طالعتنا الصحف المحلية فى الساعات القليلة الماضية على تصريحات البروفيسور ابراهيم احمد عمر رئيس البرلمان عند عودته الى البلاد من الولاياتالمتحدةالامريكية ممثلا للبرلمان السودانى فى المؤتمر الدولى الرابع لرؤساء البرلمانات الذى انعقد بنيويورك . بدأ حديثه للصحفيين وفى نفسه حسرة مرددا عبارات حزينة مفادها ان الزيارة لم تحقق اى نتائج ايجابية خاصة فيما يتعلق فى مسار العلاقات المأزومة بين الخرطوم وواشنطون ، معترفا بفشلهم فى اقناع الامريكان بضرورة رفع الحصار عن السودان ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب وعلامات الاحباط ترسم على وجه الرجل ان التطبيع مع امريكا اصعب مما يتصوره البعض انه ( طق حنك ) . *فيا عزيزى البروف متى تتعلمون انت وحكومتك ان مثل هذه الدول المتحضرة لا تقنعها الأقوال وتطريق اللسان والكلام المعسول . وانما اكثر ما يهم تلك الدول التى ترتكز فى سياساتها على مؤسسات ومراكز دراسات تجوب العالم بحثا عن الحقيفة والمعلومات التى على ارض الواقع والتى ينبغى على البروف وبرلمانه وحكومته التحسين من صورتها القبيحة مع خلق الله بالداخل تلك الصورة الانقاذية الشمولية القمعية الفاشية التى علقت بالذاكرة الامريكية . * رغم شعار المؤتمر ( جعل الديمقراطية فى خدمة السلام والتنمية - الديمقراطية وفقا لما تريده الشعوب ) الذى يسبب حرجا للوهلة الاولى لأى مسؤول حكومى يقع ببصره عليه . الا ان البروف اتوكل على الله واستطاع ان يبلع الشعار رغم مرارته وحنظله التى تذوقها بافعال حكومته المجافية لما جاء عباراته وحزم شنطه وطار لأمريكا لحضور المؤتمر . *اللافت ان فى ذات الوقت الذى يباشر فيه المؤتمر اعماله تستمر الحكومة فى انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان فتكتظ سجونها بالمعتقلين وتصادر الحريات بتماديها فى تكميم افواه خصومها السياسيين والرقابة التى تفرضها على الصحف ووسائل الاعلام الاخرى ، فضلا عن استمرارها فى الحروب التى تدور رحاها والتى طال امدها واستنزفت البلاد خيراتها واراقت دماء الشباب السودانى من كل الاطراف . * ويقول البروف وهو يروى بحديثه فصلا جديدا من فصول الفشل الدبلوماسى للحكومة السودانية انهم لم يتلقو اى وعودا واضحة من الجانب الامريكى برفع الحصار .قبل ان يضيف انها كانت محاولة لرمى السهام فى الاتجاه الصحيح ولو تكاثرت السهام قد يحدث اختراق . ويبدو ان سهامه الكلامية العقيمة قد طاشت ولم تصيب هدفها فى التطبيع . ويكون بذلك لم يتبقى له الا السهام العملية التى تخترق الجدار الامريكى الصلب بكل سهولة ويسر . فالولاياتالمتحدةالامريكية يا سيدى دولة مؤسسات تجيد نظرية البيان بالعمل ولا يدغدغ مشاعرها اى ( حنك ) . * خلاصة القول انه على الحكومة اذا ما ارادت تطبيعا جادا مثمرا بعيدا عن المناورات ، مع اعظم اقتصاد دولة فى العالم عليها بالاصلاح السياسى الداخلى بين المكونات السياسية والاجتماعية للشعب السودانى اولا . فاذا كانت هناك ثمة فائدة فيها يجب عليها ان نتصالح مع مواطنيها وشعبها وهذه تتطلب قرارات شجاعة وجريئة بكل شفافية ونكران ذات حتى تنطلق السهام فى اتجاهها الصحيح وتصيب اهدافها التطبيعية وذلك بالشروع فورا فى القاء القوانيين التى تتعارض مع حقوق الانسان والتى تنتهك الدستور خاصة فى جانب الحريات الذى تحدث عنه باستفاضة قانون 2005م . كما عليها ان تقوم برفع الرقابة القبلية والبعدية عن الصحافة والسماح بحرية التعبير . اضف اليها المساواة فى المشاركة فى وسائل الاعلام العامة لجميع المكونات السياسية والاجتماعية للشعب السودانى . عطفا عن نحقيق دقيق وواضح لما تم من انتهاكات فظيعة مورست لقمع احتجاجات سبتمبر السلمية من جهات مجهولة وعربان (بدون لوحات) الذى اقرت به اللجنة الامنية ببرلمانك الموقر (برلمان الهنا ) فعلى الحكومة معرفة ومحاسبة تلك الجهات لارتكابها جرائم وفظائع فى حق الشعب والوطن لايسقط بالتقادم وسيكتبه لهم التاريخ فى صحائفه السودا اذا ما قوبلت بالتجاهل. فبذلك يمكن لأمريكا ان تنظر جديا لرفع الحصار واسم السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب وهكذا يكون التطبيع يا سعادة البروف .