ذهب ظمأ رمضان عن كل البلدان وابتلت العروق ..إلا من أهل السودان لاسيما عاصمتها التي تتدلى ارجلها عند الضفاف ولسانها يشققه العطش .. ولكن قنواتها الفضائية تريد أن تعكس صورة مختلفة للخارج وتقول إن المواصلات سهلة و الماء متوفر والرغيف على قفا من يشيل.. و الحكومة تقول للناس ..! ( فكوا الحزام .. فكوا الحزام) على رأي الفنان عادل إمام .. فاحرزت قنواتنا قصب السبق على كل فضائيات العالم الإسلامي المستقر منه والمضطرب .. بان وفرت لك مواطن جوز مغنيين ..مكون من أنثى وذكر .. وياله من كرم فياض ! ربما قرون إستشعار أهل الإسلام السياسي عندنا قد جعلتهم يشمون رائحة الغبار القادم عليهم من الشارع وهم يتجاذبون الان بالتلاوم و حبال لعبة الحكم قدبدأت تتدلى بعيداً عن غرائب إبلهم التي اعياها طول المسير خلف سراب المشروع إياه وأرهقها ما حملته من فساد وتمكين و ذنوب .. فارادوا أن يستفيدوا من تجربة الخناق الذي ضيقوه على حكم النميري بإختلاق الأزمات و دفعوه لإستعداء المجتمع بقوانينه التي تسور بموجبها عسسه حوائط المستترين ببلواهم .. فعجلت تلك الغفلة بسقوط مايو .. فقالوا ولماذا لا نلعب بقلب الصورة الآن وقد أطلت ذات الآزمات براسها عطشا وجوعا وظلاما.. بان نفتح البهجة للناس ونلهيهم حتى يصبح الشعب كله خاصة الشباب المغيب يصرخون في المسامع كالمجانين .. فلا تتحول باناملك من قناة إلا ووجدت فنانا وفنانة أو فرقة مديح تراهم لأول مرة هذا فضلا عن تكرار الكبار لآنفسهم ! لا احد يعترض على إتساع رقعة الفنون ولكن شريطة أن تكون بصورة مرشدة تغربل الغث وتبقي على السمين أو الثمين ! ربما تفوق عدد المغننين خاصة الذين ظهروا عبر شاشاتنا في هذا العيد على أعداد الخريجين والخريجات الذين يقفون في صفوف التوظيف المستحيل على أغلبيتهم.. لذا فليس من المستبعد أن يوفر العيد القادم على كل شباب الوطن العطالى عناء البحث عن الوظائف فيتجهوا بصفوفهم الى أستديوهات القنوات الفضائية ليضاعفوا هديتها للمواطنين بان يكون لكل مواطن أربعة من الفنانين و المداح ومعهم ما يحتاجونه من العازفين والشيالين وشيالات الكعك ! وبالتالي تنتهي عن ذهن شعبنا فكرة الإنتفاض على الجوع وينسى الناس العطش وطالما ان مايكرفونات الصالات تلعلع فذلك يعني بالضرورة دون جدال أن الكهرباء موجودة ومنورين يا جدع ..! وعينك في النيل لكن إطعن في طينو ..! [email protected]