وبرزت ملامح سوق كسلا اخيرا بعد ان ضربته الفوضى وناح فيه طائر الشؤم وكانت المحليه فى ثبات عميق ( تشخر) ترى الخلل الواضح والفوضى الجامحه ولا سبيل لتنفيذ اللوائح او القانون . سوق كسلا كان فى زمن قديم من اعرق الاسواق واكثرها نظاما وتخصصا ونظافه . فقد ترك المستعمر الانجليزى سوق متخصص بكل ما فى هذه الكلمه من معانى , كان فى الناحيه الشماليه الشرقيه سوق الغسالين ويليه سوق الزعافه والعناقريب ثم سوق الحدادين . وكان سوق الصاغه وموقع للمطاعم . ودارت الايام واختلط الحابل بالنابل , محل التمباك جوار الصيدليه , والمعمل المخصص للفحوصات جوار المقهى ولا مكان لمعايير الصحه والسلامه . الباعه يفترشون الشارع كله تجد الطماطم والسلطه مفروشه على جوال قذرمبلل بالماء لا تفرق بينه وبين الارض . وتجد مواد غذائيه اخرى متنوعه مفروشه على الارض . اصحاب المحلات التجاريه استغلوا الفرندات المخصصه اصلا للمواطن للسير فيها وهو يتسوق فى وقت الحر او البرد او المطر , ولكن صاحب المحل يستاجر الفرنده لثلاثه او اربعه اخرين يفرشون حاجاتهم وبضائعهم بل يقتحمون الشارع وينعون مصاطب فى الشارع , وياخذ منهم اكثر من اجره محله الشهريه . يقتسم معهم العوائد والضرائب وحتى الزكاه , فوضى ضربت سوق المدينه حتى صار مضرب المثل فى القذاره والعفونه . صاحب المحل بكل اسف يقوم بكنس محله ويترك الاوساخ فى الشارع تتقاذفها الرياح هنا وهناك حتى تصل باب معتمد المحليه فينظر اليها كانها لا تعنيه ولا تعنى اى من رجال صحه المحليه . فقد عشنا فى زمن كان ضابط الصحه يدخل البيوت كل صباح للكشف عن ايه مخالفات فى الحمامات . وكان يفحص الماء داخل ( الزير) بحثا عن يرقات البعوض . فكان كل منزل حريص على النظافه ,حتى نزلت علينا حضاره ( الوسخ) فاصبحت النظافه لا تعنى شى ولا النظام يهم احد . كل القيادين فى مكاتبهم يتنعمون بهواء الاسبيرت . ويبحلقون فى التلفاز البلازما , او ( النوم ) وليت الوالى يصادر كل اجهزه التلفاز بالمكاتب الحكوميه ليتفرغ الموظف لعمله وليس لمتابعه هذا المسلسل او ذاك الفيلم . وها هو سوق كسلا يخرج من محنته بفضل قرارات حكومه ولايه كسلا وعلى راسها الاستاذ ادم جماع الذى يعرف كيف يقود من اجل التغيير . فالرجل له تاريخ عريق قى القياده و التغيير واقول للذين لا يعلمون فقد كان ادم جماع احد قاده ومنظمى ثوره دارفور فى يناير عام 1981 يوم التقى مع رصفائه من النخبه المناضله , خططوا ونفذوا لثوره حقيقيه اجبرت حكومه مايو يومها بتغيير حاكم دارفور العميد معاش الطيب المرضى ,و كان فى معيته المهندس عبد الجبار محمود دوسه كاتب سفر ( دارفور وازمه الدوله فى السودان) ,والاستاذ حسن سيف الدين من رجال الخدمه المدنيه والاستاذ ايوب عز الدين اسحاق ,والاستاذ الشفيغ احمد محمد , والدكتور محمد ادم عبد الكريم وكان حينها ادم جماع من الناشطين فى الشان العام وكان لقاءهم بساحه النقعه بوسط مدينه الفاشر ومصادمنهم لللاحتياطى المركزى بكل قوه وشجاعه , فما كان من مايو الا الرضوخ والرجوع الى صوت العقل وتعيين دريج واليا لدار فور . ( انظر كتاب / دار فور وازمه الدوله فى السودان / تاليق عبد الجبار محمود دوسه /طبعه 2012 ) . لقد بدأ الوالى عمله الميدانى فعلا ونظافه الخدمه المدنيه بجانب الاهتمام بهموم المواطن . ونقول الذين يقدحون فى تنظيم السوق ان زمن ( الوسخ والفوضى ) مضى بلا رجعه . وسوف نظل فى انتظار اجابه من الوالى لبقيه الاسئله المؤرقه لكل اهل كسلا ( اين ذهبت اموال الاراضى ) والحسابات المجنبه ؟ فاذا قالوا ذهبت الى التنميه افيدونا رحمكم الله ماذا قدمت التنميه لمستشفى كسلا؟ وكم عدد المدارس المدارس والمراكز الصحيه التى تم تشييدها ؟ وكم كانت الحوافز ؟ وكم هى الاكراميات ؟ وكم هى مبالغ ( الولائم ) ؟ ( ادونا الفاتوره) كم كان حساب الفطور لمكتب الوالى السابق فى اليوم ؟و كم مات من ابناء كسلا لعدم وجود اكسجين بالمستشفى ؟ وكم ماتوا من الجوع ؟ وكم دفعت التنميه للادويه المنقذه للحياه ؟ كما قلت لك سياده الوالى من قبل انت فى محنه ولكننى وكثير من ابناء كسلا نشعر بانك تمضى قدما فى الطريق الصحيح .ونامل فى محاسبه كل من اكل المال العام و يجب ان يتم تقديمه لمحاكمه عادله لاسترداد مال ولايه كسلا واطغال كسلا وارامل كسلا , مال شوارع كسلا ومال مستشفى كسلا , مال الكراس والسبوره والطباشير من تلك الافواه الشرهه التى استلذت الحرام والسحت واستباحت المال العام . وقد اصبح سوق كسلا الان نظام وترتيب وانجلت الفوضى الى غير رجعه .ومن هنا اناشد اللجان الشعبيه ان يكون بكل حى يوم للنظافه العامه بالحى ومحاربه الذباب والبعوض , فتلك هى حياتنا وحياه اطفالنا . علينا ان نتحرك من اجل انفسنا والنظافه من الايمان . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا [email protected]