المتتبع والمراقب لواقع قوى التغيير السودانية بمختلف توجهاتها وعلي اختلاف الياتها وادواتها يلحظ بوضوح تنامي الخلافات وتباعد الرؤى بين مكوناتها بل امتد هذا الوباء حتي داخل المنظومة السياسية الواحدة, كما هو الحال في حزبنا الحركة الشعبية (شمال) الذي يصنف رائد التغيير كما نؤمن, فقد طفحت علي السطح بعض الخلافات والتباين في وجهات النظر في هذا التنظيم العملاق الذي قوامه عسكريين ومدنيين وضعوا ايديهم فوق بعض لبلوغ غايات سامية متجسدة في الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وادارة التنوع والاعتراف بالاخر وبناء دولة المواطنة ويراعى فيها حقوق الاقليات. في المقابل نجد ان نظام المؤتمر الوطني الحاكم رغم تشبثه بالحكم وامكانياته المالية المخصومة من قوت المواطن المغلوب علي امره وعلاقاته الدبلوماسية الممتدة ورغم ذلك تجده في اضعف حالاته والوهن ضارب بجسده كيف لا وان السواد الاعظم من الشعب السوداني غير راض عنه ويعمل لتغييره بكل الوسائل المتاحة بجانب محاصرته دوليا من الدول العظمي واحرار العالم بل حتي من اقرب حلفاؤه وهي ايران انها مستاءة من تدخل القوات السودانية في الصراع الدائر في اليمن دعما لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والتي اعتبرتها ايران حربا ضدها باعتبار ان الحوثيين حلفاؤها هذه من ناحية ومن ناحية اخري فايران تري ان النظام في السودان قد خرج عن طاعتها بعد ان ظل مدعوما منها منذ مجيئها للسلطة عن طريق الانقلاب المشؤوم في يونيو من العام1989. النظام الحاكم في السودان متشبث بالحكم بدرجة عجيبة وجنونية في احيانا اخري اتدرون لماذا؟ هو خوفه من التخلف من ركب التحالف وان لا تخسر السعودية في المقام الاول للدور الكبير الذي تلعبه في المنطقة العربية وايضا الدور المحوري لمصر, وكلتا الدولتين لهما تاثير علي السودان سلبا كان او ايجابا خاصة بعد تنامي ظاهرة الاسلام السياسي المتطرف والاجماع العالمي لمكافحته عبر كافة الوسائل الممكنة والمتاحة وما يدور الان في سوريا لهو خير دليل علي ذلك, وخوف النظام من ان تخسر ايرن في اي لحظة لهو وارد لان لايران التزاما قطعته مع الولاياتالمتحدةالامريكية والدول العظمي وبمباركة من السعودية حول برنامجها النووي, المسألة برمتها هي حرب الدفاع عن المصالح. ومصلحتنا هي البحث عن ايجاد طرق لاصلاح مؤاسساتنا والعمل علي تقوية قدرات الجيش الشعبي الذي هو صمام الامان علي المسألة برمتها وتاهيل كادرنا السياسي لمقتضيات المرحلة. نحن من الشعوب الاصيلة في العالم والقديمة في السودان اذن نعرف كيف نجلس ونواجه خلافاتنا ونحلها لاننا نملك إرث تاريخي ومرتكزات قوية تميزنا عن غيرنا في منظومة إدارة الممالك والسلاطين كيف علينا ان لا نستطيع التسامي فوق خلافاتنا مهما كبر حجمها؟ كما قال الشاعر: كونوا جميعا اذا اعترى....خطب ولا تتفرقوا افرادا تابى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا. في دلالة علي العزيمة والوحدة وقوة الكلمة, هذا اذا تذكرنا كم من الشهداء اللذين افتقدناهم منذ اندلاع الثورة وهم تركوا لنا امانة ثقيلة الحمل علي اكتافنا, هل جزاءهم اكمال المسير ام الغرق في صراعات لا تخدم قضيتنا في شئ؟ وماذا نحن فاعلون تجاه الارامل واليتامى من ابناء ابطالنا الشهداء ومن المعاقين والجرحي والي اخره...هذا فضلا عن تاخرنا من ركب التنمية في مناطقنا بسبب الحروب والسياسات الفاسدة التي قادت الي تهميشنا مما جعلتنا نثور, اليس حريا بنا ان نراعي كل هذه المعطيات في سبيل ان نتحد؟ ام نستمر في خلافاتنا الي ان نصبح طعمة سهلة البلع للعدو الذي ينتظر هذه اللحظة... [email protected]