من قفشات غوار الطوشة تلك الشخصية التي جسدها الفنان السوري دريد لحام .. أنه في واحدٍ من أعماله الفنية الساخرة سياسيا أن نادى على إبنه بان يحضر له المذياع ليعرف اخبار الداخل العربي من إذاعة لندن ..! وها نحن اليوم ايضا نسمع بتكريم سيدة بسيطة هي بائعة شاي في سوق ليبيا تناهى صيتها الى واشنطن البعيدة دون ان يعرف عنها الكثيرون بالداخل شيئاً .. فتم تكريمها لنيل جائزة المرأة الشجاعة بواسطة السيد جون كيري شخصيا رئيس الدبلوماسية الأول ليس في وطنه فحسب بل ربما في العالم كله .. وذلك ضمن مجموعة من النساء دعين من بلدان قارات العالم المختلفة ! الحاجة عوضية محمود كوكو .. كما جاء في حيثيات التكريم .. قامت بحشد بائعات الشاي و الأطعمة الشعبية من شتى أنحاء ولاية الجبايات ومطاردات الغلابا واستعباد أطفال الدرداقات .. وهي التي تغض الطرف عن سرقة الأراضي وتقبل التسويات بالتحلل رافة بكبار اللصوص الذين يحابون بعضهم دون حياء أو مخافة من الله..! فشكلت مع أولئلك النسوة الجسورات نقابة بلغ تعدادها الثمانية الاف عضو اصبحن قوة ضاغطة تنتزع الحقوق ولا تستجديها مثلما تبادر بتقديم الواجابات ولا تنتظر من يناديهن لها ! جاء الخبر من واشنطن البعيدة وليس من المستبعد غدا أن تخرج علينا أقلام السلطان المأجورة لتقلل من شأن هذا التكريم ..مثلما طعن الهندي عز الدين من قبل في إختيار شباب شارع الحوادث لتلك السيدة العصامية بائعة الشاي الآخرى لتقوم بقص الشريط التقليدي لتدشين إحدى إنجازاتهم الخدمية المقدرة التي عجزت الدولة عن إقامتها .. فانشأوها بالجهد الذاتي متجاوزين مسئؤلي الدولة الذين يرون أنهم لا يستحقون ذلك الشرف كوزير الصحة الولائي الذي يتاجر في أرواح البشر بدعم مؤسساته الخاصة خصما على المنشات الصحية العامة التي شتتها بعيدا عن ملاعبه! أيا كان الغرض من تكريم عوضية الدارفورية المولد .. سياسيا أم دعائيا فهو ضربة قاصمة ولطمة قوية لسلطات همها التضييق على مواطنيها الضعفاء حتى وهم يهيمون بحثا عن لقمة عيشهم في دروب الوجع والمعاناة التي ما شدهم اليها إلا حبل العوز ودفعتهم اليها ظروف الحروب و فقدان المعيل وانعدام المأوى الذي استأثر بظلاله قلة من الذين لا يهمهم إلا ذواتهم ! فطوبى لك خالتنا عوضية ولكل امرأة في قامتك الشامخة.. ولعلّ تكريمك ممن يصفهم سادتنا الجدد بالكفار أن يجعل تلك اللحى المنافقة تلتصق بالصدور الخاوية من قلوب الرحمة خجلا بعد أن تنحنى هاماتهم أمام كبريائك الذي لا تكسره كل سواعد الطغيان.. فعليكِ السلام حيثما كنتِ أمنا الغالية! [email protected]