امتحانات مدينه كسلا تتوالى ومشكلاتها تستعصى على العلاج او الفهم وهناك خلل كبير فى اساليب المعالجه ويعود ذلك للنواحى الفنيه البحته زائدا الاهمال , فقد هطلت الامطار مساء الامس بدرجه متوسطه ولكنها كانت كافيه لعكس الصوره السلبيه والوضع المخيف الذى ينتظر المدينه فى بقيه اشهر الخريف . والداخل الى السوق عند هطول المطر لابد ان يكون من الفطنه والذكاء والدهاء بحيث يستطيع حل الكلمات المتقاطعه والا فانه سوف يجد نفسه محاطا بالمياه من كل صوب ويزداد الطين لزوجه وقرفا كلما توغلت داخل السوق ويتحول السوق الى ملطم كبير وبرك متناثره هنا وهناك وبالطبع راكبى عربات الميرىلن يتأثروا بهذا الوضع طالما كانت ارجلهم ثابته داخل الميرى المكيف ذو الزجاج المظلل . ورحم الله ضابط بلديه كسلا فى زمن قديم وزمن كانت الضمائر فيه حيه . تذكرت الراحل المقيم محمود فرج مالك ضابط بلديه كسلا الذى كان يتحرك فى صباح كل يوم من ايام الخريف وفى صحبته كادر المحليه الذى يتمثل فى كامل مكتب الهندسه المدنيه ويتحرك ليقف عند بركه مياه او جدول لتصريف المياه او عائق منع المياه من التدفق والسير وفق خطه مكتب الهندسه المدنيه وترى العمال يحملون الادوات البدائيه ولورى الحكومه يجلب التراب للردم هنا او هناك ثم يطوف بالاحياء بالمدينه ولا يترك امرا الا بعد حلحلته ميدانيا . الدخول الى سوق المدينه عند هطول المطر مجازفه حقيقيه ومعتمد مدينه كسلا وهو ابن كسلا يعلم تماما اماكن الضعف والقصور داخل المدينه ويبدو انه لا يريد ان يتحرك فحتى الحمله التى قام بها عند بدايه تعيينه كمعتمد لتنظيم السوق وفتح الفرندات التى هى ملك للماره تحميهم من المطر او لسعات الشمس فقد عاد الحال الى حاله وكتظت البرندات من جديد بالبضائع واصبحت اماكن للعرض كما سبق . وقد ساقتنى الصدفه نهار اليوم الى وزاره الثقافه لمشاهده معرض الفن التشكيلى بكسلا وفوجئت بالاعلان داخل المعرض بالاصوات المكبره تنبه الى ان السيد الاستاذ حسن الشريف معتمد محليه كسلا يتفقد الان معرض الفن التشكيلى فخرجت من المعرض مهرولا حتى لا اعترضه على هذه ( الفنتظه ) انه فى المكان الغير مناسب فقد كان من المفترض ان يتفقد احياء المدينه ويتفقد اللوحه التشكيليه لشوارع سوق المدينه تلك اللوحه المدهشه حقا والتى لن يتسنى لدالى بكل سرياليته رسمها او بيكاسو راسم الجيرنيكا .. سوق مدينه كسلا اخى المعتمد هو ملك للشعب وملك للمواطن الكسلاوى المغلوب على امره وانت تعلم لانك جئت الى المعتمديه من دكان بالسوق تعرف معنى المعاناه عند دخول السوق فى فصل الخريف وكما قلت لك من قبل سوف نظل ننتقد ولا ( تدرع ) مشاكل السوق فى قله الامكانيات فالولايه لديها من المال ما دفعها لازاله المبانى الحكوميه لوزارات عددا واستاجرت لكل وزاره عدد من المنازل مابين اربعه وخمسه منازل باجره شهريه قد تصل الى ثمانيه الف جنيه للشهر بجمله ايجارات شهريه تقارب المليون جنيه اى مليار بالكامل . وتم نقل انقاض الوزارات والمنازل التى غضب الله عليها لردم طرق بعينها تؤدى الى بيت فلان وعلان فلو ان هذه الانقاض تم ردم السوق بها لما وقفت قطره مياه واحده ولكن قدر اهل المدينه دائما ما يكون عثره لهم . وهناك كم هائل من القلابات التى تعمل بكسلا لماذا لا تتحرك المعتمديه قبل ان يستفحل الامر والى متى يظل اهل المدينه يمشون على الطين كبارهم واطفالهم ونسائهم يتساقطون عند كل ( زلقه ) او عند كل ( زنقه ) تحرك اخى المعتمد لاننا قد فرحنا يوم اختاروك معتمدا لمدينه كسلا فلا تحبطنا ( والفينا مكفينا ). عبد الله احمد خير السيد المحامى بكسلا