لغة الرصاص حروفها لا تعرف الامعنى الخراب.. منطقها مبنى على فرض الراى بالقوة والجهل لايولد صدفة انما يستكان له ...ويتابع بعضنا البعض بدون عودة الى الفهم والمنطق السليم والتوازن الحكيم وعندها يضيع الافق بسلطان الحق فبين هوان العنصرية والاستكانة الى الفتنة وبعثرة الالفة وتقسيم الصف تنتكس الشعوب... وتستدرج الحكمة الى فضاء الكراهية والحقد... ويتسيد حب الانتقام القلوب...فتموت المعادن الطيبة .... الشعب السودانى اليوم احوج ما يكون الى التماسك والامن ونبذ التفرقة ولكن للاسف يشيح البعض بوجهه عن الاخر استكبارا واستنادا الى الانا القبلية لتطحن الحروب القبائل وتذهق الانفس البريئة ...ويتكسب من ورائهم تجار السلاح والمرتزقة ....واصحاب الاهواء.... وماكانت الاحزاب التى قامت على الطائفية الا خلاصة هذه النعرات الفجة التى بسببها فقدت هذه الاحزاب قيمتها فذابت كما يذوب الثلج فى صيف الخرطوم الحار .... قد يسال احد ما دخل الاحزاب الكبيرة بهذه الانحطاط الذى يعيشه السودان اليوم؟ وهل كانت الانقاذ ستجد مأربها الى السودان ان كانت الاحزاب صامدة صابرة قوية متماسكة اذا كانت هذه الاحزاب لها اسس سليمة مبنية على مبدأ حب الوطن اولا والسودان هو القضية اوالسودان عندهم هو مربط الفرس والمحك الذى تبنى عليه معانى الحرية السليمة..... ولكن للاسف تركوا الجمل بما حمل لاهوائهم الخاصة ومكاسبهم الرخيصة وتراخت اهدافهم القومية ومالت طموحاتهم وتصاغرت الهمم ...واصبح الوطن ارخص عندهم من شراك النعل... واصبح سادة الاحزاب الادعياء اليوم... بضاعة مباحة مباعة بدراهم معدودة .... اليوم نسال لماذا تتطاحن القبائل ؟ وقد اصبح الهم لا يراوح مكانه بين لقمة العيش وصوت العنصرية الخرقاء... فعندما يتلاشى الانتماء الى الوطن تبرز العنصرية لدى الجماعات وتظهرالانتماءات الضيقة ...لان لغة المصالح المشتركة تصبح هى المتكلم بلسان الجماعة وهى الروح السائدة واللغة المشتركة بينهم..... الاف من اهلنا المعاليا والرزيقات تبعثرت جثثهم وسفكت دمائهم وهتكت اعراضهم والحكومة تعجز من فرض سيطرتها على الاوضاع نسمع جعجعة ولانرى طحينا وتدور ساقية الدم المسفوك ومازالت نافورة الذبح لاتتوقف الا برهة ثم يستمرالنزيف .... وهذه الايام للاسف تروى شوارع العاصمة بدماء...الهواوير والجموعية وعرفناهم من اكثر القبائل المسالمة فى السودان خاصة بعد ان ذابت روح القبلية فيهم فى العاصمة وغيرها .. وماتت هذه النعرات البلهاء فى قلوبهم وتلاشت العنصرية تماما... ما الذى دفع هذه قبائل التى تناست شكليات القبلية والعنصرية منذ امد بعيد ان تستيقظ فيهم مرة اخرى هذه الافة التى لا تنبت الا على ارض الجهالة الجهلاء والحماقة الرعناء ما الذى جعل هذه الحية الرقطاء ان تخرج رأسها من تحت الركام ...وتسل سيوف صدئة واسلحة تناستها الاجيال السابقة.. وعفى عنها الزمان لاشك انها الفتنة لعن الله من ايقظها هداكم الله يا اهلنا ونور بصائركم وايقظ ضمائركم اين الحكماء منكم... أين ارباب العقول فالله المستعان... [email protected]