من المثير للاستغراب والدهشة أن لا يشارك الرئيس السوداني عمر البشير في قمة المؤتمر الإسلامي المقامة في تركيا في الأيام الماضية , وهي القمة التي شهدت حضورا واهتماما كبيرين , لكونها تقام والعالم الإسلامي يواجه مشكلات عصية قديمة مألوفة كالقضية الفلسطينية وقضايا أخرى كالصومال والعراق والسودان واليمن وسوريا وليبيا وتدخل إيران في الدول العربية , وقضية احدث كالخلاف السياسي بين مصر وتركيا , والذي لم تنجح الوساطة السعودية في حله حتى أثمر عن عدم مشاركة السيسي في القمة واكتفى بإرسال رئيس وزرائه الذي تصرف بلؤم مصري شديد وعدم كياسة واحترام للوفود المشاركة وذلك عند إلقاء خطاب تسليم الدورة إلى تركيا . هذا هو ديدن العرب والمسلمين بأسهم بينهم شديد وقليلو عزم وشدة مع اعدائهم . ما يهمني هنا هو عدم مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة الإسلامية وهو على رأس دولة إسلامية (كبيرة )ورئيس حزب إسلامي كبير كما يزعمون في المؤتمر الوطني ( كذب المؤتمرون ولو صدقوا ) , ولهم اهتمام بالقضايا الإسلامية من جهاد (الجهاد الذي أصبح شهدائه فطايس ) كما قال عرابهم المرحوم الترابي , ويرغبون في تطبيق الشريعة الإسلامية ( شريعة غير مدغمسة ) كما بشًر بذلك البشير وكانت لهم رغبة قوية في توسع الدعوة للإسلام وزيادة دار الإسلام (وفصلوا جنوب السودان ) . كل هذا الاهتمام الكبير بقضايا الإسلام والدول الإسلامية من خلافات مذهبية وسياسية عالقة لم تدفع البشير للمشاركة وقد ذهب قبلها إلى مؤتمرات عدة في نيجيرياوجنوب أفريقيا واندونيسيا , ولكن لماذا لم يذهب البشير إلى تركيا حاضنة الإسلاميين وبلد الخلافة الإسلامية القادمة وقد أقيم المؤتمر في ديارها العامرة والبهية . الناظر للأمور يرى أن عدم مشاركة البشير واكتفائه بإرسال وزير الخارجية إبراهيم غندور( علما بان الرئيس ليس مريضا , فإن كان مريضا فليس على المريض حرج وإن كان خائفا فليس على الخائف حرج ( وهل يخاف أسد أفريقيا ؟) . وفقا لما علمت فقد عللت حكومة السودان عدم ذهاب البشير لتركيا بسبب تزامن زيارة الرئيس الصومالي للخرطوم يوم الأربعاء 13/4/2016م . سؤال : ما الذي يدعو الرئيس الصومالي للحضور للخرطوم بدلا عن الذهاب إلى المؤتمر ليبحث عن حلول سياسية لمشاكل بلاده وعن دعم اقتصادي ومساعدات غذائية وطبية لمواطنيه . فقط اثبت لنا القول ( أتلم التعيس علي خايب الرجاء ) . لماذا لم يذهب البشير إلى تركيا ؟ هل لأنه خائف من عبور البحر المتوسط والاتجاه شمالا حيث مقر المحكمة الجنائية ؟ أم أن الحكومة التركية طلبت منه عدم الحضور إلى تركيا حتى لا تحرج تركيا مع الاتحاد الأوربي وتوسخ ملفها باستضافة مجرم حرب وهي تسعى حثيثا للانضمام للاتحاد الأوربي . أم أنه لم يجد دابة سودانية توصله إلى تركيا أقصد طائرة رئاسية محصنة ومحمية تعبر الأجواء الدولية بدون قيود وجنائية ؟!!!! قالوا في المثل : ( البنط الحدود بلقى اللوالي السود ... والبتولق الدروب هدمو بشرطو ليهو عود ) . عمر البشير نط على كل حدود الإنسانية والدين ولم يسير في طريق الحق المستقيم فهذا مصيره . و لك الله أيها السودان . [email protected]