على الهلال المحاولة العام القادم..!!    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    مناوي يلتقي العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    أول تعليق من ترامب على اجتياح غزة.. وتحذير ثان لحماس    فبريكة التعليم وإنتاج الجهالة..!    تأملات جيل سوداني أكمل الستين    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    مقتل كبار قادة حركة العدل والمساواة بالفاشر    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    مناوي: صمود الفاشر رسالة تاريخية لعبدالرحيم دقلو    أونانا يحقق بداية رائعة في تركيا    بيراميدز يسحق أوكلاند ويضرب موعدا مع الأهلي السعودي    مصلحة الشعب مع الحقيقة دائما حتى لو كانت قاسية    السودان يشارك في مؤتمر ومعرض المجلس الدولي للمطارات لإقليم أفريقيا    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    رئيس مجلس السيادة يلتقي أمير دولة قطر و يعقدان اجتماعاً ثنائياً    "خطوط حمراء" رسمها السيسي لإسرائيل أمام قمة الدوحة    دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    لقد غيّر الهجوم على قطر قواعد اللعبة الدبلوماسية    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    هالاند مهاجم سيتي يتخطى دروغبا وروني بعد التهام مانشستر يونايتد    الهلال السوداني يتطلّع لتحقيق كأس سيكافا أمام سينغيدا    شاهد بالصورة والفيديو.. بضحكة مثيرة جداً وعبارة "أبشرك اللوري مافي زول سائقه مركون ليهو زمن".. سيدة سودانية تثير ضجة واسعة بردها على متابع تغزل في جسدها: (التحية لسائق اللوري حظو والله)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفتح النار على المطربة إيمان الشريف: (المجهود البتعملي عشان تطبلي لطرف تاني قدميه لزوجك لأنك مقصرة معه ولا تعطيه إهتمام)    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معذورون
نشر في الراكوبة يوم 20 - 10 - 2015

لحظة خروجي من البيت مساء الأمس في طريقي لعملي المسائي اتصل بي صديق عزيز وقبل أن يبادرني بالتحية قال لي ضاحكاً" انت مفروض تكتب في جريدة الصدى.."
وقبل أن يكمل جملته فهمت ما يعني بحكم معرفتي به كهلالي معتق يتابع أخبار هذا النادي طوال اليوم.
كان صديقي يقرأ على بعضاً من تعليقات قراء صفحة الهلال على الفيس بوك.
استمر في قراءة تلك التعليقات وأطلعني على خمسة أو ستة منها.
وقد بدا مشفقاً عليّ كعادته من شتائم واتهامات البعض وسعيداً بالطرح المهذب والراقي لبعض من اختلفوا معي في الرأي.
قلت له (عادي) يا صديقي وعندما كتبت مقال الأمس في هذا التوقيت كنت أدرك أن البعض سيغضبوا مني، لكنني في العادة لا أعبأ بذلك كثيراً.
ليس لعدم تقدير لآراء ومشاعر القراء ، لكن لأن الحقيقة في نظري ليس لها تواقيت محددة يفترض أن نقولها فيها وفي أخرى نتدارى منها وراء عبارات المراوغة أو نصمت.
أعذر والله كل من غضب وأساء وأتهم شخصي الضعيف فالتوقيت في نظرهم صعب، وناديهم تعرض لظلم بائن.
أما بالنسبة لي ولكوني أخاف الخالق لا عباده فقد قلت ما اقتنعت به في مقال الأمس دون اعتبار لمسألة التوقيت هذه.
أستمتع كثيراً بقراءة تعليقات القراء كلما سمح لي الوقت وأستفيد من الكثير منها.
وفي نفس الوقت لا أغضب ممن يسب أو يشتم لأن ما برأسي يظل كما هو وما لم يقنعني أحدهم بالمنطق وبتفنيد ما سطرته في مناسبة ما لن يستطع أن يفعل ذلك عبر السباب والشتائم بكل تأكيد.
لا أتطرق لذلك خوفاً على نفسي لأنني كما قلت أعتقد دائماً في أن القلم أمانة فإما أن نمسك به لقول كل ما نقتنع به ( بغض النظر عن درجة الخطأ أو الصواب لأننا في النهاية بشر نخطيء ونصيب) أو نضعه على أقرب طاولة ونبحث عن عمل أو هواية أخرى.
لكنني اتطرق لذلك خوفاً على العملية برمتها وعلى مهنة تستوجب الصدق والأمانة والشجاعة وإلا فسوف يغرق البلد في الوحل أكثر مما هو عليه الآن.
كثيراً ما تناولت السؤال: من منا يدفع الآخر للخطأ؟ هل القارئ هو الذي يجر الكاتب لكتابة ما نتابعه في الكثير من صحفنا من انكار للحقائق ومكابرة وانحياز وعدم موضوعية، أم أن الكتاب هم من يدفعون القراء للأحكام العاطفية والانطباعية؟!
ومن واقع ما قرأه علي صديقي بالأمس يتضح أن بعض القراء يحاولون ارهاب الكتاب حتى يعبروا عبر زواياهم عما يرضيهم هم كقراء.
وهذا بالطبع لا يضيف شيئاً ولا يعين على تطور المهنة ولا كرة القدم السودانية.
الكاتب لابد أن يكتب ما هو مقتنع به في اللحظة المعينة، لا ما يرضي القراء.
والقراء بدلاً من إضاعة أموالهم في شراء صحف تكذب عليهم في الكثير من الأحيان وتجاريهم في العواطف يفترض أن يتوقعوا من كتابهم ما هو مختلف عما يعبر عنه المشجع العادي، وإلا ضاعت أموالهم التي ينفقونها في الصحف الورقية هباءً منثوراً.
أما من نصحوني بألا أسبح عكس التيار أو أغرد خارج السرب فأقول لهم أنني لم أشعر في يوم بأن ما أكتبه تغريداً خارج السرب، بل هو ما يمليه علي ضميري.
وقد يكونوا محقين في نصيحتهم لأن الحقيقة صارت غريبة في زماننا هذا، لكن الواقع أن ما أكتبه في هذه الزاوية هو الطبيعي جداً ويفترض أن يكون هو المألوف، وليس ذنبي إن تآلف الناس مع مجافاة الحقائق.
بالأمس مثلاً قلت أن عماد الطيب سبق أن هدد وتوعد هاج وماج في قضية بكري المدينة مؤكداً أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم وأنهم سوف يصححون الكثير من الأوضاع الخاطئة في الرياضة السودانية، لكنه لم يفعل شيئاً مما أكده مرات ومرات.
لو أن أحد المعلقين على المقال قال لي أنت تكذب يا رجل فقد فعل عماد ومجلس الهلال كذا وكذا واستردوا الحقوق المفقودة في قضية بكري لاعتذرت واتفقت معهم في رأيهم.
لكن المشكلة ألا أحد فند ما كتبته.
كل ما استطاعوا فعله هو أنهم نصحوني بألا أشير لمثل هذه الأمور في هذا التوقيت، وأن أعبر عن هلاليتي إن كنت هلالياً حقاً بالطريقة التي يرونها.
لكنني أعبر عن هلاليتي بالطريقة التي أراها وليس على طريقة الآخرين.
الانتماء الحقيقي في نظري يدفع صاحبه لأن يحاول دائماً أن يرى الكيان الذي ينتمي له في أفضل حال.
وأفضل حال هذه لكل طريقته في تحقيقها.
وهي في نظري مثلاً تتحقق باللجوء للوسائل النظيفة وقول الحقيقة والسعي الجاد لتحسين كل ما نراه لا غض الطرف عن المساوئ وأوجه القصور.
هناك مثلاً في المعسكر الآخر من قالوا أن بكري المدينة لم يحدث أن إعتدى على حكم مباراة أهلي شندي ودافعوا عن ذلك باستماتة على مدى فترة زمنية ليست بالقصيرة.
وها هو اللاعب في آخر حوار له يقول بعضمة لسانه أنه لم يعتدي على الحكم جسدياً لكنه اعتدى عليه لفظياً!!
وإن افترضنا أنه اكتفى فقط بالإعتداء اللفظي وكذبنا ما رأيناه بأعيننا أفلا يكفي الإعتداء اللفظي لمعاقبة اللاعب؟! وهل من حق أي لاعب أن يسيء للحكام لفظياً ويمر الأمر مرور الكرام؟!
وهناك زميل كتب ذات مرة أنه كان على علم بأخطاء وتزوير شاب تسجيل بعض اللاعبين الصغار في المريخ لكنه صمت خوفاً على النادي الذي يناصره، وقد عاتبته على ذلك وقتها وقلت له لا يجدر بنا ككتاب أن نغض الطرف عن أمور نعرفها خوفاً على الكيانات التي ننتمي لها.
فهل تريدونني أن أغض الطرف اليوم وأنسى لعماد وعوده الكاذبة السابقة لمجرد أن المجلس على حق الآن؟!
قناعتي أن عماد وبعض أعضاء المجلس أسهموا فيما نحن فيه ولذلك كتبت ما تضمنه مقال الأمس.
الحقيقة ليس لها وقت معين يا أصدقائي.
وعلى ذكر الانسحاب أتذكر أنه في صبيحة اليوم التالي لقرار مجلس صلاح إدريس بالإنسحاب من الدوري الممتاز قبل سنوات من الآن كنت أتحدث هاتفياً مع زميل محترم قال لي يومها: " صلاح إدريس وضعنا في محك بالغ الصعوبة وفرض علينا أن نتفق معه رغم اختلافنا الدائم معه".
وأضاف ذلك الزميل: " هل تعلم أنه باستثناء خالد عز الدين لم يعبر اليوم كاتب هلالي في كل الصحف التي صدرت صباح اليوم عن موقف يخالف قرار الإنسحاب!".
جميل طبعاً أن يتفق كتاب الهلال مع رئيس النادي في موقف إن اقتنعوا به حتى ولو كانوا على خلاف معه في أمور أخرى.
لكن ما هو غير مقبول اطلاقاً بالنسبة لي أن يتخوف بعض الكتاب من موقف الجماهير ولذلك يسايرون الموجة.
وقتذاك كان رأيي ألا ينسحب الهلال من المنافسة وقد عبرت عنه كما هو.
أما بالأمس فالمثير أنني لم أقل أن مجلس الهلال أخطأ أو أن قرارات الاتحاد صحيحة.
بل على العكس أكدت أنه اتحاد فاسد وفاشل وغير منضبط ولا يحترم لا قانون ولا أخلاق.
ويخيل لي أن الكثير من المريخاب أنفسهم مقتنعون بأن ما صدر من قرارات لا تساوى الحبر الذي كُتبت به.
حتى كتابهم الكبار الذين ينكر بعضهم الحقائق ويكثرون من المكابرة لابد أن بعضهم على قناعة بعدم صحة هذه القرارات.
وأبلغ دليل على اقتناعهم بذلك في رأيي هو استنكار بعضهم لتدخل الهلال وقولهم أن الأمر لا يعنيه في شيء.
طبعاً هذا كلام فطير جداً وغير مقنع.
فإذا كان الأمر لا يعني الهلال متصدر البطولة فمن الذي يعنيه الأمر إذاً؟!
الغالبية تدرك أن أسامة عطا المنان ( مالك اتحاد الكرة الحصري) يقف وراء مثل هذه القرارات عديمة القيمة والمنحازة.
لم أنكر كل ذلك، بل أكدته.
ولم أقل أن موقف مجلس الهلال منها غير صحيح.
لكنني قلت أن المجلس غير مؤهل للدفاع عن حقوق الهلال وقدمت أدلتي على هذا الافتراض.
وأضفت أن المجلس لو نفذ وعوده السابقة بتصحيح الأوضاع المختلة في قضية بكري، لما وصلنا لما نحن فيه اليوم.
لكنه، أي المجلس تواطأ مع الاتحاد ودخل معه في صفقات في وقت ما، ولذلك كان طبيعياً أن يلدغ من جحر ود عطا المنان هذه المرة.
لسنا على اختلاف بأن الأوضاع السائدة في اتحاد الكرة تحتاج لتغييرات جذرية وتصحيح شامل.
لكنني أوضحت أن ذلك لن يتم.
ومن شدة خوفي عليكم يا جماهير الهلال وحرصي على ألا تضيعوا أموالكم في الصحف التي ستبيع نسخاً أكثر هذه الأيام.. أو تهدروا وقتكم في متابعة القنوات الإذاعية والتلفزيونية التي ستخصص الكثير من الوقت لهذه القضية.. من شدة حرصي عليكم قلت لكم أن ما يجري لا يفترض أن نتعامل معه كأمر غريب يستحق كل هذه الضجة، فالسائد هو أن ينتهك اتحاد الكرة القوانين.
والحقيقة التي عنيت هي أنه في سودان اليوم لم يحدث أن حُسم أمر عبر القوانين والنظم.
لم يحدث أن عوقب مخطئ على خطأه أو وصل أمر لنهايته الطبيعية عبر تنفيذ القانون والمحاكم مثلاً.
تُثار الكثير من القضايا ويهيج الناس وينفعلون وتتفرج السلطات على كل ذلك لأنه يصب في مصلحتهم من وجهة نظرهم.
وبعد أن تصل الأمور حداً يشعرون تجاهه بأنه لابد من الحسم يحسمونها بالطرق المعروفة.. أي الجودية وتدخلات السلطة بنعومة حتى لا يعرضون أنفسهم لفزاعة ( الفيفا) التي يستند عليها ضباط اتحاد الفشل والفساد.
ما صدر من قرارات لا حل له سوى بالتراجع منها بصورة كاملة.
وهذا التراجع لابد أن تكون له تبعات.
تتمثل هذه التبعات في أن يستقيل ضباط اتحاد الفشل ويذهبوا غير مأسوف عليهم.
لكنهم لن يفعلوا ذلك.
ولن تحثهم السلطة على ذلك، رغم أن جلهم من كوادر المؤتمر الوطني وباستطاعة الحزب أن يطلب منهم أن يستقيلوا في هدوء حتى لا تظهر أمام الفيفا أي تدخلات حكومية في الأمر.
لكن المؤتمر الوطني الذي دعوت مسئوليه في مرات سابقة أن يفعلوا هذا الشيء لن يفعله.
لماذا؟!
لأن المنتمين لهذا الحزب من ضباط الاتحاد لم ينتموا له إلا للمحافظة على مصالحهم.
إذاً هناك تشابك مصالح واضح.
لهذا قلت في مقال الأمس أن الأمر سيُحل عبر اتصال هاتفي من القصر قد لا يستغرق نصف دقيقة.
ويظل ما طرحته رأياً أتمنى ألا يصدق وأن تحل الأمور عبر اللجوء للقوانين واللوائح وتتم معاقبة من ينتهكونها.
لكنه أمر في نظري يصعب تحقيقه في بلد يقوم فيه كل شيء بعيداً عن القوانين والنظم.
ويبدو واضحاً مما بثته قناة قون بالأمس أن تباشير الحل الذي تناولته في مقالي الأخير قد بدأت في الظهور.
فقد خرج على الناس المهرج محمد سيد أحمد كعادته في مثل هذه الظروف.
فهو لا يظهر إلا عندما تكون هناك مشكلة تتعلق بالهلال تحديداً.
ويتساءل الكثيرون أين رئيس وسكرتير اتحاد الكرة وإن لم يظهرا في قضية كهذه فمتى سيظهران؟!
وإجابتي على مثل هذا التساؤل هي أن ظهورهما واختفاءهما واحد.
أما رأس الأفعى فيكفيه أن ( يسوطها بعود) وبعد ذلك يتركوا جميعاً أمر التصريحات لأمثال المهرج محمد سيد أحمد.
لم يستطع محمد سيد أحمد الإجابة على الأسئلة الواضحة مثل : لماذا يستغرق اتحاد الكرة ولجانه شهوراً في حسم بعض القضايا الواضحة؟!
طبعاً لن يسطيع لا محمد ولا غيره من رجال الاتحاد الإجابة على مثل هذا السؤال ببساطة لأنهم يؤجلون كل قضية شائكة لكي تحل نفسها من خلال الظروف المحيطة بها.
وإن اضطروا واجبروا على الحل ولم تعينهم الظروف يخرجون عليكم بمثل هذه القرارات الأخيرة.
بإمكان طفل صغير أن يجلس في مناظرة مع جميع أعضاء اتحاد الكرة ليخرج منها منتصراً عليهم جميعاً لسبب بسيط هو أنهم رجال بلا قضية.. رجال يكذبون ويراوغون ولا ينفذون القوانين.
لن يستطيع أي منهم الإجابة على الأسئلة الصعبة لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم يذبحون القوانين والنظم واللوائح كل يوم، ولهذا يختبئون في مثل هذه الظروف وراء ورقة يسطرون عليها بياناً هزيلاً ولا يملكون شجاعة مواجهة الناس.
في مثل هذه المواقف لا يظهر إلا المتهورون مثل محمد سيد أحمد.
وحينما تتبدل الأمور يبدل هو موقفه بكل سهولة دون أن يطرف ليه جفن.
وللمتابع عن كثب فقد هاجم محمد سيد أحمد قبل فترة قصيرة اتحاد الكرة ورجاله الذي يحاول الدفاع عنهم وعن قراراتهم الفطيرة اليوم.
المهم في الأمر أن فيما قاله محمد سيد أحمد بالأمس مؤشر على أن الأمور لا يمكن أن تحل عبر القوانين لأن البلد كلها قائمة على انتهاك القانون.
فقد ذكر محمد سيد أحمد جملة بالغة الأهمية.
قال أنهم سيلتقون الوزير صباح اليوم!
وهنا لا بد من طرح سؤال هام أيضاً هو: لماذا يحرص مسئولو الاتحاد على مقابلة الوزير؟!
طالما أن الاتحاد هو الذي أصدر هذه القرارات وكنتيجة لها أعلنت بعض الأندية انسحابها من الدوري الممتاز فالطبيعي في مثل هذه الحالة أن يستمر الاتحاد في تنظيم مسابقته ويطبق على الأندية المنسحبة القانون.. أليس كذلك؟!
يعني نفترض أن للهلال مباراة مساء اليوم ولم يأت لاعبوه، فما على الحكم إلا انهاء اللقاء بعد الزمن المحدد لذلك واعتبار الهلال مهزوماً ومنح نقاط المباراة للفريق المنافس.
هذا ما يفترض أن يفعله اتحاد الكرة لو كانوا فعلاً يطبقون القوانين.
أما من يحاول لقاء الوزير أو أي من المسئولين فيفترض أن يكون المُتظلم وليس من أصدر القرارات.
لكنهم يفعلون ذلك لعلمهم التام بأنه لا يمكن أن يكون هناك دوري ممتاز أو (عادي) بدون مشاركة الهلال.
وحتى كتاب المريخ الذين يعبرون عن غير ما يقتنعون به هذه الأيام لن يسرهم انسحاب الهلال.
فإن انسحب الهلال كيف ستُباع صحفهم؟
وعلى من ( يتتريقون) وممن يسخرون؟!
ولهذا السبب أيضاً قلت بالأمس أن عماد الطيب يستفيد من القضايا الساخنة ويظهر ويكثر من التهديدات ليس شطارة منه أو قوة، لكنه يفعل ذلك لعلمه بأن الهلال كبير بجماهيره، إلا أن المؤسف في الأمر أنه يضحك على هذه الجماهير.
لم يحدث أن استمر دوري بدون أحد الغريمين التقليديين رغم أننا سمعنا عن انسحابات عديدة أو تهديدات بها في مرات سابقة.
ستتفرج السلطة فيما يجري كما أسلفت.
وحينما تحين ساعة الجد بعد أن يكون الناس قد انشغلوا وأهدروا الكثير من المال والوقت سوف يتدخلون ويُحل كل شيء على أن يظل كل سيء وخطأ كما هو دون تصحيح.
لا تحلموا بحلول جادة أو معاقبة للمخطئين.
لهذا ما زلت عند رأيي بأن ( جعجعة ) عماد ليس أكثر من زوبعة في فنجان واستغلال للموقف وهروب من أمور أخرى.
الحل عند من يملكونه لا عن عماد أو مجلس الهلال.
لو اكتفى مجلس الهلال باصدار بيان بانسحابه من الدوري لما قلنا شيئاً.
أما الجعجعة والعنتريات التي يمارسها عماد فقد اغضبتني حقيقة لأنه كرر مثل هذا الموقف مرات عديدة دون أن يقدم يكون يفي بأي وعد قطعه.
بل كان في كل مرة ينزوى دون خجل ويتابع مصالحه الخاصة وكأن شيئاً لم يكن.
وإن أخطأت في افتراض أن الأمور ستحل ليس بسبب قوة الأمين العام أو المجلس، تعالوا بكرة وقولوا لقد أخطأت يا رجل فها هو مجلس الهلال يصحح الأوضاع المختلة ويعيد للنادي حقوقه ويفرض على ضباط الاتحاد سحب قراراتهم وتقديم استقالاتهم!
هذا حلمنا جميعاً.. لكن لو نمنا نومة أهل الكهف في انتظار أن يتحقق لا أظنه سيحدث.
سوف يبحثوا عن حل توفيقي أو في أسوأ الأحوال يتفقوا على تعويض الهلال بأمر آخر.
وسيتراجع عماد وبقية أعضاء المجلس عن تصريحاتهم النارية مثلما فعلوا في قضية بكري المدينة.
وستنسوا أنتم الأمر لتنشغلوا بمانشيتات أخرى حول الفريق ولاعبيه الجدد باعتبار أن ما يهمكم هو فريق الكرة.
أما نحن ككتاب فلا تتوقعوا منا أن نتصرف كما المشجعين تماماً وإلا فعلى مستقبل الكرة السلام.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.