اولآ: باراك أوباما - (الولاياتالمتحدةالامريكية) ************************** 1- بعد شهور قليلة يودع الرئيس باراك أوباما البيت الابيض، يودع السلطة والابهة، ويعود مواطن عادي مثل الاخرين، أوباما دخل التاريخ العالمي بصفة انه اول رئيس امريكي اسود. اوباما يطوف هذه الايام العالم مع اسرته في رحلات لا تنقطع، زار عدة دول لم يزرها من قبل، العالم كله يتابع الرحلات باهتمام شديد وكانت اكبر مفاجأة اذهلت الجميع عندما زار كوبا وكسر بذلك الحاجز النفسي الذي كان مسيطرآ علي الامريكان. 2- ***- زار أوباما القارة الافريقية ثلاثة مرات، الأولى كانت إلى مصر وغانا عام 2009، وبعدها بأربع سنوات كانت زيارته الثانية لجنوب إفريقيا والسنغال وتنزانيا في عام 2013، الزيارة الاخيرة كانت إلى كينيا وإثيوبيا هي الثالثة وربما تكون الأخيرة له، لأنها تأتي في نهاية ولايته. من الاشياء التي لفتت الانظار، انه زار مصر واثيوبيا ورافض بشدة زيارة السودان الذي يتوسط الدولتين!!..رفض اوباما عن عمد زيارة الخرطوم التي فيها اكبر سفارة امريكية في افريقيا مساحتها 40 كيلومترا مربعا، تعتبر السفارة بمثابة (مدينة أميركية) جنوبالخرطوم. 3- ***- ليت الامر اقتصر فقط علي عدم زيارة أوباما للخرطوم، بل كانت هناك حرب باردة بين اوباما ونظام البشير، لم يخفي أوباما كرهه لهذا النظام وطلب في عدة مناسبات ضرورة مثول البشير امام محكمة الجنايات الدولية. 4- ***- طوال السنوات الماضية -وتحديدآ منذ عام 2009 حتي اليوم- رفض أوباما منح عمر البشير تاشيرة دخول الي الولاياتالمتحدة للمشاركة في جلسات الاممالمتحدة التي تعقد في شهر سبتمبر كل عام!! 5- ***- استخدم أوباما سياسة (العصا والجزرة) التي خضع لها الحزب الحاكم في السودان، كانت ضربات العصا بالغة القسوة ادت الي تقسيم السودان الي دولتين، ومقاطعة اقتصادية هدت من حيل السودان، مقاطعة مؤلمة تجددت في كل عام، رفض أوباما رفع اسم السودان من قائمة (الدول الراعية للارهاب) في الوقت الذي رفع فيه اسم كوبا من القائمة. 6- ***- بعد وساطات واجاويد سودانية استمرت لسنوات عديدة تخلي فيها المؤتمر عن الشعارات القديمة (امريكا دنا عذابها)-( دولة الاستكبار قريبآ ستنهار)، قام الرئيس بالغاء بعض القيود الاقتصادية المفروضة علي السودان، واذن بدخول بعض انواع الادوية، خففت الولاياتالمتحدة القيود على تصدير أنواع محددة من أجهزة الاتصالات الشخصية إلى السودان مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر لتسهيل وصول السودانيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. قال دونالد بوث المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان وجنوب السودان للصحفيين: (هذه التغييرات تتناغم مع التزامنا بالترويج لحرية التعبير عبر توفير إمكانية الحصول على وسائل الاتصال). اجهزة الاتصالات التي سمحت امريكا الي السودان شكلت ضربة موجعة لنظام الخرطوم الذي داب علي قمع حرية التعبير والصحافة والنشر. 7- ***- الشي الملفت للنظر، ان أوباما رفع بعض العقوبات الاقتصادية بالتدريج، او كما نقول في السوداني:(بالقطارة)!!...البشير يأمل ان يقوم أوباما قبل انتهاء مدة الحكم برفع اسم السودان من قائمة:(الدول الراعية للارهاب)، ايضآ الغاء العقوبات الاقتصادية. 8- ***- هناك خوف شديد في الاونة الخيرة يعتري نظام البشير ان يبقي الحال علي ما عليه في السودان دون تعديلات امريكية كبيرة قبل قدوم الرئيس الامريكي الجديد، بعض اعضاء المؤتمر الوطني صرحوا في عدة مناسبات، انهم: (لا يستبشرون خير من الانتخابات الامريكية التي تجري هناك الان)...وياويل البشير اذا ما فاز دونالد ترامب المرشح الجمهوري او هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية. ثانيآ: فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين- ( روسيا الاتحادية) ******************************** 1- الرئيس الروسي بوتين اصلآ ما فكر في زيارة السودان رغم العلاقة القوية التي تربطه بنظام البشير، ورغم ان بوتين كثيرآ ما وقف مع البشير ومنع عنه تطبيق قرارات صدرت من الاممالمتحدة، واستعمل حق (الفيتو) في مرات كثيرة لصالح الخرطوم، الا انه لم يبدي اي رغبة في الزيارة، وسبق ان اعتذر عن قبول الدعوة التي تلقاها لحضور حفل تنصيب البشير رئيسآ للجمهورية في يونيو الماضي 2016!! 2- ***- الشي الغامض في هذه العلاقة المريبة، ان بوتين يقف قلبآ وقالبآ مع الرئيس السوري بشار الاسد ويدعمه بكل قوة، بينما عمر البشير يقف في الجانب الاخر ضد النظام السوري واعلن ان بشار سيقتل!! 3- ثالثآ: شي جين بينغ -(الصين) **************** 1- علاقة السودان مع الصين تعتبر واحدة من اغرب العلاقات التي تمت بين دولتين علي مر التاريخ!! ، فبالرغم من متانة هذه العلاقة التي وصلت الي حد ان السودان اصبح اكبر سوق في افريقيا للمنتوجات الصينية، ووجود شركات صينية ضخمة كبيرة لاستخراج النفط، وشركات تجارية وصناعية في كثير من مدن السودان، بجانب عشرات الألاف من الصينيين الذين ازدحموا في كل مكان سوداني يمارسون مهن متعددة نافسوا فيها السودانيين، ايضآ بالرغم من وجود مسؤول سوداني كبير في (القصر الصيني) بالخرطوم بدرجة مساعد رئيس جمهورية هو الدكتور عوض الجاز المسؤول عن (الملف الصيني)، نجد ان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد اعتذر عن حضور حفل تنصيب البشير رئيسآ للجمهورية في يونيو الماضي!! 2- ***- شي جين بينغ ما فكر حتي في تلبية الدعوة التي قدمها له البشير اثناء زيارته للصين، ولا احترم قدوم البشير الي بكين مرتين!! رابعآ: المملكة المتحدة كاميرون -(المملكة المتحدة)- ******************************** 1- هو رئيس وزراء المملكة المتحدة، وهو أول رئيس وزراء يقود حكومة إئتلافية منذ حكومة ونستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية كما أنه زعيم حزب المحافظين. 2- ***- لم نسمع منه اي حديث او تصريح عن رغبته في زيارة السودان، البلد الذي يعتبر المملكة المتحدة قبلة السودانيين منذ قديم الزمان، كل الاخبار التي نشرت من قبل في الصحف البريطانية عن السودان كانت عن المساعدات التي قدمتها الحكومة لبرنامج الاغذية العالمي بالاممالمتحدة لدعم عمليات برنامج الاغذية العالمي في السودان. خامسآ: بان كي مون - (أمين عام الأممالمتحدة)- *************************** 1- بان كي مون لم يخفي في مرات كثيرة حدة غضبه العارم من الرئيس عمر البشير الذي يطبق سياسة القمع ضد شعبه، هاجم كي مون مون عمر البشير، حيث أكد في احدي المرات، أنه يجب تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقاله، وأنه يواجه اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور. ومما زاد الطين بلة علي النظام في الخرطوم، انه في شهر مارس الماضي 2016، ان كل من كي مون ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نيكو سوزانا زوما أعربا في بيان عن قلقهما العميق إزاء تصاعد القتال بين الجيش السوداني والحركات المسلحة بمنطقة "جبل مرة" بدارفور وتأثيره على المدنيين، ودعوا الحكومة والمتمردين في دارفور للانخراط بشكل جدي في مفاوضات من أجل وقف الأعمال العدائية والتوصل لتسوية سلمية للصراع في الإقليم. 2- ***- زار كي مون عدة دول فيها منازعات وتوترات، زار قبل اسابيع قليلة مضت المملكة الاردنية وعاين احوال اللاجئيين السوريين، طار بعدها الي تونس. طوال مدة حكم كي مون منذ عام 2007 لم يفكر ولا مرة في زيارة السودان ليعاين بنفسه بعيدآ عن القرارات الرسمية الاحوال في دارفور ومخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد!! 3- ***- رفض كي مون ان يتدخل في قرار الحكومة الامريكية منح عمر البشير تاشيرة دخول لحضور جلسات الاممالمتحدة!! سادسآ: اسئلة مطروحة بشدة في الشارع السوداني: *************************** 1- اذا افترضنا جدلآ ان البشير سيبقي في الحكم حتي ابريل عام 2020، هل سيبقي اسير الخرطوم لا يغادر الخرطوم الا لعدة دول قريبة من السودان، او دول اخري علي متن طائراتها وليست الطائرة الرئاسية؟!! 2- ***- هل فشلت كل مساعي المؤتمر الوطني في الغاء قرار (محكمة الجنايات الدولية)، واصبح قبول الحكم امرآ واقعآ لابد من قبوله؟!! 3- ***- هل يفكر الحزب الحاكم جديآ في تغيير عمر البشير برئيس اخر مقبول دوليآ، بعد ان اتضح بجلاء ان البشير هو (العقدة في المنشار) وهو سبب كل محن وبلاوي السودان ويشكل خطورة علي النظام، ولا حل لفك الازمات الا من خلال الاطاحة به في انقلاب ابيض؟!! بكري الصائغ [email protected]