بهى الطلة نغى الدواخل ... صادق وخلوق ... رئيساً لإتحاد ... سائق لركشة ...ربٌ لأُسرة... إلى زوجته الصامدة رجينا نياكير و ويلجانق اكوت دوت أكول وإخوته ... الذاكرة تصعُد وتهبُط تتجول ما بين شارع المين والعمل السياسى والتنظيمى واركان النقاش ،الحسم الثورى، الكلاكة وحسيب وابودجانة الغرفة (50) ، كمبونى قراون وكمبونى مجانيين والمجمع الطبى ، السلطان الشامى ، الديم ، النزهة ، المقرن فانت يا كيكى فى كل الامكنة وزكراك لكل الازمنة . الرحلة حُبلا بالكثير سنين النضال و أزمنة الإنتصار لمشروع ظل وسيظل غاية ينشدها كل الرفاق شمالاً وجنوباً . يرتجف القلم و ترتبك الذاكرة ، إمتلا القلب حسرةعندما جرت مكالمة طويلة بينى وبين الرفيق شول انقوى بول فحواها ان الرفيق اكوت دوت قد إنتقل إلى العالم الآخر . إدلهمت الخطب وإشتدت حلقات الالم والحزن ضيقاً فالرفاق يرحلون تباعاً ، لاسيما وان رحيله جاء فى وقت كان اكوت ينتظر فيه الكثير من المناضلين ورفاق الدرب من الزمن الصعب ، وما يؤلم اكثر ان كيكى هاتفنى قبل وفاته بفترة قصيرة جدا طالبا ان نلتقى كلانا و نقابل الرفيق اكيج نيال وآخرون بعد ان باعدت بيننا المسافات ، وكرر الاتصال بى فى اليوم التالى مؤكدا على الموعد ولكن ( اشكيهو لى مين الغدر) قد اخذنى الى مهام أخرى . ولم اكن اعلم ان اكوت كان يحزم حقيبته للرحيل ، ولكن ذهب الداعى وبقيت الدعوة معلقة بين الامل والألم . اكوت عاش فقيرا ومات وسط الفقراء ولم يتبدل ،كان ملتزما بمبادئه وافكاره إلتزاماً قاطعاً منقطع المثيل لم يكسره شظف العيش وقسوة الحياة و ولم يتراجع حتى عندما وقفت ضده الاجهزة الامنية إبان فترة توليه رئاسة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ومنحوه دراجة بخارية ( موتر) فى محاولة بائسة للإنتقاص من كرامته وكبريائه لم يدرسوا شخصية اكوت جيدا فهو زاهد إلى ابعد الحدود فلم يصيبه الغرور او الصلف بإعتباره انه اول جنوبى يتقلد هذا المنصب ومن سخرية القدر ان الشخصيات الجنوبية التى علا كعبُها اخذتها المنية و لم تعود . وما يدفعنى للتامل فى شخصيته انه كان محاط بإلتزامات سياسية وإجتماعية ضخمة و ظل يناضل دون كلل او ملل وفى إحدى زياراتى لمنزله مع بعض الرفاق إندهشت جدا عندما إكتشفت بان اكوت يعمل على (ركشة) فى يوم الجمعة وسالته ( ياكيكى جابت ليها ركشات كمان ؟) فرد قائلا ( ناس ولجانق ديل يربوهم كيف) و ولجانق هو احد ابنائه و اكوت يحتفظ له بمكانه خاصة فى قلبه . استحضر جيدا عندما كنت حديث الانضام للجبهة الوطنية الافريقة كانت تدور نقاشات مابيننا و اكوت ساخر خفيف الظل بطبعه حتى فى احلك الظروف محب للرفاق لا يمكن ان يتراخى او يستهين باى عمل يوكل إليه و ابولو ايويل شير ، جون ريتشارد ، والمفاواض البارع منسى الرفيق المنسى و الرفيق اوبج يعلمون ما لم يعلمه العديد من الرفاق . اكوت محبوب عند رفاقه داخل الحركة ويحظى بإحترام فى اوساط القوى السياسية واذكرا جيداً اينما رست بنا اركان النقاش الحظ الحب الكبير له حتى من اكثر الخصوم وابعدهم عنا فكراً . واليك كُوب من الليمون الذي تعشقة كثيراً واعدك بانني لن اصارعك علية بعد الان . الرشيد انور [email protected]