هزيلة هى قيمة الانسان فى وطنى حتى سنوات العمرالمختزلة او الغاربة ضئيلة المعنى شحيحة الاحلام لا تعرف مطلفا فترات للحصاد وجنى الثمار... وطن الحياة الكريمة فيه كم عسيرة المنال كل الامانى فى وطنى تتفتت مع مرور الايام وتذهب ادراج الرياح البعض تسرق اموالهم والبعض الاخر تنهب اعمارهم .... نعم تضيع الاعمار فى الوطن لتذهب شذر مذر تتسرب كينونة البشر عبر الايام من بنى زول وتفقد البنى ادمية مكنونها ومعناها ومبناها فى بلاد خيراغناها الخالق الكريم من ثروات الارض والسماء واغدق عليها من فضله ما لايحصيه الا هو...... اجحفت الفئة الباغية وظلمت اهلها ونهبت خيرها فنبت سوس الطمع ومازال ينبت يكبر ويتفرع وسكن شيطان الجشع القلوب واستشرى سلطان القهر والمرض وتمرد فينا ما تبقى من الفضل ونكس راية عزنا ارازل القوم حين تمكنت ايديهم من مفاصل الدولة وذبح العدل نهارا... كما تذبح الشاة فى معبد الهوان.... البعض يتمطى على ديباج الرفاهية وقصور الترف بين حرير الملذات ويركب البعض الاخر موج الفقروالاحتياج والاغتراب بعد ان تجاوز عمره سنوات الاخضرار واغتربت شمس العمر من الافول ...وهم يدفعون من ابواب الوطن دفعا للاغتراب ولسان حالهم... يقول مرغم اخاك ياهذا لابطل .... واين نجد لذيذ العيش وطيب الحال ..كيف وذمام امور الحكم فى يد جبابرة طغاة وبعضهم لا يتورعون فى سكب الزيت على نار الفتن ولايتردد احدهم من اكل مال السحت كيف تضحك لنا الدنيا والاف العلماء من السودانين يطرقون ابواب الاغتراب حين ضاع الحق واستلبت كرامتهم واهينت قيمتهم فاصبحوا فى الوطن سلعة بخسة الثمن وعملة غير متداولة فى زمن لايجد احدهم ما يسد به الرمق ...... قالوا لماذا نظل اجسادا بلا ارواح فى وطن بارت فيه سلعتنا وانتهكت فيه كرامتنا ولم تصبح كلمتنا مسموعة ... وقلوبنا من الضيم موجوعة...... نعم هربت افضل الكوادر ومازالت تغادرالسودان معظم اساتذة الجامعات بعضهم قد طعن فى السن واصابه الكبر ولكن لاملاذ فعندما يضيق الوطن باهله تصبح كل المنافى اوطان اخرى ..... لاذ عشرات الالاف من السودانيين بالفرار من جحيم الاضمحلال والانكسار والفاقة والفقر والظلم والاستبداد ليظل كل واحد منهم يلعق جراحاته احداهما من حرمانه من وطنه واهله... والاخرى من حنظل فى الاغتراب.. قال مغترب من كبار السن وصل قبل ايام الى ارض الاغتراب: تخيل فى العمر ده كان الواحد يجب ان يعود للوطن ليستقر بين اهله وها نحن اليوم نبدأ بعد كل هذه السنين رحلتنا مع الاغتراب..... فالله المستعان........ [email protected]