لولا أنني وجدت كاتباً في مستوى الأستاذ الطيب مصطفى ناشر (الصيحة) ومن قبلها (الإنتباهة)، قد أنفعل بما كتبه الأستاذ إسحق فضل الله حول مفاصلة الإسلاميين التي قال إنها كانت محض مسرحية خادع الترابي بها الناس حتى يخفف الضغط على الإنقاذ، وأنه أي إسحق لم يكن يشن الهجوم الكاسح ويكيل الهجاء المقذع لشيخه الترابي وقتها، إلا لإنجاح هذه المسرحية، أقول لولا انفعال أستاذ الطيب بهذا الذي أسماه (هراء)، لما أعرناه التفاتة، ليس تقليلاً من كاتب في حجم إسحق فضل الله الذي يعرف أنه كاتب الإنقاذ الأشهر والموصول ببعض مراكز القوى ومطابخ القرارات، ولكن بسبب ما اعتدناه من إسحق، والذي لا يستغرب منه مثل هذا الحديث، فالمعروف عن إسحق أنه كثيراً ما يستعين بخياله الخصب ويوظف قدراته الكبيرة ككاتب قصة لا يشق له غبار في تزيين كتاباته الصحفية، بل وبالكذب أحياناً باعترافه هو نفسه للصحافية النابهة لينا يعقوب بأنه أحياناً يكذب ويتحرى الكذب عامداً في كتاباته.. من اعترافات هذا الكاتب الجهيرة غير ممارسته للكذب، أنه كان في شبابه الباكر من (الشفوت المقددنها)، ولكن الذي قد لا يعرفه الكثيرون عنه أنه سيناريست محترف ودارس للسيناريو، فقد درس الرجل هذا الفن الرفيع وتخصص فيه مبتعثاً من حكومة السودان، حيث قضى زماناً عامراً بمجالسة ومخالطة وصحبة أهل الفن، وهم بالضرورة فنانون وفنانات، داخل قاعات الدرس وخارجها في دمشق حاضرة الشام، والراجح أن توقيت هذه البعثة الدراسية كان على أيام إعداده للبرنامج القتالي الجهادي المعروف (في ساحات الفداء)، ويبدو لسبب من هذا أن طابع كتابات إسحق قد غلب عليها هذا الفن الدرامي فصارت أقرب إلى سيناريوهات الأفلام والمسلسلات، منها إلى المقال أو العمود الصحفي.. ثم ها هو أخيراً وليس آخراً يضفي على نفسه صفة جديدة هي أنه لعب دور الكومبارس في مسرحية الترابي رحمه الله حسب زعمه، والكومبارس كما هو معروف هو ذاك الممثل الزائد الذي يؤتى به مقابل أجر ليلعب دوراً ثانوياً في المسرحية أو التمثيلية، وليس له أهمية تذكر سوى أنه يساعد على خلق مناخ طبيعي للقصة، هذا طبعاً إذا صدقت مسرحية إسحق الجديدة التي لأول مرة لم يكن هو كاتب السيناريو لها، وإنما كان فيها مجرد ممثل كومبارس. [email protected]