بوركينا فاسوا هو الاسم الذي اختاره الثوار عبر انقلاب عسكري قاده ضابط الجيش هناك ليأخذ مكان الاسم السابق للبلاد (فولتا العليا) ومعناه ذوى الجباه العالية كناية عن العزة والكرامة .. لكن ذلك الانقلاب الذي قاده توماس سنكارا في ثمانينات القرن الماضي لم يدم طويلاً لأن سنكارا قتل علي يد احد زملائه وهو الذي خلفه في الحكم بيير كومباري الذي تحول تدريجياً الي الحكم المدني وجلس علي قمته سنوات طويلة حتى اطاحه انقلاب عسكري في 30-31 اكتوبر2014 وفر من البلاد ليستقر في ساحل العاج المجاورة وهكذا تدرج الانقلاب الي حكم انتقالي بالتراضي يقوده الرئيس ميشيل كافاندو دفيه رئيس وزراء وبرلمان انتقالياً .. وليلة الاربعاء الماضي حاصر جنود من الحرس الرئاسي السابق مقر مجلس الوزراء وهو منعقد في جلسة عادية واعتقلوا رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ، وتحدث واحد باسم جنود الحرس الرئاسي السابق عن نيتهم في اقامة حكم ديمقراطي توافقي.. مما يعتبر ذراً للرماد في العيون ليس الا، فالحرس الرئاسي السابق يدين قطعاً بالولاء لرئيس البلاد المعزول منذ حوالي العام بيير كومباري والمقصود بالديمقراطية التوافقية ادخاله في اللعبة من جديد .. وقد ادانت الاممالمتحدة الانقلاب كما فعل ذلك الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد ومنظمة دول غرب افريقيا المعروفة اختصاراً بالايكواس .. وبوركينا فاسوا عضو في المنظمة الاخيرة باعتبارها من ضمن دول اقليم غرب افريقيا .. وقد سألني تلفاز فرنسا 24 العربي عن رؤيتي للموقف في تلكم البلاد فلم ازد عن ان ماوقع لا تصنيف له سوى انه انقلاب عسكري ، وبموجب قرار الاتحاد الافريقي في يولو 1997 ، فان اي انقلاب عسكري لايتم الاعتراف به ويطلب منه اعادة المؤسسات الشرعية كما كانت ، وبالتالي فلا امل للانقلابيين لممارسة ما اطلقوا عليه الحكم الديمقراطي التوافقي لكسب الوقت واعادة عجلة التاريخ للوراء ..فبالتأكيد ان الرئيس السابق لبوركينافاسو وراء ماوقع ، ان لم يكن قد خطط له وموله املاً في العودة للحكم بحيلة جديدة.. خاصة وان اهل تلكم البلاد لازالوا يرون في توماس سنكارا "أسطورة" ولازال قبره اكبر " مزاره" في البلاد .. وتلك وحدها تجعل فرص كومباري صفراً كبيراً!! [email protected]