آلينا على أنفسنا منذ أن أمتهنا مهنة الكتابة ونظم الحروف أن نكون أمناء صادقين مع من يقرأوننا فى كل المجالات التى نكتب فيها، فبغير الصدق لن يحدث تطور ولن يتحقق تغيير. صحيح كرة القدم لا تعرف النظريات الثابتة ولولا ذلك لما أخفق لاعب الهلال البرازيلى (اندرزينهو) فى تسجيل الهدف الثانى للهلال من ركلة جزاء، ذلك الهدف الذى كان سوف يغير الكثير من مسار تلك المباراة (الغريبة)، خاصة بعد أن قدم (اندرزينهو) أفضل مبارياته منذ أن تم تسجيله فى الهلال. ولو ولجت تلك الكرة مرمى الفريق الجزائرى لتغير مستقبل أندرزينهو مع (الهلال) مع تحفظى الدائم ووجهة نظرى الثابتة فى عدم جدوى التعاقد مع لاعب أجنبى (برازيلى) على حساب مهاجم موهوب صغير سن من قارتنا الأفريقية. على كل لا أود أن احبط أحدا أو أدعى معرفة الغيب لكن علينا أن نكن أمناء وأن نقرأ الواقع بصورة (موضوعية) ومنطقية .. والا نعشم الجماهير المغلوب على أمرها، بإمكانية صعود الهلال للمباراة النهائيه بالتغلب على نادى الإتحاد فى (الجزائر)، والهلال يحتاج الى هدفين نظفين أو بنتيجة مشابهة للتى خسر بها لقاء أم درمان، ثم يصبح الفصل عن طريق الركلات من منطقة الجزاء، والهلال كما هو واضح ليس لديه الآن لاعب واحد يمكن الثقة فيه لكى يسجل هدفا من ركلة جزاء، فقد أخفق من قبل (نزار) وأخفق من بعده البرازيلى (أندرزينهو) وفى عام 2012 خرج الهلال من الدور قبل الأخير فى مالى بركلات (الترجيح) ومن قبل ذلك أمام (الصفقاسى) التونسى، وطريقة لعب ركلات الجزاء أو الترجيح لها علاقة بما يفتقده اللاعب السودانى الآن وهو (الثبات الإنفعالى)، لذلك كان الكابتن (على قاقارين) فى السابق هو من يتصدى لركلات الجزاء، ولا أظنه أخفق فى مرة من المرات، رغم وجود لاعبين أكثر (حرفنة) منه مثل جكسا والدحيش ود. كسلا ،لأنه يلعب بأعصاب هادئة ونادرا ما ينفعل أو يستجيب لإستفزاز. من الناحية (النظرية) ففرصة تأهل الهلال، ليست منعدمة تماما لكنها تدخل فى باب حدوث (معجزة) فى زمن قلت فيه المعجزات أو أنعدمت تماما. ومن الجانب الآخر .. فرح المريخاب وهللوا بنهاية مباراتهم أمام (مازيبمى) الخبير بمثل هذه النهائيات، بفوز (مخيف) عليه فى السودان أشبه (بالخسارة)، كنت نتيجته هدفين مقابل هدف. وظنوا بتلك النتيجة أنهم متأهلون للمباراة النهائيه – لا محالة - لأول مرة فى تاريخهم ومنذ أكثر من 40 سنة حيث كانت بداية مشاركتهم فى هذه البطولة الغالية. والمريخ رغم أنه (نظريا) أفضل حالا من (الهلال) من ناحية النتيجة لا الأداء ، لكنه ايضا ينتظر تحقق (معجزة) لكى يتفوق على (مازيمبى) على أرضه أوأن يتعادل معه أو يخرج على الأقل بنتيجة لا تبطل نتيجته فى أم درمان وتجعل من هدف (مازيبمى) يساوى هدفين. ومازيبمى يعلم جيدا قيمة الوصول للمباراة النهائية والفوز بالكأس، فذلك يعنى مبالغ دولارية ضخمه بمجرد فوزه بالكأس الأفريقية، وتتضاعف تلك المبالغ حينما يوضع اسمه ممثلا لأفريقيا، ثم حينما يتقدم فى بطولة (القارات) خطوة خطوة نحو الأمام ، كما حدث وحصل على المركز الثانى لأندية العالم. يجب أن نكن واقعيين، من يحلم بالبطولة لا يخسر على أرضه بهدفين مهما كانت الأسباب كما خسر الهلال، ومن يحلم بالبطولة لا يمكن أن يلج مرماه هدف، يجعل هدفيه وكأنها لم تسجل، خاصة إذا حاءت النتيجة لصالح الفريق الذى سجل هدفا خارج ارضه. من قبل قلت أن (المريخ) حدد معام (البطل) وهو إتحاد الجزائر، لأسباب عديدة، لأن (المريخ) وبحسب القرعة التى أوقعته مع ثلاثة أندية جزائرية، مكن فريق (الإتحاد) من التعرف على كرة القدم السودانية، ايجابياتها وسلبياتها و(المريخ) ليس فريقا عاديا، بل هو ثانى ناد سودانى، من حيث مشاركاته الأفريقية ومن حيث حصوله على بطولة الدورى العام السودانى، خاصة والمريخ بقى بينهم فى (الجزائر) فى الجولة الأولى لدورى المجموعات لفترة إقتربت من الشهر تقريبا. الأمر الثانى فإن فريق (الإتحاد) الجزائرى ظل يلعب جميع مبارياته بمستوى ثابت مهما فقد من لاعبين، فأمام الهلال فقد أفضل لاعب فى البطولة بسبب (المنشطات) وأمام (المريخ) تعمد فى المباراة الثانية الا يشارك بفريقه الأول بل لعب بسبعة من البدلاء، حتى لا يفقد لاعبا مهما كما فقد المريخ (ضفر). الأمر الثالث والأهم هو أن (إعلام) المريخ السالب كما ذكرت كذلك من قبل، لم يتوقع أن يلتقى فريقهم (بمازيبمى) فى مرحلة قبل المباراة الأخيره وحينما أوقعت القرعة (مازيبمى) فى مجموعة (الهلال) صوروه وكأنه الفريق الذى لا يهزم، بل بإمكانه أن يهزم الأندية السودانية وبالطبع المريخ من بينها بأى عدد من الأهداف، عطفا على نتيجته - (بفعل فاعل) - قبل عدة سنوات على الهلال، ومما زاد من عدد الأهداف التى ولجت مرمى (الهلال) فى تلك المباراة، ثقافة اللاعب السودانى الذى يفقد الأمل فى نتيجة المباراة الثانية بمجرد أن يلج مرماه هدف واحد. يذكر الجميع كيف وقف (المعز محجوب) إحتياطى حارس مرمى المريخ (الحالى) يتفرج والهدف الخامس يدخل مرماه، من خلال كرة مبعدة عشوائيا من أحد لاعبى وسط (مازيمبى) .. وقف (المعز) يتفرج عليها ولم يفعل شئيا غير اخراجها من الشباك وارسالها غاضبا لدائرة (السنتر)! ولولا ذلك الهدف (الخامس) لبذل الهلال جهدا مضاعفا حينما تقدم على (مازيبمى) بهدفين نظيفين على ارضه وربما تمكن من تسجيل الهدف الثالث وحقق (المعجزة) التى تحدثنا عنها أعلاه. الشاهد فى الأمر من خلال إعلام المريخ (السالب) دخل لاعبوا المريخ منهزمين نفسيا من (مازيبمى) حتى لو كان ضعيفا وأقل مستوى من السابق، وكان جمهورهم كذلك يحمل نفس الشعور، كلما يهمهم ويعتبروه انتصارا الا ينهزموا بالخمسه كما أنهزم (الهلال) لذلك حينما أنتهت المباراة بنتيجة 2/1 لصالح المريخ على أرضه وهى نتيجة سيئة لا تقل كثيرا عن هزيمة الهلال على أرضه بنفس النتيجة، بالغوا فى الفرحة وهذه اول مرة يفرح فيها جمهور وإعلام سودانى بمثل تلك النتيجة، وقد تعودنا حتى لو تقدم فريق سودانى بقارف هدفين، على منافسه، فإنه يخسر التأهل أو التقدم لمرحله نحو الأمام بأهداف اكثر من التى سجلت فى المباراة الأولى أو عن طريق ركلات الترجيح من منطقة الجزاء، لأن اللاعب السودانى كما ظللت أذكر دائما أنه يفتقد لعنصر مهم فى لعبة كرة القدم يسمى (بالثبات الإنفعالى)، ولذلك وجود إخصائى نفسانى ضمن (تيم) إعداد أى فريق سودانى أهم كثيرا من وجود مدرب. على كل حال لابد هنا من تأكيد بعض الحقائق، فالذى يقلل من الشعور بمرارة خسارة (الهلال) هو أنه قدم أحدى افضل المباريات التى لعبت فى السودان خلال السنوات الأخيره، على الرغم من أن المدرب اخطأ فى عدم إتاحة الفرصة لمدافع مثل (مالك) لم يحدث أن شارك مع الهلال الا وقدم مردودا جيدا، كذلك لم يمنح الفرصة (لكانوتيه) الذى تالق أخيرا والهلال يعانى منذ فترة من منطقة متوسط الدفاع .. لا أدرى ما هى قيمة التعاقد مع لاعب أجنبى اذا كان يوضع فى دكة البدلاء فى مثل هذه المباراة المصيرية؟ إضافة الى ذلك فمعروف عن اللاعب السودانى الضعف فى التعامل مع الكرات العكسية المرسله من مخالفات بالقرب من خط ال 18 أو ابعد عن ذلك بقليل .. وكثيرا ما هزمت أنديتنا ومنتخباتنا من خلال مثل تلك العكسيات، وكان المفروض على مدرب الهلال أن يوجه (الشغيل) بسبب طول قامته أن يلعب الى جانب (مساوى) عندما تتاح فرصة كرة عكسية فى منطقة خطرة للفريق المنافس ، وأن يتقدم (أتير توماس) فى مكانه حتى يزول الخطر، فيعود كل لاعب منهما الى موقعه الأصلى. على كل حال يشكر (الكاف) على تأكيده بعد لقاء المريخ بمازيبى وقبيل لقاء الهلال بالأتحاد الجزائرى، بأن (الهلال) هو زعيم وسيد أندية السودان بلا منازع ووصفه (بالعملاق) وبأنه أنجح فريق سودانى فى البطولة الأولى افريقيا. بالطبع لم ينس انجاز المريخ فى البطولة (الوصيفة) لكنه وصفها (بالمنقرضة) أو (الملغية) وهذا ما غالطنا فيه البعض كثيرا. بخصوص (بكرى المدينة) صحيح، حقق أنجازات مع (المريخ) لا يمكن تجاهلها، لكنى لا أحمل إدارة (الهلال) مسئولية (التفريط) فيه كما يقول البعض وعدم الدخول فى مزائدة مع رئيس نادى (المريخ) النافذ فى النظام الحاكم، لكسب توقيعه طالما استلم مبلغا ووقع مبديا رغبته للعب فى الهلال حتى لو كان ذلك خارج اسوار الأتحاد العام، فلبعة كرة القدم أخلاق فى المقام الأول ولعبة فرسان. ولو زاد الهلال المبلغ المتفق عليه معه، لزاده (المريخ) والناس لا تعلم كثير من (الخفايا) .. وزيادة قيمة تسجيل (بكرى المدينة) بصورة مبالغ فيها بدون شك كانت سوف تؤثر سلبا فى باقى لاعبى الهلال، خاصة القدامى منهم والذين بذلوا الكثير من أجل الهلال لعدد من السنوات. قد لا يعلم البعض أن سبب إنتقال (علاء الدين يوسف) من قبل للهلال وهو فى الأصل لاعب المريخ، ذلك المبلغ الخرافى الذى دفع وقتها لتسجيل (طمبل)، وقتها كان (علاء) يعتبر أفضل لاعب فى المريخ، فكيف يقبل أن يمنح لاعب غيره جاء من الهلال مبلغ (مليار) جنيه، بينما تم الإتفاق معه على إعادة تسجيله ب 300 مليون فقط؟ مهما يكن من أمر وحسب تاريخ إنتقال اللاعبين من الهلال، للمريخ، لم يحدث قط أن نجح لاعب إنتقل من الهلال للمريخ سوى (ابو العائلة)، وفى زمن مختلف، لذلك فأن (بكرى) لن يقدم للمريخ فى العام القادم افضل مما قدم، وتلك شهادة (هيثم طمبل) التى قال فيها (مجتمع) الهلال (مختلف)! تأكد إختلاف مجتمع (الهلال) الراقى، ليس مما جرى فى (المنصة) بعد خسارة الهلال من الإتحاد وهناك تتواجد الأطماع الشخصية والإنحياز لهذا أو ذاك ايضا من أجل مصالح شخصية لا من أجل (الهلال). تأكد إختلاف مجتمع الهلال من خلال جمهور واع وذكى يستحق لقب (الصفوة) لأنه صفق للاعبين وقدر مجهودهم الذى بذلوه رغم الهزيمة المرة، ولا يعاب ذلك الجمهور الا فى إطلاق (الشماريخ) الت سوف يعاقب عليها (الهلال) بدون أى داع. أدرك ذلك الجمهور (الواعى) أن التوفيق والحظ جزء من (لعبة) كرة القدم، مثل خطأ (حكم) أو خطأ لاعب، يتسبب فى خسارة فريقه، لكن اللاعبين لم يقصروا، فعبث الحظ وخسروا اللقاء. أخيرا .. يبقى الجمال صنو الهلال .. وتبقى المتعة هلالابية تتوشح اللون الأزرق. تاج السر حسين – [email protected]