هنالك اخفاقات وثغرات كبيرة فى ادارة العمل التنظيمى لبعض التنظيمات الاسلامية التى تسمى نفسها جدلا بجماعات انصار السنة المحمدية ، فهذه التنظيمات السلفية – ان جاز التعبير – على الرغم من اسبقيتها لغيرها من التنظيمات الاسلامية السياسية الاخرى الا انها مافتئت تقف عند محطة بداياتها الفكرية .... فماهى الاسباب التى جعلت منها تنظيمات متخلفة يكن لها المسلمون الكراهية والبغض المتنامى قبل غيرهم ؟ .. ولماذا لا تقوى على مجارات الحداثة لتستعطف قلوب الناس ؟ .. وهل فعلا هى تنظيمات مفتعلة الهدف منها تعطيل وثبة الدين ، ام انها بريئة من التهمة براءة الذئب من دم ابن يعقوب ؟ .. للاجابة على هذه الاسئلة وغيرها ، اولا دعونى اؤكد لكم ليس الهدف من الاجابة التشفى والنيل من اعراض هذه التنظيمات ، لكن الغاية محاولة ايقاظها من الثبات العميق الذى تمارسه بحق نفسها ، لان النوم (سبب اللوم ) كما يقولون بالعامية ، خاصة الدينى الاسلامى مستهدف من قبل المحافل الماسونية بصورة تستدعى التحوط والحذر . اما بخصوص الجواب على التساؤل الاول ، فالتخلف سمة مميزة لهذه التنظيمات بالشهادة الضمنية التى يقدمها منتسبوها من خلال اقوالهم وافعالهم البربرية التى يديرون بها الحوار مع غيرهم ... فقبل عامين او اكثر- اذا لم تخوننى الذاكرة - شهدت بميدان المولود بامدرمان معركة حربية بين جيش من هذه التنظيمات المدعية وافراد عزّل تم الاعتداء عليهم بذريعة التوسل بالاولياء والصالحين !! حينها تدخلت السلطات وفصلت بين الفريقين وانتهت المشكلة فى نظر الجميع ، لكن فى اعتقادى الشخصى ستظل هذه المشكلة باقية فى نظر التاريخ الى ان يرث الله الارض وما عليها أو ينقضى اجل هذه التنظيمات ... والشاهد فى القصة ان هذه التنظيمات تعوذها مقومات الاستمرارية وتفتقر لمنطق الاقناع فى ادارة الحوار مع غيرها ، والجزئية الاخيرة هى باختصار شديد الجواب عن فحوى السؤال الاول المطروح ... اما بخصوص لماذا لاتقوى هذه التنظيمات على مجارات الحداثة ؟ فالجواب ببساطة فى التنظيمات الاسلامية المتطورة كتنظيم الاخوان المسلمون مثلا ، عملية التجنيد واختيار العضوية تتم وفق معايير ادارية وتنظيمية تنتقى العضو بعناية فائقة وبتمحيص رشيد بحيث لا يقع الاختيار الا على المثقفين واصحاب الشأن الدينى لانهم سيمثلون فى المستقبل رأس الرمح والنبراس الذى يقود لمصاف الانجاز الدعوى ، اما فى هذه التنظيمات التى ننتقدها فالاهتمام بالكيفية يطغى على اختيارها للنوعية ، لذلك معظم عضويتها عبارة عن فاقد ممن يتلقى مبادى الدين وفق الرؤية الضيقة التى ينظر مشائخهم من خلالها لمستقبل الدعوة ، ويمكن ادراك ذلك من خلال الندوات الدعوية المفتوحة التى تقيمها بعض هذه التنظيمات بالاسواق العامة ، ففى هذه الحلقات ما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الاساليب الدعوية العاجزة التى تكرّه فى الاسلام اكثر من كونها تحبب الناس فيه . اما بخصوص هل هى تنظيمات مفتعلة هدفها تعطيل الدين ام انها بريئة ؟ .. فالحق والحق اقول كل معطياتها فى ادارة العمل الدعوى تصب فى خانة كونها مفتعلة تعتمد ايدلوجيتها التنظيمية على التشكيك فى مقدرة المسلمين بالارتقاء بالاسلام الى مصاف العالمية وبالتالى تقبل فرضية الاتهام وتقبل حقيقة انها صنيعة مستوردة ومحضر شر ليس فى مصلحة الاسلام والمسلمين . [email protected]