أنا سودانية بالميلاد أبا عن جد و أحمل شهادة الجنسية السودانية و عملت في مؤسسات حكومية سودانية و بالتالي لي كل تلك الحقوق التي ذكرها الدستور في البند المتعلق بحقوق المواطنة و طالما أن الدستور لم يذكر أية استثناءات فأنا و غيري من السودانيين نتمتع على حد سواء بكافة ما نص عليه الدستور لا فرق بين خفير و وزير و لا أجير و سفير. من الحقوق الأساسية الملحة التي تستوجب المساواة فيها المرض حمانا الله و إياكم و منذ انقلاب 89 و إلى تاريخنا الحالي لم نسمع من حكومتنا الموقرة غير انجازات و تطورات على كافة الأصعدة و من ضمن تلك الانجازات المؤسسة الصحية. على ما علينا من مصائب، كثرت الأمراض و الحمد لله على كل حال و لكن أن يطير قادة المؤتمر الوطني لأيما وعكة تصيبهم إلى خارج البلاد للاستشفاء بينما لا يجد مرضى السودان أسِرّةً و لا حُقناً هذا إذا توفر الطبيب، أمر يدحض فرية المواطنة التي يتشدق بها الإنقاذييون كما هو دليل واضح على تردي الأحوال و الخدمات الصحية بالبلاد. المهم في الأمر من أي بند يتعالج قادة الإنقاذ الوطني؟ تسعى الجباية الحكومية بالعصا و العين الحمراء وراء بائعات الشاي و الكسرة و ماسحي الأحذية كما ضيقت على الرأسمالية الوطنية التي كانت معروفة أمثال الشيخ مصطفى الأمين و أبو العلا و تحت الضغط و التضييق عليهم أغلقوا أعمالهم لتثرى و تتخم بالغنى شخصيات مجهولة مثل السوس تنخر من خيرات الوطني و تعمِّر في الخارج و من المؤكد أن تشملهم الإعفاءات الضريبية و قبلها سهولة الحصول على الرخص و التصاريح التجارية المعفاة من الجمارك. بالأمس توفي القيادي بالمؤتمر الوطني الوزير برئاسة الجمهورية ونسي و لكنه توفي بألمانيا و حتى بعد الموت يتم دفنه في السودان .. نتساوى في أرض الدفن و نتفاوت في العلاج و مخصصاته. غاندي الذي لم يكن مسلما كان يحيك أثوابه بيديه .. كان يحلب عنزته بيديه .. مشى مع شعبه على أقدامه مئات الكيلومترات من أجل ملح البحر .. عاش و مات فقيرا و بين شعبه و لذا أحبه الناس و كان قائدا يستحق القيادية بينما قادتنا جاءوا فقراء معدمين و سرعان ما ناطحوا ببناياتهم السحب و ضجت خزائنهم الخاصة بأموالنا و كل الذيي نقوله: القيامة جمّاعة و الحساب عسير و ما أنا بعافية أحدا لي عليه مظلمة. [email protected]