ضمن الحملة المستمرة على مراكز الاستنارة داهمت قوات جهاز أمن المؤتمر الوطني دار مدارك للنشر وصادرت كميات من الكتب والوثائق وجهاز كمبيوتر بحسب منظمة صحفيون لحقوق الانسان (جهر). وإعتقلت القوة الأمنية مدير ومؤسس دار مدارك الاستاذ الشاعر الياس فتح الرحمن. سبق لأجهزة أمن النظام أيضا إغلاق مركز الخاتم عدلان ومركز الدراسات السودانية وإتحاد الكتّاب السودانيين وعدد من المراكز الأخرى الناشطة في تنظيم برامج ثقافية أو ندوات فكرية. وفي حين يغض جهاز الأمن الانقاذي الطرف عن الجهات التي تنشط في تجنيد الشباب للمنظمات التكفيرية أو تقوم بنشر هذا الفكر تحت نظر وربما رعاية الجهاز. فإن أية نشاط ثقافي أو فكري أو حتى نشر كتاب أدبي، يجعل النظام وأجهزته تتحسس كل أسلحتها. فكرة النظام واضحة: كل من لم ينخرط في أجهزة النظام أو يستفيد من عطاياه، هو عدو بالضرورة، ينبغي شغله بكل الوسائل، تهجيره أو إرساله للصحراء بحثا عن الذهب أو إستقطابه من قبل المنظمات التكفيرية. ألم يجيب أحد أقطاب النظام حين سئل من قبل أولياء أمور بعض الطلاب الذين يدرسون في جامعته، حول مسئولية الجامعة في قضية إستقطاب الطلاب لإحدى المنظمات التكفيرية، بالقول أن الانضمام لداعش خير من المخدرات! . هذا حديث ضعيف، لا يصدر عمن يتصدى لتربية الأجيال وتعليمهم، أن يحصر مصائر أجيال بأكملها بين مطرقة التطرف وسندان الضياع، وكلاهما بالطبع ضياع. ما لم يقله هو أن نظامه المخضرم في الفساد هو من يملك المطرقة والسندان معا! يرى النظام في أية نشاط يصب في توعية الأجيال الجديدة وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في التحاور حول بعض القضايا الثقافية والفكرية، إنتقاصا من عمره!، وأية إستقطاب للشباب من قبل التنظيمات المتشددة، سيخرج هؤلاء الشباب من خانة الأعداء ولو مؤقتا، بل أنهمم يصبحون رصيدا محتملا للنظام، إضافة لكون وجود هذه التنظيمات تحت نظره يجعلها ورقة يستخدمها لرشوة جهات خارجية سوى بالمعلومات أو بمقدرته على التحكم في تلك التنظيمات المتشددة! فالدين لم يكن يوما لأهل الانقاذ سوى ورقة لتجارة رابحة، لا تعنيهم قيم العدالة وإحترام الانسان وإيفاء الأمانة لأهلها، التي ينادي بها الدين، بقدر إهتمامهم بالمظاهر، مثل إغلاق المحلات في أوقات الصلاة! أو رفع الأصبع بإتجاه السماء (والكوراك) أن الله أكبر! وكأن ذلك يحتاج ليصدقه الناس، لإعلان من سارق! نفس الشباب الذين لم يقدم لهم نظام الفساد لا تعليما جيدا ولا رعاية صحية ولا وظائف أو مشروعات تنمية حقيقية تؤمن مستقبلهم. يسعى بكل الوسائل لشغلهم أو دفعهم لأية إتجاه يبعدهم عن الوعي بحقوقهم وحقوق أهلهم ووطنهم التي ضاعت ضمن غنائم التمكين! فالنظام (الخائف) مشغول فقط بهم بقائه في الكرسي وإستمرار (المأكلة) وليذهب الوطن ومستقبل أجياله الى الجحيم. وبعد كل هذا ينكرون أية علاقة لهم بداعش! [email protected] للحصول على نسخ بي دي اف من بعض اصداراتي رجاء زيارة صفحتي https://www.facebook.com/ortoot?ref=aymt_homepage_panel