ظلت الحركة الطلابية السودانية منذ نشأتها في بداية القرن العشرين معبرا عن الالام الشارع وناطقا رسميا باسم الجماهير ففي اروقة كلية غردون واضابير معهد امدرمان العلمي بدأت الحركة الطلابية في التعبير عن نفسها رفضا للمستعمر ومناداة بحقوق السودانيين لينبثق عنها مؤتمر الخريجين والذي كونه رواد الحركة الطلابية الاوائل واختطت حركة طلاب السودان مسارا واضحا وادت دورها الموكل اليها من قبل شعبها ففي خلال قرن ونيف كانت حركة الطلاب هي الذي يصرخ في وجه الظلم والجبروت فشاهد سكان الخرطوم الجموع تهدر في الشوارع ابان احداث ثورة 1924م لتفصل الادارة الاستعمارية عددا من الطلاب وتحرم اخرين من السفر لمصر لاكمال دراستهم ولم يستكين الطلاب لذلك وتزداد الاحتجاجات التي وصلت زروتها باضراب طلبة كلية غردون عام 1931م ومع انشاء المدارس الثانوية العريقة (حنتوب - خور طقت - وادي سيدنا) ازدادت الحركة الطلابية عنفا خصوصا بعد بروز التنظيمات الطلابية السياسية مطلع الاربعينات وتكوين الاجسام النقابية (الاتحادات). وبعدالاستقلال بدأ عهد جديد كان للطلاب فيه الكلمة العليا بدأ بثورة اكتوبر والتي اطاحت بكتاتورية عبود وحينها قال المراقبون ان حركة الجماهير في كل العالم يقودها العمال اما في السودان فيقودها الطلاب حيث كانت اكتوبر واحدة من اشراقات الشعب السوداني بدا الحراك من داخل جامعة الخرطوم واتحادها ذو التمثيل النسبي ووصلت الذروة باغتيال الطالب احمد القرشي طه ليكون تشيعه اكبر مسيرة رافضة عرفها السودان في ذلك الوقت فكانت نهاية الدكتاتورية الاولى . وثاني الاشراقات كانت ثورة مارس - ابريل والتي اطاحت بشمولية نميري المايوية حيث وصلت الحركة الطلابية لقمة نضجها بداية الثمانينات ونهاية السبعينات حيث برزت عدة اتجاهات فكرية طلابية جديدة وحسنت القديمة من طرائق انشطتها وشهدت هذه الفترة ظهور اركان النقاش في الجامعات والمساجلات الفكرية في الثانويات وكان الخروج للشارع اكثر وعيا فكانت ابريل . وفي التسعينات وبداية الالفية الثالثة عانت الحركة الطلابية اشد انواع المعاناة بسبب صعود الاسلاميين للسلطة بانقلاب عسكري حيث عملوا على اذلال الطلاب بداية بالغاء السكن والاعاشة ومن ثم الهجمةالامنية الشرسة على الطلاب التي وصلت حد الاغتيالات والتصفيات الجسدية فسقط العشرات من الطلاب شهداء داخل سوح الجامعات وذاق المئات بل الالاف مرارة الاعتقال والتعزيب والتشريد والمطاردة ورغم ذلك تواصلت نضالات الطلاب فاقتلعوا منابرهم النقابية من ايدي اذيال السلطة فكانت اتحادات القوى الوطنية في جامعات (الخرطوم - الجزيرة -سنار - كردفان - شندي - كسلا - البحر الاحمر - جوبا ...... الخ) ولكن النظام لم يكن مثل سابقيه لجهة ان معظم كوادره هم خريجي الحركة الطلابية اضافة لان الاتجاه الاسلامي هو من الفاعلين سابقا في الحركة الطلابي واصبح في صف النظام وبالتالي تحولت المواجهات من الشارع مع الاجهزه الامنية للنظام لداخل الجامعات مع طلاب النظام مما كان له اثرع في فتور حركة الطلاب الجماهيرية اضافة لذلك فإن النظام قام بأدلجة التتعليم وجعله موجه لكي يخدم مصالحه الايدلوجية . ورغم ذلك لم يفتر العزم بطلاب السودان فمازالوا رهان شعبهم للخلاص من هذا النظام الجائر . [email protected]