وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    بورتسودان .. مسيرة واحدة أطلقت خمس دانات أم خمس مسيّرات تم اسقاطها بعد خسائر محدودة في المطار؟    مصطفى تمبور: المرحلة الحالية تتطلب في المقام الأول مجهود عسكري كبير لدحر المليشيا وتحرير دارفور    حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الممارسات فورًا والعمل على محاسبة منسوبيها..!    تصاعد أعمدة الدخان من قاعدة عثمان دقنة الجوية عقب استهدافها بمسيرة تابعة للدعم السريع – فيديو    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معذورون
نشر في الراكوبة يوم 20 - 10 - 2015

لحظة خروجي من البيت مساء الأمس في طريقي لعملي المسائي اتصل بي صديق عزيز وقبل أن يبادرني بالتحية قال لي ضاحكاً" انت مفروض تكتب في جريدة الصدى.."
وقبل أن يكمل جملته فهمت ما يعني بحكم معرفتي به كهلالي معتق يتابع أخبار هذا النادي طوال اليوم.
كان صديقي يقرأ على بعضاً من تعليقات قراء صفحة الهلال على الفيس بوك.
استمر في قراءة تلك التعليقات وأطلعني على خمسة أو ستة منها.
وقد بدا مشفقاً عليّ كعادته من شتائم واتهامات البعض وسعيداً بالطرح المهذب والراقي لبعض من اختلفوا معي في الرأي.
قلت له (عادي) يا صديقي وعندما كتبت مقال الأمس في هذا التوقيت كنت أدرك أن البعض سيغضبوا مني، لكنني في العادة لا أعبأ بذلك كثيراً.
ليس لعدم تقدير لآراء ومشاعر القراء ، لكن لأن الحقيقة في نظري ليس لها تواقيت محددة يفترض أن نقولها فيها وفي أخرى نتدارى منها وراء عبارات المراوغة أو نصمت.
أعذر والله كل من غضب وأساء وأتهم شخصي الضعيف فالتوقيت في نظرهم صعب، وناديهم تعرض لظلم بائن.
أما بالنسبة لي ولكوني أخاف الخالق لا عباده فقد قلت ما اقتنعت به في مقال الأمس دون اعتبار لمسألة التوقيت هذه.
أستمتع كثيراً بقراءة تعليقات القراء كلما سمح لي الوقت وأستفيد من الكثير منها.
وفي نفس الوقت لا أغضب ممن يسب أو يشتم لأن ما برأسي يظل كما هو وما لم يقنعني أحدهم بالمنطق وبتفنيد ما سطرته في مناسبة ما لن يستطع أن يفعل ذلك عبر السباب والشتائم بكل تأكيد.
لا أتطرق لذلك خوفاً على نفسي لأنني كما قلت أعتقد دائماً في أن القلم أمانة فإما أن نمسك به لقول كل ما نقتنع به ( بغض النظر عن درجة الخطأ أو الصواب لأننا في النهاية بشر نخطيء ونصيب) أو نضعه على أقرب طاولة ونبحث عن عمل أو هواية أخرى.
لكنني اتطرق لذلك خوفاً على العملية برمتها وعلى مهنة تستوجب الصدق والأمانة والشجاعة وإلا فسوف يغرق البلد في الوحل أكثر مما هو عليه الآن.
كثيراً ما تناولت السؤال: من منا يدفع الآخر للخطأ؟ هل القارئ هو الذي يجر الكاتب لكتابة ما نتابعه في الكثير من صحفنا من انكار للحقائق ومكابرة وانحياز وعدم موضوعية، أم أن الكتاب هم من يدفعون القراء للأحكام العاطفية والانطباعية؟!
ومن واقع ما قرأه علي صديقي بالأمس يتضح أن بعض القراء يحاولون ارهاب الكتاب حتى يعبروا عبر زواياهم عما يرضيهم هم كقراء.
وهذا بالطبع لا يضيف شيئاً ولا يعين على تطور المهنة ولا كرة القدم السودانية.
الكاتب لابد أن يكتب ما هو مقتنع به في اللحظة المعينة، لا ما يرضي القراء.
والقراء بدلاً من إضاعة أموالهم في شراء صحف تكذب عليهم في الكثير من الأحيان وتجاريهم في العواطف يفترض أن يتوقعوا من كتابهم ما هو مختلف عما يعبر عنه المشجع العادي، وإلا ضاعت أموالهم التي ينفقونها في الصحف الورقية هباءً منثوراً.
أما من نصحوني بألا أسبح عكس التيار أو أغرد خارج السرب فأقول لهم أنني لم أشعر في يوم بأن ما أكتبه تغريداً خارج السرب، بل هو ما يمليه علي ضميري.
وقد يكونوا محقين في نصيحتهم لأن الحقيقة صارت غريبة في زماننا هذا، لكن الواقع أن ما أكتبه في هذه الزاوية هو الطبيعي جداً ويفترض أن يكون هو المألوف، وليس ذنبي إن تآلف الناس مع مجافاة الحقائق.
بالأمس مثلاً قلت أن عماد الطيب سبق أن هدد وتوعد هاج وماج في قضية بكري المدينة مؤكداً أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم وأنهم سوف يصححون الكثير من الأوضاع الخاطئة في الرياضة السودانية، لكنه لم يفعل شيئاً مما أكده مرات ومرات.
لو أن أحد المعلقين على المقال قال لي أنت تكذب يا رجل فقد فعل عماد ومجلس الهلال كذا وكذا واستردوا الحقوق المفقودة في قضية بكري لاعتذرت واتفقت معهم في رأيهم.
لكن المشكلة ألا أحد فند ما كتبته.
كل ما استطاعوا فعله هو أنهم نصحوني بألا أشير لمثل هذه الأمور في هذا التوقيت، وأن أعبر عن هلاليتي إن كنت هلالياً حقاً بالطريقة التي يرونها.
لكنني أعبر عن هلاليتي بالطريقة التي أراها وليس على طريقة الآخرين.
الانتماء الحقيقي في نظري يدفع صاحبه لأن يحاول دائماً أن يرى الكيان الذي ينتمي له في أفضل حال.
وأفضل حال هذه لكل طريقته في تحقيقها.
وهي في نظري مثلاً تتحقق باللجوء للوسائل النظيفة وقول الحقيقة والسعي الجاد لتحسين كل ما نراه لا غض الطرف عن المساوئ وأوجه القصور.
هناك مثلاً في المعسكر الآخر من قالوا أن بكري المدينة لم يحدث أن إعتدى على حكم مباراة أهلي شندي ودافعوا عن ذلك باستماتة على مدى فترة زمنية ليست بالقصيرة.
وها هو اللاعب في آخر حوار له يقول بعضمة لسانه أنه لم يعتدي على الحكم جسدياً لكنه اعتدى عليه لفظياً!!
وإن افترضنا أنه اكتفى فقط بالإعتداء اللفظي وكذبنا ما رأيناه بأعيننا أفلا يكفي الإعتداء اللفظي لمعاقبة اللاعب؟! وهل من حق أي لاعب أن يسيء للحكام لفظياً ويمر الأمر مرور الكرام؟!
وهناك زميل كتب ذات مرة أنه كان على علم بأخطاء وتزوير شاب تسجيل بعض اللاعبين الصغار في المريخ لكنه صمت خوفاً على النادي الذي يناصره، وقد عاتبته على ذلك وقتها وقلت له لا يجدر بنا ككتاب أن نغض الطرف عن أمور نعرفها خوفاً على الكيانات التي ننتمي لها.
فهل تريدونني أن أغض الطرف اليوم وأنسى لعماد وعوده الكاذبة السابقة لمجرد أن المجلس على حق الآن؟!
قناعتي أن عماد وبعض أعضاء المجلس أسهموا فيما نحن فيه ولذلك كتبت ما تضمنه مقال الأمس.
الحقيقة ليس لها وقت معين يا أصدقائي.
وعلى ذكر الانسحاب أتذكر أنه في صبيحة اليوم التالي لقرار مجلس صلاح إدريس بالإنسحاب من الدوري الممتاز قبل سنوات من الآن كنت أتحدث هاتفياً مع زميل محترم قال لي يومها: " صلاح إدريس وضعنا في محك بالغ الصعوبة وفرض علينا أن نتفق معه رغم اختلافنا الدائم معه".
وأضاف ذلك الزميل: " هل تعلم أنه باستثناء خالد عز الدين لم يعبر اليوم كاتب هلالي في كل الصحف التي صدرت صباح اليوم عن موقف يخالف قرار الإنسحاب!".
جميل طبعاً أن يتفق كتاب الهلال مع رئيس النادي في موقف إن اقتنعوا به حتى ولو كانوا على خلاف معه في أمور أخرى.
لكن ما هو غير مقبول اطلاقاً بالنسبة لي أن يتخوف بعض الكتاب من موقف الجماهير ولذلك يسايرون الموجة.
وقتذاك كان رأيي ألا ينسحب الهلال من المنافسة وقد عبرت عنه كما هو.
أما بالأمس فالمثير أنني لم أقل أن مجلس الهلال أخطأ أو أن قرارات الاتحاد صحيحة.
بل على العكس أكدت أنه اتحاد فاسد وفاشل وغير منضبط ولا يحترم لا قانون ولا أخلاق.
ويخيل لي أن الكثير من المريخاب أنفسهم مقتنعون بأن ما صدر من قرارات لا تساوى الحبر الذي كُتبت به.
حتى كتابهم الكبار الذين ينكر بعضهم الحقائق ويكثرون من المكابرة لابد أن بعضهم على قناعة بعدم صحة هذه القرارات.
وأبلغ دليل على اقتناعهم بذلك في رأيي هو استنكار بعضهم لتدخل الهلال وقولهم أن الأمر لا يعنيه في شيء.
طبعاً هذا كلام فطير جداً وغير مقنع.
فإذا كان الأمر لا يعني الهلال متصدر البطولة فمن الذي يعنيه الأمر إذاً؟!
الغالبية تدرك أن أسامة عطا المنان ( مالك اتحاد الكرة الحصري) يقف وراء مثل هذه القرارات عديمة القيمة والمنحازة.
لم أنكر كل ذلك، بل أكدته.
ولم أقل أن موقف مجلس الهلال منها غير صحيح.
لكنني قلت أن المجلس غير مؤهل للدفاع عن حقوق الهلال وقدمت أدلتي على هذا الافتراض.
وأضفت أن المجلس لو نفذ وعوده السابقة بتصحيح الأوضاع المختلة في قضية بكري، لما وصلنا لما نحن فيه اليوم.
لكنه، أي المجلس تواطأ مع الاتحاد ودخل معه في صفقات في وقت ما، ولذلك كان طبيعياً أن يلدغ من جحر ود عطا المنان هذه المرة.
لسنا على اختلاف بأن الأوضاع السائدة في اتحاد الكرة تحتاج لتغييرات جذرية وتصحيح شامل.
لكنني أوضحت أن ذلك لن يتم.
ومن شدة خوفي عليكم يا جماهير الهلال وحرصي على ألا تضيعوا أموالكم في الصحف التي ستبيع نسخاً أكثر هذه الأيام.. أو تهدروا وقتكم في متابعة القنوات الإذاعية والتلفزيونية التي ستخصص الكثير من الوقت لهذه القضية.. من شدة حرصي عليكم قلت لكم أن ما يجري لا يفترض أن نتعامل معه كأمر غريب يستحق كل هذه الضجة، فالسائد هو أن ينتهك اتحاد الكرة القوانين.
والحقيقة التي عنيت هي أنه في سودان اليوم لم يحدث أن حُسم أمر عبر القوانين والنظم.
لم يحدث أن عوقب مخطئ على خطأه أو وصل أمر لنهايته الطبيعية عبر تنفيذ القانون والمحاكم مثلاً.
تُثار الكثير من القضايا ويهيج الناس وينفعلون وتتفرج السلطات على كل ذلك لأنه يصب في مصلحتهم من وجهة نظرهم.
وبعد أن تصل الأمور حداً يشعرون تجاهه بأنه لابد من الحسم يحسمونها بالطرق المعروفة.. أي الجودية وتدخلات السلطة بنعومة حتى لا يعرضون أنفسهم لفزاعة ( الفيفا) التي يستند عليها ضباط اتحاد الفشل والفساد.
ما صدر من قرارات لا حل له سوى بالتراجع منها بصورة كاملة.
وهذا التراجع لابد أن تكون له تبعات.
تتمثل هذه التبعات في أن يستقيل ضباط اتحاد الفشل ويذهبوا غير مأسوف عليهم.
لكنهم لن يفعلوا ذلك.
ولن تحثهم السلطة على ذلك، رغم أن جلهم من كوادر المؤتمر الوطني وباستطاعة الحزب أن يطلب منهم أن يستقيلوا في هدوء حتى لا تظهر أمام الفيفا أي تدخلات حكومية في الأمر.
لكن المؤتمر الوطني الذي دعوت مسئوليه في مرات سابقة أن يفعلوا هذا الشيء لن يفعله.
لماذا؟!
لأن المنتمين لهذا الحزب من ضباط الاتحاد لم ينتموا له إلا للمحافظة على مصالحهم.
إذاً هناك تشابك مصالح واضح.
لهذا قلت في مقال الأمس أن الأمر سيُحل عبر اتصال هاتفي من القصر قد لا يستغرق نصف دقيقة.
ويظل ما طرحته رأياً أتمنى ألا يصدق وأن تحل الأمور عبر اللجوء للقوانين واللوائح وتتم معاقبة من ينتهكونها.
لكنه أمر في نظري يصعب تحقيقه في بلد يقوم فيه كل شيء بعيداً عن القوانين والنظم.
ويبدو واضحاً مما بثته قناة قون بالأمس أن تباشير الحل الذي تناولته في مقالي الأخير قد بدأت في الظهور.
فقد خرج على الناس المهرج محمد سيد أحمد كعادته في مثل هذه الظروف.
فهو لا يظهر إلا عندما تكون هناك مشكلة تتعلق بالهلال تحديداً.
ويتساءل الكثيرون أين رئيس وسكرتير اتحاد الكرة وإن لم يظهرا في قضية كهذه فمتى سيظهران؟!
وإجابتي على مثل هذا التساؤل هي أن ظهورهما واختفاءهما واحد.
أما رأس الأفعى فيكفيه أن ( يسوطها بعود) وبعد ذلك يتركوا جميعاً أمر التصريحات لأمثال المهرج محمد سيد أحمد.
لم يستطع محمد سيد أحمد الإجابة على الأسئلة الواضحة مثل : لماذا يستغرق اتحاد الكرة ولجانه شهوراً في حسم بعض القضايا الواضحة؟!
طبعاً لن يسطيع لا محمد ولا غيره من رجال الاتحاد الإجابة على مثل هذا السؤال ببساطة لأنهم يؤجلون كل قضية شائكة لكي تحل نفسها من خلال الظروف المحيطة بها.
وإن اضطروا واجبروا على الحل ولم تعينهم الظروف يخرجون عليكم بمثل هذه القرارات الأخيرة.
بإمكان طفل صغير أن يجلس في مناظرة مع جميع أعضاء اتحاد الكرة ليخرج منها منتصراً عليهم جميعاً لسبب بسيط هو أنهم رجال بلا قضية.. رجال يكذبون ويراوغون ولا ينفذون القوانين.
لن يستطيع أي منهم الإجابة على الأسئلة الصعبة لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم يذبحون القوانين والنظم واللوائح كل يوم، ولهذا يختبئون في مثل هذه الظروف وراء ورقة يسطرون عليها بياناً هزيلاً ولا يملكون شجاعة مواجهة الناس.
في مثل هذه المواقف لا يظهر إلا المتهورون مثل محمد سيد أحمد.
وحينما تتبدل الأمور يبدل هو موقفه بكل سهولة دون أن يطرف ليه جفن.
وللمتابع عن كثب فقد هاجم محمد سيد أحمد قبل فترة قصيرة اتحاد الكرة ورجاله الذي يحاول الدفاع عنهم وعن قراراتهم الفطيرة اليوم.
المهم في الأمر أن فيما قاله محمد سيد أحمد بالأمس مؤشر على أن الأمور لا يمكن أن تحل عبر القوانين لأن البلد كلها قائمة على انتهاك القانون.
فقد ذكر محمد سيد أحمد جملة بالغة الأهمية.
قال أنهم سيلتقون الوزير صباح اليوم!
وهنا لا بد من طرح سؤال هام أيضاً هو: لماذا يحرص مسئولو الاتحاد على مقابلة الوزير؟!
طالما أن الاتحاد هو الذي أصدر هذه القرارات وكنتيجة لها أعلنت بعض الأندية انسحابها من الدوري الممتاز فالطبيعي في مثل هذه الحالة أن يستمر الاتحاد في تنظيم مسابقته ويطبق على الأندية المنسحبة القانون.. أليس كذلك؟!
يعني نفترض أن للهلال مباراة مساء اليوم ولم يأت لاعبوه، فما على الحكم إلا انهاء اللقاء بعد الزمن المحدد لذلك واعتبار الهلال مهزوماً ومنح نقاط المباراة للفريق المنافس.
هذا ما يفترض أن يفعله اتحاد الكرة لو كانوا فعلاً يطبقون القوانين.
أما من يحاول لقاء الوزير أو أي من المسئولين فيفترض أن يكون المُتظلم وليس من أصدر القرارات.
لكنهم يفعلون ذلك لعلمهم التام بأنه لا يمكن أن يكون هناك دوري ممتاز أو (عادي) بدون مشاركة الهلال.
وحتى كتاب المريخ الذين يعبرون عن غير ما يقتنعون به هذه الأيام لن يسرهم انسحاب الهلال.
فإن انسحب الهلال كيف ستُباع صحفهم؟
وعلى من ( يتتريقون) وممن يسخرون؟!
ولهذا السبب أيضاً قلت بالأمس أن عماد الطيب يستفيد من القضايا الساخنة ويظهر ويكثر من التهديدات ليس شطارة منه أو قوة، لكنه يفعل ذلك لعلمه بأن الهلال كبير بجماهيره، إلا أن المؤسف في الأمر أنه يضحك على هذه الجماهير.
لم يحدث أن استمر دوري بدون أحد الغريمين التقليديين رغم أننا سمعنا عن انسحابات عديدة أو تهديدات بها في مرات سابقة.
ستتفرج السلطة فيما يجري كما أسلفت.
وحينما تحين ساعة الجد بعد أن يكون الناس قد انشغلوا وأهدروا الكثير من المال والوقت سوف يتدخلون ويُحل كل شيء على أن يظل كل سيء وخطأ كما هو دون تصحيح.
لا تحلموا بحلول جادة أو معاقبة للمخطئين.
لهذا ما زلت عند رأيي بأن ( جعجعة ) عماد ليس أكثر من زوبعة في فنجان واستغلال للموقف وهروب من أمور أخرى.
الحل عند من يملكونه لا عن عماد أو مجلس الهلال.
لو اكتفى مجلس الهلال باصدار بيان بانسحابه من الدوري لما قلنا شيئاً.
أما الجعجعة والعنتريات التي يمارسها عماد فقد اغضبتني حقيقة لأنه كرر مثل هذا الموقف مرات عديدة دون أن يقدم يكون يفي بأي وعد قطعه.
بل كان في كل مرة ينزوى دون خجل ويتابع مصالحه الخاصة وكأن شيئاً لم يكن.
وإن أخطأت في افتراض أن الأمور ستحل ليس بسبب قوة الأمين العام أو المجلس، تعالوا بكرة وقولوا لقد أخطأت يا رجل فها هو مجلس الهلال يصحح الأوضاع المختلة ويعيد للنادي حقوقه ويفرض على ضباط الاتحاد سحب قراراتهم وتقديم استقالاتهم!
هذا حلمنا جميعاً.. لكن لو نمنا نومة أهل الكهف في انتظار أن يتحقق لا أظنه سيحدث.
سوف يبحثوا عن حل توفيقي أو في أسوأ الأحوال يتفقوا على تعويض الهلال بأمر آخر.
وسيتراجع عماد وبقية أعضاء المجلس عن تصريحاتهم النارية مثلما فعلوا في قضية بكري المدينة.
وستنسوا أنتم الأمر لتنشغلوا بمانشيتات أخرى حول الفريق ولاعبيه الجدد باعتبار أن ما يهمكم هو فريق الكرة.
أما نحن ككتاب فلا تتوقعوا منا أن نتصرف كما المشجعين تماماً وإلا فعلى مستقبل الكرة السلام.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.