بسم الله الرحمن الرحيم يدور لغط كثير بين أبناء الجالية السودانية في مصر وحتى بين المصريين أنفسهم حول الوضع القانوني للسودانيين في السجون المصرية، رسالة وصلتني من أحد السجناء السودانيين في السجون المصرية عن طريق زوجته قال فيها : أن جميع الموقوفين جنائياً من السودانيين قد تعامل معهم القضاء المصري على خلفية موقف الرئيس مبارك تجاه الحكومة السودانية إبان أحداث أديس أبابا. وأغلبهم لم يكونوا متهمين ولم يستمع إليهم القضاء المصري في مرافعاتهم، مع العلم أن 70% من السودانيين هم من مواليد القاهرة ولم يرتكبوا أية جرائم خلال فترة تواجدهم في مصر والتي تقاس بالسنين . كما أن أغلبهم رغم طول فترة إقامتهم في مصر إلا أنهم يتحركون في القاهرة بإقامه مثل دول الخليج تُجَدَّد كل عام برسوم، ويوجد الآن الكثيرون منهم في غالبية سجون مصر على ذمة إقامات. وهؤلاء لا توجد معهم وسائل اتصال بأهليهم ليتمكنوا من توفير قيمة تذكرة العودة، كما أن السلطات المصرية تستخدمهم لأنهم مصدر دخل في قطاع السجون ولأن منظمات حقوق الإنسان هي التي تقوم بتوفير الغذاء لهم وإعطاء الداخلية مبالغ مالية على حسب أعدادهم . أما في عهد السيسي فلم يتغير الأمر ولم يفرج عن السودانيين ولم يصدر بحقهم عفو باعتبارهم يشكلون أهم مصدر دخل . وكانت الصحف المصرية بعد العفو عن 100 مصري قد أجرت لقاءات معهم فجاء حديثهم بمنتهى الإهانة للقضاء السوداني وسوء المعاملة في سجون السودان وقولهم أيضاً أن الحكومة السودانية قامت بإعطاءهم أسوأ الأطعمة والمشروبات ووضعتهم في غرف داخل السجن بلا غطاء ولا شيء ينامون عليه . وقد تحدث الإعلام المصري في التلفزيون بأنه يجب على الحكومة المصرية اتخاذ موقف من معاملات السجناء المصريين داخل السودان. هذه الرسالة تحتاج أكثر من توضيح من قبل الحكومة المصرية ومن قبل سفارتنا في القاهرة أيضاً. ***** رسالة أخرى من داخل السودان وصلتني من شخصية رفيعة المستوى قال فيها: سلام من الله عليك الأستاذه سهير عبد الرحيم لك التحية والتقدير ورفع القبعات لما ظللتي تثيرينه من مواضيع تهم الناس في هذا البلد الطيب الذي لا يستحق ما يحدث ويحصل له من استنقاص واستهتار بمقدراته وناسه الكرام. تابعت ما خطه يراعك أو قلمك البتار في موضوع العلاقه مع مصر والنديَّه المفقودة بيننا، وللأسف الشديد يا أستاذة أقول لك شكرا على (هبش) المسكوت عنه في هذه العلاقة، وبما أنني درست الجامعه بمصر اسمحي لي أن أقول لك: نحن السبب فيما يحدث لنا من هؤلاء الناس. إذ دائماً ما نحسسهم بالدونية وبأننا أقل منهم في كل شيء، لذلك يعاملوننا هذه المعاملة وأعتقد أن الأسباب هي نوعية بعض السودانين الذين يسافرون إلى مصر جهلة بسطاء. و من يقيمون هناك بعضهم من بقايا فترة الاستعمار ، وحكومات السودان من الاستقلال تتميز بعقدة الدونية تجاه مصر، والأحزاب وبداية تكوينها ضمت تيارات تنادي بأننا جزء من مصر، وكثير من المثقفين تأثروا بما يحدث في مصر ثقافياً ومحاولة تقليده. الاستعمار وكراهية السودانين له ورؤيتهم للخلاص على يد مصر، والطلاب الذين درسوا هناك، كثير منهم يرى أن عليهم ديون وأفضال تجعلهم في محطة التنازل دائماً. أختم وأقول لك: شكراً شكراً أستاذة لإثارتك هذه المواضيع التي تدخل في باب المحظورات، فلابد ولابد من إصلاح الاعوجاج في العلاقة مع مصر؛ هم من يحتاجونا ولسنا نحن، ولابد أنهم يظنون أن لا علاج لمشاكلهم المعقدة إلا في هذا السودان، وعلى الحكومة السودانية القيام بدور واضح وصريح وبندية ليفهم المصريون أن السودان دولة محترمة تستحق الاحترام. نحتاج لتربية وطنية من الأول وجديد، لأن هناك أشياء يجب أن تكون بالفطرة؛ لا تُدَرَّس ولا تُقَال بالفم: أننا سودانيون ونعتز ونفتخر، رأسنا مرفوعة ونظرنا إلى السماء والجبال لا إلى الأرض. انتهت الرسالتان ولكن يظل ملف العلاقات السودانية المصرية يحتاج إلى وقفات ووقفات. *نقلا عن السوداني