صدمة وذهول أصابتني يوم وليل الأمس لم أفق منها إلا حين هدأت الأسحار ونادى الليل إلى الرحيل بأرق الألم .. وهدأت الريح والفجر يستحث خُطى الليل على الرحيل .. وأقف لحظة أصغي لحديث النفس فأسترجع وأستغفر وأيقن أن ما كان حادث ﻻ محالة وأيقن أن هذه الضمائر المؤمنة بالصفحة مؤمنة وراضية بقضاء رب العباد ويأتيني صوت من محمد وهو يسابق الزمن لإنقاذ أرواح من لدغات الموت فسيتعجله القدر ويُسلم الروح قبل تسليم المصل وإستلامه من الإخوة في قطر ,, يقف محمد يبحث وراءه عن شئ حلمَ بوجوده يلتفت في كل مرة عله يجد مراده وضالته .. أُعجب به كل أعضاء التغيير منذ سنين فألفهم وألفوه وأطمأنوا له وأحبوه وتعودوا أن يسمعوا رجلاً هادئاً نشطاً في أعمال الصفحة الخيرية .. فعرفوا الآن حجم الفقد وجلل المصاب بعد أن إنسل محمد خارجاً بجسده النحيل تاركاً روحه ترفرف في الصفحة ما حيينا .. كان قلمه وهو يجري بالخير والمحبة على ( الطرس ) يسابق اليد التي تجريه والفكر الذي يمده .. ما كان همه غير إسعاد أهله كان ينقل ما يحس به من معاني الحب إلى كلمات وأفعال .. ولأن كان محمد واحداً من فرسان التغيير ففي البقية الخير والبركة وفيهم من أمثاله ألف ألف فارس .. محمد هجرنا على حين غفلة ونحن الغافلون .. كان يتدفق حياة ويتوثب نشاطاً .. كان وفياً لبحر أبيض وللدويم الحبيبة وكان في كل يوم له أثر وبصر ونثر وحرف .. محمد إفتقدتك يا صديقي وإفتقدك أخوانك وأخواتك في التغيير وبحر أبيض وتركت وجعاً عصيب وألماً صعيب .. تناديك الصفحات التي طالما هجعت في ظلام الليالي تنتظرك وسلت سيوفها تنتظر فارسها وهي تشتكي أن طالما تلوت في الأغماد وتشكت من طول رقاد .. محمد الساعي إلى الخير بتوفير المصل ( مصل العقارب ) نعاهدك ونبشرك أن مشروعك لم ولن يموت وسنتعهد رسالتك ولن ننساها ما حيينا وما بلغنا اللُج إلا بها ولا ركبنا الشاطئ إلا ونتأبطها ولن تكون مجرد ذكريات وأماني .. ألا رحمك الله محمد وأسكنك في عليين .. [email protected]