الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معذورون
نشر في الراكوبة يوم 20 - 10 - 2015

لحظة خروجي من البيت مساء الأمس في طريقي لعملي المسائي اتصل بي صديق عزيز وقبل أن يبادرني بالتحية قال لي ضاحكاً" انت مفروض تكتب في جريدة الصدى.."
وقبل أن يكمل جملته فهمت ما يعني بحكم معرفتي به كهلالي معتق يتابع أخبار هذا النادي طوال اليوم.
كان صديقي يقرأ على بعضاً من تعليقات قراء صفحة الهلال على الفيس بوك.
استمر في قراءة تلك التعليقات وأطلعني على خمسة أو ستة منها.
وقد بدا مشفقاً عليّ كعادته من شتائم واتهامات البعض وسعيداً بالطرح المهذب والراقي لبعض من اختلفوا معي في الرأي.
قلت له (عادي) يا صديقي وعندما كتبت مقال الأمس في هذا التوقيت كنت أدرك أن البعض سيغضبوا مني، لكنني في العادة لا أعبأ بذلك كثيراً.
ليس لعدم تقدير لآراء ومشاعر القراء ، لكن لأن الحقيقة في نظري ليس لها تواقيت محددة يفترض أن نقولها فيها وفي أخرى نتدارى منها وراء عبارات المراوغة أو نصمت.
أعذر والله كل من غضب وأساء وأتهم شخصي الضعيف فالتوقيت في نظرهم صعب، وناديهم تعرض لظلم بائن.
أما بالنسبة لي ولكوني أخاف الخالق لا عباده فقد قلت ما اقتنعت به في مقال الأمس دون اعتبار لمسألة التوقيت هذه.
أستمتع كثيراً بقراءة تعليقات القراء كلما سمح لي الوقت وأستفيد من الكثير منها.
وفي نفس الوقت لا أغضب ممن يسب أو يشتم لأن ما برأسي يظل كما هو وما لم يقنعني أحدهم بالمنطق وبتفنيد ما سطرته في مناسبة ما لن يستطع أن يفعل ذلك عبر السباب والشتائم بكل تأكيد.
لا أتطرق لذلك خوفاً على نفسي لأنني كما قلت أعتقد دائماً في أن القلم أمانة فإما أن نمسك به لقول كل ما نقتنع به ( بغض النظر عن درجة الخطأ أو الصواب لأننا في النهاية بشر نخطيء ونصيب) أو نضعه على أقرب طاولة ونبحث عن عمل أو هواية أخرى.
لكنني اتطرق لذلك خوفاً على العملية برمتها وعلى مهنة تستوجب الصدق والأمانة والشجاعة وإلا فسوف يغرق البلد في الوحل أكثر مما هو عليه الآن.
كثيراً ما تناولت السؤال: من منا يدفع الآخر للخطأ؟ هل القارئ هو الذي يجر الكاتب لكتابة ما نتابعه في الكثير من صحفنا من انكار للحقائق ومكابرة وانحياز وعدم موضوعية، أم أن الكتاب هم من يدفعون القراء للأحكام العاطفية والانطباعية؟!
ومن واقع ما قرأه علي صديقي بالأمس يتضح أن بعض القراء يحاولون ارهاب الكتاب حتى يعبروا عبر زواياهم عما يرضيهم هم كقراء.
وهذا بالطبع لا يضيف شيئاً ولا يعين على تطور المهنة ولا كرة القدم السودانية.
الكاتب لابد أن يكتب ما هو مقتنع به في اللحظة المعينة، لا ما يرضي القراء.
والقراء بدلاً من إضاعة أموالهم في شراء صحف تكذب عليهم في الكثير من الأحيان وتجاريهم في العواطف يفترض أن يتوقعوا من كتابهم ما هو مختلف عما يعبر عنه المشجع العادي، وإلا ضاعت أموالهم التي ينفقونها في الصحف الورقية هباءً منثوراً.
أما من نصحوني بألا أسبح عكس التيار أو أغرد خارج السرب فأقول لهم أنني لم أشعر في يوم بأن ما أكتبه تغريداً خارج السرب، بل هو ما يمليه علي ضميري.
وقد يكونوا محقين في نصيحتهم لأن الحقيقة صارت غريبة في زماننا هذا، لكن الواقع أن ما أكتبه في هذه الزاوية هو الطبيعي جداً ويفترض أن يكون هو المألوف، وليس ذنبي إن تآلف الناس مع مجافاة الحقائق.
بالأمس مثلاً قلت أن عماد الطيب سبق أن هدد وتوعد هاج وماج في قضية بكري المدينة مؤكداً أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم وأنهم سوف يصححون الكثير من الأوضاع الخاطئة في الرياضة السودانية، لكنه لم يفعل شيئاً مما أكده مرات ومرات.
لو أن أحد المعلقين على المقال قال لي أنت تكذب يا رجل فقد فعل عماد ومجلس الهلال كذا وكذا واستردوا الحقوق المفقودة في قضية بكري لاعتذرت واتفقت معهم في رأيهم.
لكن المشكلة ألا أحد فند ما كتبته.
كل ما استطاعوا فعله هو أنهم نصحوني بألا أشير لمثل هذه الأمور في هذا التوقيت، وأن أعبر عن هلاليتي إن كنت هلالياً حقاً بالطريقة التي يرونها.
لكنني أعبر عن هلاليتي بالطريقة التي أراها وليس على طريقة الآخرين.
الانتماء الحقيقي في نظري يدفع صاحبه لأن يحاول دائماً أن يرى الكيان الذي ينتمي له في أفضل حال.
وأفضل حال هذه لكل طريقته في تحقيقها.
وهي في نظري مثلاً تتحقق باللجوء للوسائل النظيفة وقول الحقيقة والسعي الجاد لتحسين كل ما نراه لا غض الطرف عن المساوئ وأوجه القصور.
هناك مثلاً في المعسكر الآخر من قالوا أن بكري المدينة لم يحدث أن إعتدى على حكم مباراة أهلي شندي ودافعوا عن ذلك باستماتة على مدى فترة زمنية ليست بالقصيرة.
وها هو اللاعب في آخر حوار له يقول بعضمة لسانه أنه لم يعتدي على الحكم جسدياً لكنه اعتدى عليه لفظياً!!
وإن افترضنا أنه اكتفى فقط بالإعتداء اللفظي وكذبنا ما رأيناه بأعيننا أفلا يكفي الإعتداء اللفظي لمعاقبة اللاعب؟! وهل من حق أي لاعب أن يسيء للحكام لفظياً ويمر الأمر مرور الكرام؟!
وهناك زميل كتب ذات مرة أنه كان على علم بأخطاء وتزوير شاب تسجيل بعض اللاعبين الصغار في المريخ لكنه صمت خوفاً على النادي الذي يناصره، وقد عاتبته على ذلك وقتها وقلت له لا يجدر بنا ككتاب أن نغض الطرف عن أمور نعرفها خوفاً على الكيانات التي ننتمي لها.
فهل تريدونني أن أغض الطرف اليوم وأنسى لعماد وعوده الكاذبة السابقة لمجرد أن المجلس على حق الآن؟!
قناعتي أن عماد وبعض أعضاء المجلس أسهموا فيما نحن فيه ولذلك كتبت ما تضمنه مقال الأمس.
الحقيقة ليس لها وقت معين يا أصدقائي.
وعلى ذكر الانسحاب أتذكر أنه في صبيحة اليوم التالي لقرار مجلس صلاح إدريس بالإنسحاب من الدوري الممتاز قبل سنوات من الآن كنت أتحدث هاتفياً مع زميل محترم قال لي يومها: " صلاح إدريس وضعنا في محك بالغ الصعوبة وفرض علينا أن نتفق معه رغم اختلافنا الدائم معه".
وأضاف ذلك الزميل: " هل تعلم أنه باستثناء خالد عز الدين لم يعبر اليوم كاتب هلالي في كل الصحف التي صدرت صباح اليوم عن موقف يخالف قرار الإنسحاب!".
جميل طبعاً أن يتفق كتاب الهلال مع رئيس النادي في موقف إن اقتنعوا به حتى ولو كانوا على خلاف معه في أمور أخرى.
لكن ما هو غير مقبول اطلاقاً بالنسبة لي أن يتخوف بعض الكتاب من موقف الجماهير ولذلك يسايرون الموجة.
وقتذاك كان رأيي ألا ينسحب الهلال من المنافسة وقد عبرت عنه كما هو.
أما بالأمس فالمثير أنني لم أقل أن مجلس الهلال أخطأ أو أن قرارات الاتحاد صحيحة.
بل على العكس أكدت أنه اتحاد فاسد وفاشل وغير منضبط ولا يحترم لا قانون ولا أخلاق.
ويخيل لي أن الكثير من المريخاب أنفسهم مقتنعون بأن ما صدر من قرارات لا تساوى الحبر الذي كُتبت به.
حتى كتابهم الكبار الذين ينكر بعضهم الحقائق ويكثرون من المكابرة لابد أن بعضهم على قناعة بعدم صحة هذه القرارات.
وأبلغ دليل على اقتناعهم بذلك في رأيي هو استنكار بعضهم لتدخل الهلال وقولهم أن الأمر لا يعنيه في شيء.
طبعاً هذا كلام فطير جداً وغير مقنع.
فإذا كان الأمر لا يعني الهلال متصدر البطولة فمن الذي يعنيه الأمر إذاً؟!
الغالبية تدرك أن أسامة عطا المنان ( مالك اتحاد الكرة الحصري) يقف وراء مثل هذه القرارات عديمة القيمة والمنحازة.
لم أنكر كل ذلك، بل أكدته.
ولم أقل أن موقف مجلس الهلال منها غير صحيح.
لكنني قلت أن المجلس غير مؤهل للدفاع عن حقوق الهلال وقدمت أدلتي على هذا الافتراض.
وأضفت أن المجلس لو نفذ وعوده السابقة بتصحيح الأوضاع المختلة في قضية بكري، لما وصلنا لما نحن فيه اليوم.
لكنه، أي المجلس تواطأ مع الاتحاد ودخل معه في صفقات في وقت ما، ولذلك كان طبيعياً أن يلدغ من جحر ود عطا المنان هذه المرة.
لسنا على اختلاف بأن الأوضاع السائدة في اتحاد الكرة تحتاج لتغييرات جذرية وتصحيح شامل.
لكنني أوضحت أن ذلك لن يتم.
ومن شدة خوفي عليكم يا جماهير الهلال وحرصي على ألا تضيعوا أموالكم في الصحف التي ستبيع نسخاً أكثر هذه الأيام.. أو تهدروا وقتكم في متابعة القنوات الإذاعية والتلفزيونية التي ستخصص الكثير من الوقت لهذه القضية.. من شدة حرصي عليكم قلت لكم أن ما يجري لا يفترض أن نتعامل معه كأمر غريب يستحق كل هذه الضجة، فالسائد هو أن ينتهك اتحاد الكرة القوانين.
والحقيقة التي عنيت هي أنه في سودان اليوم لم يحدث أن حُسم أمر عبر القوانين والنظم.
لم يحدث أن عوقب مخطئ على خطأه أو وصل أمر لنهايته الطبيعية عبر تنفيذ القانون والمحاكم مثلاً.
تُثار الكثير من القضايا ويهيج الناس وينفعلون وتتفرج السلطات على كل ذلك لأنه يصب في مصلحتهم من وجهة نظرهم.
وبعد أن تصل الأمور حداً يشعرون تجاهه بأنه لابد من الحسم يحسمونها بالطرق المعروفة.. أي الجودية وتدخلات السلطة بنعومة حتى لا يعرضون أنفسهم لفزاعة ( الفيفا) التي يستند عليها ضباط اتحاد الفشل والفساد.
ما صدر من قرارات لا حل له سوى بالتراجع منها بصورة كاملة.
وهذا التراجع لابد أن تكون له تبعات.
تتمثل هذه التبعات في أن يستقيل ضباط اتحاد الفشل ويذهبوا غير مأسوف عليهم.
لكنهم لن يفعلوا ذلك.
ولن تحثهم السلطة على ذلك، رغم أن جلهم من كوادر المؤتمر الوطني وباستطاعة الحزب أن يطلب منهم أن يستقيلوا في هدوء حتى لا تظهر أمام الفيفا أي تدخلات حكومية في الأمر.
لكن المؤتمر الوطني الذي دعوت مسئوليه في مرات سابقة أن يفعلوا هذا الشيء لن يفعله.
لماذا؟!
لأن المنتمين لهذا الحزب من ضباط الاتحاد لم ينتموا له إلا للمحافظة على مصالحهم.
إذاً هناك تشابك مصالح واضح.
لهذا قلت في مقال الأمس أن الأمر سيُحل عبر اتصال هاتفي من القصر قد لا يستغرق نصف دقيقة.
ويظل ما طرحته رأياً أتمنى ألا يصدق وأن تحل الأمور عبر اللجوء للقوانين واللوائح وتتم معاقبة من ينتهكونها.
لكنه أمر في نظري يصعب تحقيقه في بلد يقوم فيه كل شيء بعيداً عن القوانين والنظم.
ويبدو واضحاً مما بثته قناة قون بالأمس أن تباشير الحل الذي تناولته في مقالي الأخير قد بدأت في الظهور.
فقد خرج على الناس المهرج محمد سيد أحمد كعادته في مثل هذه الظروف.
فهو لا يظهر إلا عندما تكون هناك مشكلة تتعلق بالهلال تحديداً.
ويتساءل الكثيرون أين رئيس وسكرتير اتحاد الكرة وإن لم يظهرا في قضية كهذه فمتى سيظهران؟!
وإجابتي على مثل هذا التساؤل هي أن ظهورهما واختفاءهما واحد.
أما رأس الأفعى فيكفيه أن ( يسوطها بعود) وبعد ذلك يتركوا جميعاً أمر التصريحات لأمثال المهرج محمد سيد أحمد.
لم يستطع محمد سيد أحمد الإجابة على الأسئلة الواضحة مثل : لماذا يستغرق اتحاد الكرة ولجانه شهوراً في حسم بعض القضايا الواضحة؟!
طبعاً لن يسطيع لا محمد ولا غيره من رجال الاتحاد الإجابة على مثل هذا السؤال ببساطة لأنهم يؤجلون كل قضية شائكة لكي تحل نفسها من خلال الظروف المحيطة بها.
وإن اضطروا واجبروا على الحل ولم تعينهم الظروف يخرجون عليكم بمثل هذه القرارات الأخيرة.
بإمكان طفل صغير أن يجلس في مناظرة مع جميع أعضاء اتحاد الكرة ليخرج منها منتصراً عليهم جميعاً لسبب بسيط هو أنهم رجال بلا قضية.. رجال يكذبون ويراوغون ولا ينفذون القوانين.
لن يستطيع أي منهم الإجابة على الأسئلة الصعبة لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم يذبحون القوانين والنظم واللوائح كل يوم، ولهذا يختبئون في مثل هذه الظروف وراء ورقة يسطرون عليها بياناً هزيلاً ولا يملكون شجاعة مواجهة الناس.
في مثل هذه المواقف لا يظهر إلا المتهورون مثل محمد سيد أحمد.
وحينما تتبدل الأمور يبدل هو موقفه بكل سهولة دون أن يطرف ليه جفن.
وللمتابع عن كثب فقد هاجم محمد سيد أحمد قبل فترة قصيرة اتحاد الكرة ورجاله الذي يحاول الدفاع عنهم وعن قراراتهم الفطيرة اليوم.
المهم في الأمر أن فيما قاله محمد سيد أحمد بالأمس مؤشر على أن الأمور لا يمكن أن تحل عبر القوانين لأن البلد كلها قائمة على انتهاك القانون.
فقد ذكر محمد سيد أحمد جملة بالغة الأهمية.
قال أنهم سيلتقون الوزير صباح اليوم!
وهنا لا بد من طرح سؤال هام أيضاً هو: لماذا يحرص مسئولو الاتحاد على مقابلة الوزير؟!
طالما أن الاتحاد هو الذي أصدر هذه القرارات وكنتيجة لها أعلنت بعض الأندية انسحابها من الدوري الممتاز فالطبيعي في مثل هذه الحالة أن يستمر الاتحاد في تنظيم مسابقته ويطبق على الأندية المنسحبة القانون.. أليس كذلك؟!
يعني نفترض أن للهلال مباراة مساء اليوم ولم يأت لاعبوه، فما على الحكم إلا انهاء اللقاء بعد الزمن المحدد لذلك واعتبار الهلال مهزوماً ومنح نقاط المباراة للفريق المنافس.
هذا ما يفترض أن يفعله اتحاد الكرة لو كانوا فعلاً يطبقون القوانين.
أما من يحاول لقاء الوزير أو أي من المسئولين فيفترض أن يكون المُتظلم وليس من أصدر القرارات.
لكنهم يفعلون ذلك لعلمهم التام بأنه لا يمكن أن يكون هناك دوري ممتاز أو (عادي) بدون مشاركة الهلال.
وحتى كتاب المريخ الذين يعبرون عن غير ما يقتنعون به هذه الأيام لن يسرهم انسحاب الهلال.
فإن انسحب الهلال كيف ستُباع صحفهم؟
وعلى من ( يتتريقون) وممن يسخرون؟!
ولهذا السبب أيضاً قلت بالأمس أن عماد الطيب يستفيد من القضايا الساخنة ويظهر ويكثر من التهديدات ليس شطارة منه أو قوة، لكنه يفعل ذلك لعلمه بأن الهلال كبير بجماهيره، إلا أن المؤسف في الأمر أنه يضحك على هذه الجماهير.
لم يحدث أن استمر دوري بدون أحد الغريمين التقليديين رغم أننا سمعنا عن انسحابات عديدة أو تهديدات بها في مرات سابقة.
ستتفرج السلطة فيما يجري كما أسلفت.
وحينما تحين ساعة الجد بعد أن يكون الناس قد انشغلوا وأهدروا الكثير من المال والوقت سوف يتدخلون ويُحل كل شيء على أن يظل كل سيء وخطأ كما هو دون تصحيح.
لا تحلموا بحلول جادة أو معاقبة للمخطئين.
لهذا ما زلت عند رأيي بأن ( جعجعة ) عماد ليس أكثر من زوبعة في فنجان واستغلال للموقف وهروب من أمور أخرى.
الحل عند من يملكونه لا عن عماد أو مجلس الهلال.
لو اكتفى مجلس الهلال باصدار بيان بانسحابه من الدوري لما قلنا شيئاً.
أما الجعجعة والعنتريات التي يمارسها عماد فقد اغضبتني حقيقة لأنه كرر مثل هذا الموقف مرات عديدة دون أن يقدم يكون يفي بأي وعد قطعه.
بل كان في كل مرة ينزوى دون خجل ويتابع مصالحه الخاصة وكأن شيئاً لم يكن.
وإن أخطأت في افتراض أن الأمور ستحل ليس بسبب قوة الأمين العام أو المجلس، تعالوا بكرة وقولوا لقد أخطأت يا رجل فها هو مجلس الهلال يصحح الأوضاع المختلة ويعيد للنادي حقوقه ويفرض على ضباط الاتحاد سحب قراراتهم وتقديم استقالاتهم!
هذا حلمنا جميعاً.. لكن لو نمنا نومة أهل الكهف في انتظار أن يتحقق لا أظنه سيحدث.
سوف يبحثوا عن حل توفيقي أو في أسوأ الأحوال يتفقوا على تعويض الهلال بأمر آخر.
وسيتراجع عماد وبقية أعضاء المجلس عن تصريحاتهم النارية مثلما فعلوا في قضية بكري المدينة.
وستنسوا أنتم الأمر لتنشغلوا بمانشيتات أخرى حول الفريق ولاعبيه الجدد باعتبار أن ما يهمكم هو فريق الكرة.
أما نحن ككتاب فلا تتوقعوا منا أن نتصرف كما المشجعين تماماً وإلا فعلى مستقبل الكرة السلام.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.