كان كلما مر ببيته المطل على الطريق المؤدي إلى المسجد ألقى عليه التحية فيبادله صاحب الدار بأحسن منها ويضيف قائلاً : " اتفضل يا ولدي أشرب معاي كباية شاي" وكان صاحبنا دائماً على عجلة من أمره فيعتذر له ويوعده بتلبية دعوته في المرة القادمة. تكررت الدعوة (...)
أكملت الحياة دورتها ... وتقاعد الجميع عن العمل بعد أن بلغوا سن الستين.. جميعهم أبناء مهنة واحدة ... أمضوا عمرهم المديد بين البساتين والحقول .... فما وهنوا يوماً وما استكانوا وماعجزوا عن زراعة أراضيهم الخصبة التي هي الحياة في نظرهم .... وهاهم بعد (...)
عقارب الساعة تشير إلى الثانية والنصف صباحاً ... الهدوء خيم على المكان ... شق صمت الليل صرخة أم تنبيء عن ألم لا يقاوم ... نباح الكلاب صار مزعجاً .. والرضية فاجأها ألم المخاض ... وقع أقدام بالخارج تهرول مسرعةً .. صرير الأبواب المغلقة يتخلل جدار الصمت (...)
لم تكن أمه (آمنة) تفعل مع وليدها، كما تفعل قريناتها من نساء الحي. بل كانت تحتج على أختها عندما تهدهده للنوم قائلة:
" النوم تعال لي البلال .... النوم تعال لي سيد الرجال.
النوم تعال لي الخزين .... النوم تعال لي البسًٌر العين.
النوم تعال لي الرزين .... (...)
هاتفني الابن محمد مبارك حاج أحمد بصوت حزين باك وقال إسحاق سمعت الخبر؟
انزعجت وقلت: خبر شنو؟ قال : فورد حاج أحمد حسين باعوه. لم اصدق ما سمعت وسألنه باعوه ليه فأجاب حاج أحمد قال خلاص فتر وما قادر اشتغل. حزنت وكففت دمعة سالت من عيني . بقدر ما أحزنني (...)
حدثني أبي أنه رأى فيما يرى النائم انه استيقظ ذات ليلة ليشرب من الزير واذا بالشريف بركات يناوله غلاما.
لم يكن ذاك الغلام سوى أنا فأسماني (بركات) تيمنا به.. وتصديقا لتلك الرؤية!
وحملتني أمي ذات صباح من خمسينات القرن الماضي الى السيدة زينب ( النشابة) (...)
كانت أم الصديق رغم تقدم عمرها تعتني بزوجها أبو الصديق وتسهر على راحتة وتبذل كل ما في وسعها لتوفير الراحة له، وكانت غيرتها على أبي الصديق وخوفها منه على الزواج عليها يمثل لها هاجساً وقلقاً دائمين بالرغم من بلوغه سن الشيخوخة، و كانت دائماً تردد " (...)
قصة قصيرة
إخلاص النية
إسحاق بله الأمين
كان حاج أحمد حسين وما زال يعمل سائقاً لما يقارب الخمسين عاماً. جاب بشاحنته «الفورد» السودان طولاً وعرضاً، شمالاً وجنوبا، شرقا وغربا، واستقر به المقام أخيراً سائقاً محلياً داخل قريته الوادعة الرابضة على ضفاف (...)
يلقاك دائما مبتسما يداعبك ويقول:
- "ما فيها ميتة"
تدخل يدك في جيبك و تناوله قرشا، فيطير فرحاً؛ كأنما حاز الدنيا بحذافيرها، ويصيح بأعلى صوته :
- "أنا شين، أنا كعب، أنا كاكا"، وينطلق كالريح مسرورا.
كان يعملُ حَجَّاراً(يدق الحجر و يقوم بصيانته) في (...)
على ضفاف النيل ترقد تلك القرية الساحرة، التي ترحب بكل آت إليها وتغري بالإقامة أي قادم يقصدها، وتفتح ذراعيها مرحبة بكل زائر يأتيها. من النساء اللائي جئنها وطاب لهن المقام فيها "حبوبة" العازة القادمة من إقليم بعيد. كانت "حبوبة" العازة في كامل شبابها (...)
قصة قصيرة
حاجة فاطمة امرأة شديدة المراس، حادة الطبع، يخافها الأطفال ويهابها الكبار. جاءها زائراً يوماً أحد أقاربها المغتربين، سلم عليها فقابلته بفتور. عرف قريبها سبب مقابلتها الفاترة: انه طوال فترة اغترابه لم يقدم إليها هدية. أخذ القريب جلسته (...)