لقد تأخر بالفعل هذا الحوار علي السودان لان كل ازماتنا هي نتاج عدم الاجابة علي اسئلة ظلت حائرة وعالقة في ذهنية الانسان السوداني منذ بزوغ فجر اول حكومة وطنية بعد الاستقلال من المستعرالبريطاني كالهوية ونظام الحكم والنظام الاقتصادي والسياسي والثقافي وتوجه الدولة العام. إن عدم الاجابه علي كل هذه الاسئلة هي ما قادتنا الي ما نحن اليه الان من تردي في كافة المستويات, وإنهياراً كان وشيكا في الدولة لو لا الدعم الذي يتلقاه الرئيس البشير من بعض الحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية,ليس هناك من عاقل يرفض السلام اوالحوار حول قضايا الوطن والذي من المفترض ان يفضي فى نهاية المطاف الي استقرار تام في اركان الدولة واعطاء كل ذي حق حقه حتي ننطلق الي الامام جميعاً دون إقصاء للاخر حتي يتثنى لنا بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية حديثة قوية, ولكن في ظل غياب الدور الدبلوماسي الخارجي للقوى المعارضة والذي كان له الاثر السالب في عدم عكس القضية وازمة الحكم فى السودان الأمر الذى جعل نظام البشير يستفيد من هذا الضعف ليستثمره لصالحه فى إيجاد الدعم والسند الدبلوماسى الإقليمى والدولى ليطيل بقاؤه فى السلطة. والسؤال الذي يطرح نفسه هل في ظل غياب الاتحاد الافريقي بصفة مراقب عن الحوار الوطني سيكون خصما على نجاحها ام سيكون هذا الغياب اضافة تدفع به؟ وما المغزى من وجود الجامعة العربية في شخص امينها العام السيد نبيل العربي؟.. النظام في الخرطوم ما زال غارقا في عدم اعترافه بالمتغيرات العالمية والدولية الكبيرة التي حدثت وبدورها قد احدثت تحولا كبيرا قد لا تكون في صالحه هذه المرة. كيف سيجاوب المؤتمرون علي سؤال حول مشكلة وازمات المناطق الثلاثة (جبال النوبة,النيل الازرق,دار فور) ذات الخصوصية, وفي اعتقادي يجب ان يسبق السلام هذا الحوار حتي يضمن له النجاح بوجود كافة مكونات الشعب السوداني بمختلف انتماءاتهم السياسية, من الملاحظ ان نظام المؤتمر الوطني اراد ان يقفز فوق الاشياء ويسبق الجميع ليحجز لنفسه مكان في تاريخ السودان الحديث ولكن هيهات ليس هكذا تورد الابل يا هؤلاء لانه نظام فاقد للشرعية وجاء الي السلطة بالليل وعبر فوهة البندقية, الذي يدعو لمثل هذا الحوار يكون علي اقل تقدير قد حاز علي اغلبية من اصوات الشعب اي عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة وان يشهد عليها العالم وبعدها فلكل حادث حديث, والمشاركة فيها لاي ذريعة من الذرائع تعتبر جريمة اضافية ضد الوطن وهذا لايغتفر لانها وببساطة سوف تطيل من عمر النظام المتهالك (القاعد يطول عمرو بالاتفاقيات الهزيلة) والذي تسبب في تراجع وتخلف السودان في كافة المجالات ومناحى الحياة المختلفة ودليلي لهذا هو التصنيف العالمي للجامعات الاكثر اهلية في العالم وللمفارقة لم ندخل حتي في ال500 الاوئل اما في باقي المجالات فحدث ولا حرج. ولنا لقاء..... [email protected]