتوفيقه استطعنا أن نبين لعدد كبير منهم ما كانوا يجهلونه عن السودان، وأصبحت التجربة السودانية مع (الأخوان المسلمين) خلال 26 سنة، مثلا جيدا لهم لكى يتخلصوا من نظام (الأخوان) والا يثقوا فيه قبل أن يتمكن ويصبح التخلص منه امرا مستحيلا.
اذكر حينما خرجت الصحفية (لبنى أحمد حسين) من السودان بسبب قضية (البنطلون) الشهيرة ومضائقات النظام وجاءت لمصر اجرى معها لقاء مطول فى قناة مصريه معروفة وبرنامج talk show يشاهده يوميا حوالى 30 مليون مشاهد فى العالم العربى وغير العربى، فأستغربت مقدمة البرنامج غير مصدقة بأن تجلد امرأة بسبب ارتداء (بنطلون)، ترتدى ملايين المصريات مسلمات وغير مسلمات مثله، لكنها أندهشت أكثر وبان ذلك على تقاطيع وجهها حينما اخبرتها (لبنى) بأن النساء اللائى جلدن من خلال ذلك القانون المعيب فى ولاية الخرطوم وحدها عام 2008 بلغ عددهن 43 الف امرأة!
ذلك كله حدث من خلال (الأخوان المسلمين) المرتبطين والمتحالفين مع السلفيين، لا بارك الله فيهم جميعا.
الشاهد فى الأمر نحن لا نحب القتل او اراقة الدماء ولا نتمنى أن نرى انسانا يحاكم بالأعدام، وفى ذات الوقت نعشق الحرية والديمقراطية وندافع عن حقوق الأنسان ونتمنى أن تسود تلك الديمقراطية وفكرة دولة (المواطنه) فى العالم كله، لكن (وساطة) السيد / الصادق المهدى تنم عن عدم معرفة جيدة بفكر الأخوان المسلمين وما فعلوه بنا أو بالمصريين أو هى وساطة ساذجه على طريقتنا السودانية (باركوها) لذلك أختزل الأمر كله فى الأعلان الدستورى المعيب الذى فرضه (مرسى) على الشعب المصرى فى نوفمبر 2011، واصر عليه ثم راوغ حينما أدعى موافقته على الغائه بوساطة من (الجاهل) الساذج الدكتور/ ايمن نور، جيث الغى (مرسى) القانون مع الأبقاء على اثاره، وبذلك تمكن ما انفاذ جميع ما رغبت فيه (جماعة) الأخوان المسلمين من وراء ذلك (الأعلان) حيث لم يحل مجلس الشورى، الذى تحائل (الأخوان) وجعلوه يقوم بدور (البرلمان) الذى حل، والمحكمه الدستورية كانت سوف تحل مجلس (الشورى) و تحل (الجمعية الدستورية) التى صاغت دستور 2012 وأدخلت فيه مواد كارثية، تجعل القبطى دمه مستباحا ولا تقبل له شهادة وتجعل من حق أى متهور ومتطرف أسلامى أخوانى أو سلفى أن يأخذ القانون فى يده وأن يمارس سلطات الشرطه والقضاء من اجل أن يمارس حقه (الشرعى) فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وقبل أن نجرد للسيد/ الصادق المهدى، ما لا يعرفه عن (الأخوان المسلمين) والخطر الذى كانوا سوف يشكلونه على مصر والمنطقة بأثرها لو استمروا لأكثر من عام، وللأسف كثير من نشطاء حقوق الأنسان لا يدركون مثل السيد/ الصادق المهدى، حجم ذلك الخطر، لذلك يختزلون المساله كلها فى نتيجة (صناديق) الأنتخابات التى لم تؤكد تأييد الشعب المصرى بأغلبية (حقيقية) لجماعة الأخوان، فالأعداد الكبيرة التى صوتت لصالح (مرسى) فى مواجهة (أحمد شفيق) - مضطرة - هى ذاتها التى خرجت فى 30 يونيو ضد (الأخوان) بالملايين واسقطتهم، فلماذا 25 يناير التى انحاز فيها (الجيش) للشعب بصورة أكثر وضوحا ومارس الحكم لمدة سنة كاملة وبدعم ومساندة من (الأخوان) تعد ثورة، بينما30 يونيو التى، خرج فيها ملايين المصريين، ليست ثورة مع أن فترتها الأنتقاليه كان الرئيس فيها، قاض محترم، هو رئيس المحكمه الدستوريه.
ودور (السيسى) فيها أنه انحاز لشعبه بوصفه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للجيش، وذلك هو دور الجيش والضابط الوطنى حينما يرى وطنه معرض للخطر وللأنهيار لابد أن يتدخل لكى تبقى (الدولة) حتى لو سقط (النظام) لا يفرق اذا كان ذلك النظام قد جاء بانقلاب أو عن طريق صناديق (الأنتخابات)، فالضباط الوطنيون فى المانيا قد فعلوا ذلك مع النازى (هتلر) رغم انه جاء للحكم عن طريق الصناديق.
أى باحث فى الأسلام السياسى وأى مثقف وسياسى يعرف بأن (الأخوان المسلمين) لا يعترفون (بالديمقراطية) ولا يتبناها منهجهم ولا يتعاملون بها داخل مؤسساتهم وأنما يعترفون (بالشورى) وهى ليست ديمقراطية ووسيلة حكم (سلطوية) تناسب العصور السابقه، لكن ليس لديهم مانع أن يصلوا عن طريق تلك الديمقراطية للسلطه وبعدها لا تجرى انتخابات ولا يحزنون واذا جرت أجازوا تزويرها وتزييفها مثلما اجازوا (الأنقلاب) الذى حدث فى السودان طالما أنه أتى بنظام (اسلامى) ولو (شكلا) ولذلك لم يحدث فى يوم أن أنتقدوا مشروعية نظام (عمر البشير) وظلت قطر وقناة الجزيره داعمين لذلك النظام وحتى اليوم، وفى نفس الوقت تتحدث قطر من خلال (الجزيرة) عن ثورة 30 يونيو بأعتبارها انقلاب (عسكر) وتحرض الآرهابيين علي مصر والشعب المصرى وتضلل كثير من المثقفين والناشطين فى مجالات الديمقراطية وحقوق الأنسان، وحتى (الترابى) نفسه الذى خرجت جماعته جنبا الى جنب مع جماعة المؤتمر الوطنى والسلفيين فى السودان فى مظاهرات ضد ثورة مصر، اعترف من قبل انهم نفذوا ذلك الأنقلاب فى 30 يونيو 1989، لأنهم يعلمون باستحالة وصولهم (للسلطة) كاسلاميين عن طريق انتخابات ديمقراطية، لعله كان يعانى من مرارات سقوطه فى الدائرة التى سميت بدائرة (الأنتفاضة) بعد سقوط نظام (نميرى) الذى تعاون وتحالف معه ضد الأمة السودانية كلها.
الأخوان المسلمين منهجهم (الشورى) وهى لسيت نظاما (ديمقراطيا) تنتهجه الدول التى تحترم مواطنيها وأنسانيتهم وتسعى لأن يتعامل فيها كآفة المواطنين على قدم المساواة، وبصورة خاصة لا تناسب الدول ذات التعدد الدينى والتنوع الثقافى، ولقد ذكرت من قبل أن (نائب المرشد) فى جماعة (الأخوان المسلمين) خيرت الشاطر، قد وقع ضمن مجموعه من (السلفيين) والأرهابيين على فتوى تنص صراحة (على عدم جواز تهئيئة المسلم للمسيحيين فى أعيادهم) ولم تستثن تلك الفتوى الزوجة اذا كانت مسيحية، فهل يعقل أن (يتوسط) الصادق المهدى لجماعة مثل هؤلاء وقد كان من المرجح، أن يصبح (خيرت الشاطر) الرئيس القادم بعد اربع سنوات من حكم (مرسى) لو أستمر، بل لم يكن مستبعدا ان يفتعل (الأخوان) أى مبرر لسحب (مرسى) وأدخال (الشاطر) بدلا عنه قبل أن يكمل فترته الأولى لأنهم فى الأساس غير مقتنعين به، و(الأخوان) لا تصعب عليهم (الفبركة) والتزوير بالطريقة التى تعطى مشروعية لفعلهم، مثلا هم كانوا يعرفون بأن (الجمعية الدستورية) و(مجلس الشورى) سوف يحلان عن طريق (المحكمة الدستورية) ويعلمون بأن المحكمه الدستورية لا تفصل في أى قضية الا بعد مرور 45 يوما، لذلك (كلفتوا) الدستور سريعا سريعا بكلما فيه من عيوب وثغرات خطيرة وأجازوه خلال ليلة واحدة بقراءة مستعجلة أستمرت حتى الصباح ثم عرضوه على الشعب فى استفتاء دون أن يعرض لحوار مجتمعى كاف، وبذلك ابطلوا دور (المحكمه الستورية) لأن الأستفتاء يعلو ولا يعلى عليه، فهل هذه ديمقراطية؟ وهل هذا تصرف نزيه وعادل يمكن أن تقوم به جماعة تتدعى ان منهجها هو (الأسلام) وأنها جاءت للحكم لكى تبسط الحريات وتحقق (العدالة) ومن عجب دائما تجد ضمن اسمائهم كلمة (العدالة)! الم يكن من (الأخلاق) قبل (القانون) أن ينتظر الأخوان قرار المحكمه الدستوريه، فاذا قضت بحل المجلسين استجابوا لذلك القرار وأعادوا تشكيل تلك المجالس دون (خداع) أو غدر أو استغفال جعلهم يهيمنون على تلك المجالس بنسبة زادت عن ال 70%، مما ادى الى انسحاب كآفة الممثلين للشعب المصري من غير (الأسلاميين) داخل تلك (الجمعية) وفى مقدمتهم أكبر من ضللوه وهو (عمرو موسى).
بالعودة لجرد ما حدث من (الأخوان المسلمين) دون استعراض مستفيض لما جرى بعد 30 يونيو من فظائع وجرائم يندى لها الجبين، مثل قتلهم بعد فض أعتصامى (رابعة) (والنهضة) مباشرة، عددا من ضباط وجنود الشرطه فى منطقة كرداسه تجاوزوا العشرة، وبعد أن اوسعوهم ضربا وقبل ان يقتلوا حينما طلبوا ماءا سقوهم (موية نار) وسحلوهم وجروهم بالأرض ثم بعد القتل تبولوا على اجسادهم .. تصرف همجى آخر قاموا به حيث نزعوا انابيب الدم من يد (ضابط) شرطه أصيب فى منطقة (المنيا) بصعيد مصر، ثم تهجموا عليه وقاموا بضربه حتى الموت داخل حجرته فى المستشفى، والذى ارشدهم على مكان وجود الضابط، دكتور اخوانى، ياللمأساة وكل ذلك مسجل على اشرطة (يوتيوب) لمن اراد أن يتعرف على الحقيقة وبشاعة ما حصل.
أما قبل 30 يونيو، ذكرت فى أكثر من مرة انهم سموا عملية الأستفتاء على التعديلات الدستوريه التى كانت ضرورية فى دستور 1971 (بغزوة الصناديق) وكأن النبى (صلى الله عليه وسلم) كان مشاركا فيها معهم وجعلوا منها حربا بين (مسلمين) و(كفار) على حسب المنهج (الأخوانى)، والكفار هم (الأقباط) والشيوعيين والعلمانيين والليبراليين وباقى الأحزاب المدنية، أى لم يكن أستفتاء بين مواطنين مصريين متساويين فى الحقوق والواجبات، وكيف يتساوون مع باقى (البشر) والمحامى الأخوانى المعروف (صبحى صالح) الذى كان ضمن 6 شخصيات قانونية كلفت بتعديل دستور 1971 وبادخال مواد جديدة، صرح بعد (التمكين) بصورة مقززة، طالبا من شباب الأخوان المسلمين الزواج من (الأخوانيات) فقط، لكى لا يستبدلوا الطيب بالخبيث، بالطبع يقصد الطيبات هن بنات (الأخوان) والخبيثات بنات باقى الشعب المصرى.
ثم بدأوا فى أستهداف كآفة مؤسسات الدوله واحدة تلى الأخرى مثلما فعل نظام (البشير / الترابى) فى السودان، مع القضاء والجيش والشرطه والصحافة والأعلام، ولو استمر (مرسى) لعام آخر لوجدت فى مصر، قضاة لا علاقة لهم بالقانون ومهنته، ولوجدت (مليشيات) ودفاع شعبى وشرطة شعبيه، ولقد نجحوا فعلا فى التدخل فى (الصحافة) القومية من خلال مجلس الشورى الذى تتبع له ملكية الصحف، وبعد أن حصنوا حل ذلك المجلس بأعلان (مرسى) الدستورى الذى قال انه قد وافق على الغائه.
صحيح احيانا لا يخرج (الأخوان المسلمين) بانفسهم ليتحدثوا فى الأعلام عن توجه ارهابى ومتطرف يؤيدونه بل كانوا يستغلون حماس (السلفيين) السذج ويستغلون جهلهم لتنفيذ المؤامرة التى يسعون لتنفيذها، تماما كما يفعل بعض (المأجورين) وتفعل بعض (المؤسسات) الدينية عندنا فى السودان، مثلا كانوا يغضون الطرف وفى ذات الوقت يضئيون الأشارة الخضراء للسلفى (حازم صلاح ابو اسماعيل) الذى اسس جماعة سماها (حازمون) باشعال النيران فى دار حزب (الوفد) وبالتهجم والتعدى على مدينة الأنتاج الأعلامى ومحاصرتها ومنع من يعملون فيها وضيوفهم من الدخول لتقديم برامجهم وداخل تلك المدينة تتواجد معظم القنوات الفضائيه، لكنه خرج فى مرة من المرات ليعلن من خلال أحدى القنوات الفضائيه التى كان يحاصرها بحتمية تحصيل (الجزية) من المسيحيين فى مصر .. نموذج آخر (لسلفى) من الذين ناصروا (الأخوان) اسمه (محمود شعبان) وهو دكتور ومدرس فى (الأزهر) تحدث الى أحدى القنوات مفتيا بقتل (جبهة الأنقاذ) المشكله من مجموعة أحزاب ضعيفة كما وصفها السيد/ الصادق، طيب لو كانت أحزاب (قوية) وتشكل خطرا على (الأخوان المسلمين) ماذا كانوا سوف يفعلون بهم، والغريب فى الأمر أن ذلك الدكتور (السلفى) وحينما اعترض عليه الكثيرون وتمت مناقشته فى فتواه تلك من قبل اعلاميين ورجال دين، دافع عن تلك الفتوى بقراءته للآيه القرآنية التى تقول (نما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف)، ولم يكتف بذلك بل اورد تفاسير وعدد من الأراء (للسلف) تؤيد فتوته، ووقف الى جانبه عدد من (السلفيين) اضافة الى ارهابى ومتطرف آخر اسمه (وجدى غنيم) له علاقات وطيدة بنظام (عمر البشير)، الم اقل لكم أن الدعاة لتطبيق (شريعة) القرن السابع، لديهم نصوص تدعمهم وتساندهم وتبرر افعالهم وأنهم لا ياتون بذلك الفكر الذى لا يناسب ثقافة العصر من ادمغتهم، والمسالة واضحه يراجع ذلك المنهج، ويمنع تدريسه ويعود المسلمون الى اصول دينهم، يتوقف الأرهاب واراقة الدماء، لكن أن يردد البعض منا ومن خلفهم القادة (الغربيون) كالببغاوات وفى مجاملة، بان (الأسلام) برئ مما يفعل اؤلئك المتطرفون وهى كلمة حق يراد بها باطل، فلن تتوقف الدماء ولن يقل عدد الأرهابيين فى العالم، لأن الأسلام فى اصوله دين تسامح ومحبة وسلام، لكن شريعة (القرن السابع) لا تدعو الى ذلك، بل الى:
(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) .. والى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) .. والى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)، التى فى (اصول الأسلام) ومن خلال معناها الظاهر البسيط الذى يفهمه أى مسلم عادى، امر جميل لا اعتراض عليه فهو (امر بمعروف ونهى عن منكر) وكما هو واضح من صياغته (باللسان) لاباستخدام اليد أو العنف ، لكن بحسب (شريعة) القرن السابع، وبناءا على التفسير الوارد فى صحيح البخارى أمر آخر (جر للكفار من اعناقهم مقيدين بالسلاسل حتى يسلموا ويشهدوا بالا اله الا الله محمد رسول الله)، فلماذا نستبدل (الطيب) بما هو اقل منه درجة، لماذا نصر على (الحسن) بلا مما هو (أحسن) ونعمل بأحكام تلك الآية التى تفسر بجر الآخرين من اعناقهم مقيدين بالسلاسل بدلا عن اية الحرية التى تقول : " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِين" .. وهل هناك تناقض فى دنيا (الأذكياء) الذى يتصدره (الأغبياء) أم المسالة كما هو واضح ايات وأحكام أستنفذت غرضها كانت ملائمة لقوم وعصر غير الذى نعيش فيه، ولا بد من أن تعود آيات وأحكام أخرى من نفس القرآن تناسب انسانية هذا العصر ورفاهية حسه؟
على كل جميع تلك التصرفات التى لم تحدث فى القرون الوسطى وهى مسجله على اشرطة (اليوتيوب)، حدثت خلال أقل من عام حكم فيه الأخوان المسلمين مصر.
أما من ضمن كوارث (الأخوان) الكبرى التى وقعت خلال فترة العام والتى حدثت تململا داخل الجيش المصرى وجعلته يتخذ قرارا صائبا بالأنحياز الى شعبه وللثورة التى فجرتها حركة (تمرد) الشبابية بحمع 20 مليون توقيعا، الأولى حينما أعلن (مرسى) الجهاد فى سوريا دون أن يرجع لجيشه مستبقا ذلك القرار بسحب القائم بالأعمال المصرى فى دمشق، الكارثة الثانية ذلك اللقاء الجماهيرى الضخم الذى دعا له مرسى (عشيرته) وبقصد بهم (الأسلاميين) فى قاعة المؤتمرات بمدينة (نصر)، وكانت الشخصيات البارزة فيه كلها (ارهابيه) أو متطرفين ومتشددين منهم من كان محكوما بسنوات طويلة فاخرجه (مرسى)، سلم عليهم (الرئيس) بالأحضان والقبل والأبتسامات، فتبارى كل واحد منهم عند القاء كلمته ليتفوق عمن سبقه فى الحديث فى أرهابه وتطرفه، ومن بينهم (طارق الزمر) الذى كان محاكما فى جريمة قتل (السادات) وبقى فى السجن لمدة 30 سنة، لم تراعى مثل (نفسية) ذلك الرجل، فلا يسمح له بمخاطبة الناس أو الظهور على القنوات الفضائية الا بعد خضوعه لمعالجة نفسية طويلة المدى، لذلك تراه شارد النظرات تغلف احاديثه رغم مظهره الطيب المخادع ، ابتسامات (مجرمين) خبيثه غير مطمئنة، قال (الزمر) فى كلمته وبالحرف الواحد "الذين سوف يخرجون فى الشوارع يوم 30 يونيو سوف نسحقهم"، وذلك ايضا مسجل على شريط يوتيوب ويمكن الرجوع اليه.
يا سيد الصادق خير ما فعلته ثورة 30 يونيو أن كنت لا تعلم هو النص فى الدستور على منع قيام اى حزب على فى مصر اساس دينى وليت هذا يتحقق فى السودان لكى تدخل كثير من (الفئران) فى جحورها .. والعديد من المسلمين فى ديكتاتورية دينية وتسلط لا يريدون أن يفهموا من حقهم أن يمارسوا عباداتهم بكل حرية لكن عليهم أن يفصلوا بين الدين والسياسة، لأن الحزب (الأسلامى) لو وصل للسلطه فسوف يغير الدستور والقوانين التى تتماشى مع فكره التى لا يستطيع أن يغيرها من ياتى بعده حتى لو كان (شيوعيا) متطرفا، لأن تغيير القوانين الأسلاميه يعتبر (كفر) وارتداد تهدر دم الحاكم، فكيف يتعامل الناس مع احزاب تقوم على هذه المبادئ وهذا الفهم وأنت شخصيا، قبل انتفاضة ابريل 1985 قلت أن قوانين (سبتمبر) سيئة السمعه لا تساوى الحبر الذى كتبت به، لكنك حينما فزت فى الأنتخابات واصبحت رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا لم تجروء على الغائها، بل لم يقدم أحد من نواب حزبك مشروع قانون يؤدى الى الغائها ولذلك لا زالت سارية حتى اليوم اما نصا أو روحا، تجلد بسببها حرائر السودان ويهان قادة الأحزاب من الشباب، فى بلد لم ير من تلك (الشريعة) غير السيف والسوط، وكل من جاء تحت ستار تلك (الشريعة) لن يفعل غير ذلك، هذا اذا لم يفتح البلد على مصراعيها للقاعدة كما فعلت الأنقاذ فى سنواتها الأولى وللدواعش كما ارجو أن تكون فعلت ذلك فى آخريات ايامها وليلحقوا برفاقهم فى (مصر) الى مزبلة التاريخ، وأنت تتوسط، لهم دون أن تطالبهم بالأعتراف الصريح بالخطأ وأن يعنوا توبتهم عن العمل بالسياسة لأنهم افسدوها بصورة اسوا مما كان عليه الحال ايام (مبارك) وأن يعيشوا مع باقى المصريين يتمتعون بالحقوق والواجبات التى يتمتع بها المسيحى واليهودى واليسارى والليبرالى على نهج (لكم دينكم ولى دين)، التى تعنى (الدين لله والوطن للجميع).
وساطتك لهم وحديثك غير الدقيق بأن لهم وزن فى الشارع، يقوى من (أخوانهم) فى السودان وسوف تفاجأ أنت والعالم كله، اذا سقط النظام فلن يجد البشير ولا المنافقين اشباه المدعو (أحمد بلال عثمان)، الأتحادى (بوق) المؤتمر الوطنى من يزورهم فى السجن اذا كان معتقلين.
اما الكارثة (الأنسانية) الكبرى التى هزت ضمير أى انسان سوى، غير معقد نفسيا أو مجروح ذات، فهى تلك الجريمة النكراء، التى وقعت على آواخر ايام (مرسى) حينما قامت مجموعة من اشباه الرجل والمعقدين نفسيا يزيد عددهم عن الخمسين شخصا بقتل اربعة من الشيعة فى مصر، ضربا بالعصى ورجما بالحجاره داخل غرفة صغيره، فى جريمة بشعة نكراء لا يمكن ان يقبلها انسان (سوى) أن تفعل بكلب سعران، حيث كان الواحد من اؤلئك الشهداء الأربعة يقع من شدة الضرب على الأرض ثم يقوم ويقف مضرجا فى دمائه، فيضرب مرة أخرى ولمدة زادت عن الساعة حتى فاضت روحهم وصعدت الى بارئها، ولقد قلت فى اكثر من مرة - والله أعلم - أن ذنب اؤلئك الشهداء من الشيعة، هو الذى ادى الى سقوط (الأخوان المسلمين)، بتلك الطريقة المهينة والمذلة فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ولأن الله هو العادل و(العدل) من اسمائه لم يختص المسلم المظلوم وحده بدعوته وأنما تشمل كأفة (البشر) وهو الذى ادخل امرأة مسلمة النار بسبب (هرة) حبستها لم تطعمها ولم تجعلها تأكل من خشاش الأرض ، وهو الذى اخرج (عاهرة) من النار وأدخلها الجنة لأنها أطعمت كلبا.
يا سيد / الصادق المهدى، التفت لقضايا السودان ولا تعمل على احباط الشعب السودانى فى استكمال ثورته، فالسودان اليوم لم يبق فيه ما يخشى عليه، بعد أن اصبح مرتعا للأرهاب والتطرف من كل جهة، بل اصبح النظام السودانى مهندسا بارعا فى صناعة ذلك الأرهاب متفوقا على الجميع، حيث اسس جامعات تدرس الطب وبدلا من أن تخرج دكاتره ورسل انسانية تخرج (دواعش).
يا سيد/ الصادق، اذا لم يعاقب (الأخوان المسلمين) فى مصر، على جرائمهم فسوف يخرجوا من سجونهم منتشين كما فعل (الترابى) بعد خروجه من سجن (النميرى) الذى تحالف معه منذ سبتمبر 1983 ووضع نفسه ضمن الثوار الشرفاء، وسوف يتمدد خطرهم ويعبر مصر حتى يصل جنوب افريقيا، التى تعاطفت معهم مثلك دون معرفة جيدة بهم واول من يدفع الثمن اضافة الى ما ظل يدفعه خلال فترة (الأنقاذ) الكؤود، هو السودان وشعبه.
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.