هاتفني الابن محمد مبارك حاج أحمد بصوت حزين باك وقال إسحاق سمعت الخبر؟ انزعجت وقلت: خبر شنو؟ قال : فورد حاج أحمد حسين باعوه. لم اصدق ما سمعت وسألنه باعوه ليه فأجاب حاج أحمد قال خلاص فتر وما قادر اشتغل. حزنت وكففت دمعة سالت من عيني . بقدر ما أحزنني بيع الفورد سعدت أيما سعادة وحق لحاج أحمد حسين أن يرتاح وقد كافح وناضل وعمل لما يزيد عن ستين سنة متواصلة فربى أولاده بالحلال. اشترى حاج أحمد اللوري الفورد من الوكالة (تخشيبة بور تسودان) بمبلغ 3000 جنيه في عام 1968م ( وقتها كان الجنيه السوداني بكامل صحته وعافيته يعادل ثلاثة دولارات)، علما بأن هذا اللوري كان شراكة بين المرحوم عبد العزيز الشنبلي، وكان تاجرا كبيرا بمدينتى الفاشر ونيالا، وأهله من قريتى عبد العزيز وشبرا بالجزيرة، وتربطه صلة رحم بالفكي السماني وأولاد الشيخ أحمد عبد العزيز . جاب حاج أحمد أمد الله في عمره السودان شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا وقطع عقبة "العقبة" على طريق بور تسودان باقتدار مئات المرات، ويشهد المرحوم الخير ألأمين وهو معلم وصديق حاج أحمد على براعته. أسأل جبل مره عن مهارة و"حرفنة" حاج أحمد الذي يعد من السواقين القلائل الذين وصلوا إلى قمته. بحمد الله وفضله لم يسجل لحاج أحمد حسين حادثا وأحدا طوال هذه السنين ولم يدفع رشوة لمسئول قط، ، ولم يأخذ فلسا من أهل فداسي. الليلة الفورد المبروك قالوا خلاص باعوهو حزنوا أهل الفريق والدمع غزير زرفوهو يا حسرة على اللوري ال للحارة والباردة سعوهو كم شال ناس صفاح لا تعريفة ولا قرش دفعوهو وكم ركبوه ناس سيرة وعريسنا لبيته زفوهو وكم نقل جثمان لأهله بعيد هناك ودّوهو وكم وكم مشوار لأبوطليح والريحانة وود رعية والكديوة وعد الشيخ أهلنا وأحبابنا وأصحابنا مشوهو وكم وكم نقل طلاب وركاب كضاب القال قرش واحد دفعوهو وكم وكم مدرسة وخلوه وجامع الرملة والاسمنت والطوب والترب بالفورد المبروك نقلوهو وكم وكم جاب فيافي وصحارى ومدن بنفس طويل حاشا ما غلبوهو يسلم أبو حسن الرطوبة والروماتيزم ما أقعدوه ناضل وكافح وجاهد والرزق الحلال أولاده طعموه دا كتاب "حاج احمد حسين" تعالوا يا شباب اقروهو وخلوه ليكم قدوة ومثال وشدوا حيلكم قلدوهو * أبوطليح ،الريحانة ، ودرعية ،الكديوة وعد الشيخ: أسماء قرى [email protected]